سياسة عربية

واشنطن بوست: الإمارات ودول أخرى تحاول السيطرة على كوشنر

 اتصالات كوشنر مع بعض المسؤولين الحكوميين الأجانب أثارت مخاوف داخل البيت الأبيض- أف ب
اتصالات كوشنر مع بعض المسؤولين الحكوميين الأجانب أثارت مخاوف داخل البيت الأبيض- أف ب

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن محاولات دولة الإمارات العربية التأثير على صهر الرئيس ترامب ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط، جاريد كوشنر، والاستفادة من نقطة ضعفه، وهي قلة الخبرة.

وقالت إن مسؤولين في أربعة بلدان، على الأقل، ناقشوا سبل التعامل مع جاريد كوشنر، من خلال الاستفادة من ترتيباته التجارية المعقدة، والصعوبات المالية، وانعدام الخبرة في مجال السياسة الخارجية.

وقال المسؤولون الحاليون والسابقون إن الدول التي تناقش سبل التأثير على كوشنر لصالحها هي الإمارات العربية المتحدة والصين وإسرائيل والمكسيك.

وقالت الصحيفة إن اتصالات كوشنر مع بعض المسؤولين الحكوميين الأجانب أثارت مخاوف داخل البيت الأبيض، وهو سبب عدم تمكنه من الحصول على تصريح أمني دائم.

وقال مسؤولون في الإدارة إن التصريح الأمني المؤقت لكوشنر تم خفضه الأسبوع الماضي من السرية إلى المستوى السري، الأمر الذي من شأنه أن يقيد الوصول المنتظم إلى معلومات سرية للغاية.

وعلم المستشار الأمني لترامب، هربرت ماكماستر، أن كوشنر أجرى اتصالات مع مسؤولين أجانب، وأنه لم ينسق ذلك عن طريق مجلس الأمن القومي أو يقدم تقريرا رسميا.

وقال مسئولون حاليون وسابقون في البيت الأبيض، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، إن قضية المسؤولين الأجانب الذين يتحدثون عن اجتماعاتهم مع كوشنر، وتصوراتهم حول مواطن ضعفه، هي قضية أثيرت في جلسات الاستخبارات اليومية التي قام بها ماكماستر.


وأضافوا أنه داخل البيت الأبيض، كان ينظر منذ البداية إلى نقص خبرة كوشنر الحكومية، والديون التي عليه في أعماله كنقاط محتملة للنفوذ يمكن للحكومات الأجنبية استخدامها للتأثير عليه.

وقال مسؤول سابق في البيت الأبيض إن مسؤولين قلقون من "سذاجة وخداع" كوشنر في محادثاته مع مسؤولين أجانب، قال بعضهم إنهم يريدون التعامل مع كوشنر بشكل مباشر، وليس مع أشخاص أكثر خبرة.

 

خسارته الاطلاع على معلومات "سرية للغاية"

 

في الأثناء، أكدت كذلك الوكالة الفرنسية، الأربعاء، أن جاريد كوشنر، خسر حق الاطلاع على المعلومات المصنفة "سرية للغاية" في البيت الابيض.

 

ونقلت هذه المعلومة عن مصادر مطلعة على الملف في قرار يتوقع أن تكون له انعكاسات عميقة بالنسبة للإدارة الأمريكية.


وأكد مصدران للوكالة صحة تقارير إعلامية أمريكية ذكرت أن مستشار البيت الأبيض البالغ من العمر 37 عاما لم يعد بإمكانه الوصول إلى المعلومات الأكثر سرية في الولايات المتحدة.


ورفض البيت الأبيض بما في ذلك الرئيس نفسه التعليق على المسألة. لكن مسؤولين أكدوا أن القرار لن يؤثر على دور كوشنر.


وتلقي خسارة كوشنر القدرة على الوصول إلى المعلومات "السرية للغاية والحساسة" شكوكا جدية على وضعه شخصية نافذة داخل البيت الأبيض، وقدرته على التفاوض في ملف السلام في الشرق الأوسط.


وكان كذلك من أبرز المؤيدين لتكثيف دعم واشنطن لحكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.

 

خطر خسارة "مصداقيته"


ووسط الحديث عن تأثير الإمارات ودول أخرى على كوشنر، وعدم تمكنه الآن من الاطلاع على المعلومات السرية للغاية في البيت الأبيض، أشار المفاوض السابق في قضايا الشرق الأوسط آرون ديفيد ميلر إلى أن كوشنر يواجه حاليا خطر فقدان "مصداقيته" أمام محاوريه في الشرق الأوسط.

 

وقال: "يعرفون أنه لا يمكنك قراءة" الوثائق المتعلقة بهم "ولا يمكنك معرفة ما تجهله".


وأقر محامي كوشنر في وقت سابق أنه لم يكمل بعد الإجراءات الرسمية للحصول على التصريح رغم أن تقارير تحدثت عن قدرته على الوصول إلى المواد الأكثر سرية الواردة في الإيجاز اليومي الذي يحصل عليه الرئيس، التي تعد صفوة عمل الاستخبارات الأمريكية.

 

وطرحت كذلك تساؤلات بشأن مستوى التصريح الأمني الذي تمتلكه إيفانكا ترامب زوجة كوشنر.


وأجبر كوشنر مرارا على مراجعة إفاداته أمام الاستخبارات الأمريكية ووكالات أخرى، بشأن اتصالاته بالمسؤولين الأجانب ومصالحه التجارية.

 

واعتبر السيناتور ريتشارد بلومنثال عبر "تويتر" أن سحب تصريح كوشنر الأمني جاء "متأخرا".


وقال إن التحرك "يثير تساؤلات بشأن ارتباطاته بدول مثل الصين والتضارب المحتمل في المصالح في وقت يتولى مسؤوليات هامة على صعيد السياسة الخارجية في البيت الأبيض".

التعليقات (0)