سياسة عربية

صحيفة: السيسي يسعى جاهدا لمحو آثار الإخوان بمصر

الاضطهاد الذي تتعرض له الجماعة على يد السيسي غير مسبوق- جيتي
الاضطهاد الذي تتعرض له الجماعة على يد السيسي غير مسبوق- جيتي

نشرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الاضطهاد الذي تتعرض له جماعة الإخوان المسلمين من قبل رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن السيسي يسعى إلى تفكيك البنى التحتية الاجتماعية الخاصة بالإخوان المسلمين، بطريقة منهجية، بما في ذلك الشركات والمستشفيات والمدارس ورياض الأطفال التابعة لهم.

ورأت "أ بي ثي" "أن الجماعة على ما يبدو تعيش على حافة الانهيار، وتغرق شيئا فشيئا في اضطهاد لم يسبق له مثيل من قبل السيسي".

ونقلت عن محللين قولهم إنه في زمن الرئيس السابق حسني مبارك، تم التسامح مع العديد من الأفراد المنتمين إلى جماعة الإخوان. كما تمكن هؤلاء في عدة مناسبات من الترشح لانتخابات مجلس النواب، واستطاعوا الفوز بنسبة بلغت حوالي 20 بالمائة من المقاعد خلال سنة 2005.

وقالت الصحيفة إن مبارك عقب تلك المرحلة أدرك خطورة الوضع، وعاد من جديد إلى تتبع الجماعة. ولكن مع قدوم السيسي، الذي تولى زمام السلطة بعد الانقلاب العسكري الذي تم التخطيط له ضد الرئيس محمد مرسي، زادت وتيرة الاضطهاد بشكل ملحوظ.

وأشارت إلى أن الإخوان تجذروا في المجتمع المصري على مدار عقود، حيث كانوا يتمتعون بشبكات اجتماعية وخيرية واسعة النطاق، الأمر الذي مكنهم من مقاومة مضايقات مختلف رؤساء مصر، الذين تعاقبوا على رئاسة البلاد. وفي سنة 2011، استفاد الإخوان من موجة الثورات في ميدان التحرير للفوز في انتخابات 2012. واليوم، يحرص النظام على محو جميع آثار هذه الجماعة في مصر.

ونقلت الصحيفة تصريحات المحلل والأستاذ في كلية لندن للاقتصاد، فواز جرجس، الذي قال إنه "على الرغم من أن الحركة قد واجهت في وقت سابق غضب الدولة المصرية، إلا أن جماعة الإخوان المسلمين مهددة اليوم ببلوغ حافة الانهيار، خاصة في ظل الحملة العدائية التي تشنها ضدهم إدارة السيسي من خلال تفكيك البنى التحتية الاجتماعية التابعة لهم بشكل منهجي".

وأبرزت الصحيفة أنه على الرغم من الوضع المزري للمنظمة، التي أسسها حسن البنا سنة 1928، يعمل نظام السيسي على القضاء على ما تبقى منها. فقد استغل نظام السيسي وجوده في السلطة، لاستخدام العنف ضد الإخوان، الذين تم تصنيفهم في كانون الأول/ ديسمبر سنة 2013 ضمن المنظمات الإرهابية.

ولفتت إلى أنه وخلال السنوات الماضية، استخدم القضاء تهمة "الانتماء إلى جماعة إرهابية" باستهتار، وغالبا ما يكون ذلك ضد النشطاء العلمانيين، أو الأطراف المنتقدة للحكومة عموما، فضلا عن الصحفيين.

 

ومن بين الأدلة الأخرى التي تحيل إلى عملية الاستقطاب التي تغذيها الحكومة، مواجهة الأشخاص المؤيدين لمقاطعة الانتخابات تهمة "الولاء للإخوان المسلمين" من قبل الصحفيين الموالين للنظام وبعض السياسيين.

التعليقات (2)
محمد عادل
الأربعاء، 28-03-2018 11:41 م
مشكلة السيسي أنه لم يتعلم من تجربة صدام مع الخليج وكذلك لم يلتفت للطريقة المثلي للإبتزاز التي يمارسها ترامب مع بن سلمان .. كان صدام يحارب إيران بالوكالة عن دول الخليج وعندما أنهي الحرب لم يعد له لزوم عند أهل الخليج فكان التخلص منه بمساعدة أمريكا .. ترامب يستخدم ايران كفزاعة للسعودية فيبتز بن سلمان ويهينه في نفس الوقت بحرفية عاليه ! أما السيسي فبقضائه التام علي الإخوان فهو يتخلي عن فزاعة مجرد التلويح بها يهز العروش وبالتالي لا مانع لدي السعودية لأن يلحق بصدام أو علي الأقل تبتزه كما هو حادث الآن .. فبعد أن أدركت السعودية أن الإخوان خارج المعادلةفي مصر بدا لها أن السيسي إنتهت مهمته وبدأت هي في إحراجه وابتزازه .. هات تيران وصنافير .. عيني .. هات الأهلي والزمالك .. إتفضل وعليهم الإسماعيلي فوق البيعة.. الولد صلاح مايلعبش قصادنا .. إديني فرصة وحياتك أدورله علي مصيبة .. الابتزاز أصبح عكسيا وانتهت مرحلة الأرز ! يراهن السيسي علي أهمية إستمرارحربه علي الإرهاب إلي ما لا نهاية كمكانه إقليمية ودولية وهو رهان خاسر فولاية سيناء التي يحاربها أيديولوجيتها سلفيه وهابية وهي نفس الأيديولوجية التي تضفي القدسية علي آل سعود ولا أعتقد أنهم يرحبون بهزيمة أيديولوجيتهم أو إهتزازها علي يد السيسي أو غيره! ..هل يمكن للسيسي أن يمعن النظر في طريقة ترامب الإسطورية في الإبتزاز ويستعيد الفزاعة ليصحح أوضاع التعاملات الإقليمية التي إختلت مع مصر ؟.. معادلة صعبة لكن ليست مستحيلة لو طبقنا منطق أنا واخويا علي إبن عمي خاصة إذا كان إنتهازيا
مصري جدا
الإثنين، 26-03-2018 10:38 م
الافكار لا تموت خاصة وان الطرف الاخر لا يملك فكرا وكل ما يملكه هو القمع والقمع فقط فضلا عن اجواء الفساد والظلم والاساءة ،، النظام لا يملك مورد بشري يتبنى مشروعا بديلا ،، لكنها مجموعة المنتفعين التي سرعان ما تتخلى عنه اذا ظهر البديل الاكثر نفعا ،،، وبالتالي الاخوان يواجهون مشكلة حدود وليس مشكلة وجود ،،، مشكلة تمدد وانتشار وليس مشكلة بقاء او انهيار ،، نعم السيسي يستخدم كل موارد الدولة مدعوما وبقوة من المربع الصهيو خليجي السعودية والامارات واسرائيل للبقاء والقضاء على الاخوان فضلا عن غض الطرف الدولي لانتهاكات نظام السيسي ،، ألا ان هذا الاسلوب يصب في النهاية في مصلحة الاخوان وشعبية الاخوان ووجود الاخوان ،، كيف ،،، نمط ادارة المشهد من نظام السيسي يحول الدولة كلها لخدمة ومصالح قطاعات معينة دون باقي الشعب ،، وفي الاخير يزداد الفقر والبطالة ،، وتدني مستوى المعيشة والخدمات تجعل الشعب يترحم على ايام الاخوان سواء عندما كانوا في الحكم او كانوا في المعارضة ،،، بمرور الوقت سيتضح الفرق وتتسع الهوة ويبحث الشعب عن البديل وعن المنقذ والتاريخ والجغرافيا والحساب يقولون انه لن يجد غير الاخوان ،،، وعلى الاخوان ان تعي الدرس وتعد نفسها من الان لهذا اليوم القادم وقريبا ،،، نعم السيسي بيده مقدرات الدولة وارهاب الشعب ومؤسسات القوة والعدالة والاعلام والدين ،، لكن ولحظه العثر فقد المصريون الثقة في كل شئ وخاصة هذه المؤسسات ،،، اما بخصوص الاخوان فان تشويه الصورة وشيطنة الحركة من السهل ازالته بالتمدد المرن للجماعة في فراغات المجتمع خاصة انه بحاجة ملحة لمن يتمدد وياخذ بيده وروحه بل وبطنه في بعض الاحيان ،،،، على الاخوان ان تدرك اهميتها بالنسبة لدعوتها ورسالتها ووطنها وان تصلح من احوالها ،، وعليها ان توقن ان نظام السيسي مثل كل الانظمة التي قال عنها الاخوان انها مرت من هنا ،،، المهم ان يتعلم الاخوان الدرس خاصة الاجيال الجديدة القادمة التي تحمل كل الحماس والامل