هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شددت فصائل فلسطينية على رفضها وإدانتها لقرار وزارة الخارجية الأمريكية الصادر أمس الأربعاء، الذي تم بموجبة إدراج اسم رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، ضمن ما تسمى "قائمة الإرهاب الأجنبي".
حماس
ورفضت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قرار وزارة الخارجية الأمريكية إدراج اسم رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية ضمن "قائمة الإرهاب".
وأكد المتحدث الرسمي باسم الحركة، فوزي برهوم، أن القرار يمثل "تطورا خطيرا وخرقا للقوانين الدولية، التي منحت شعبنا الفلسطيني حقه في الدفاع عن نفسه، ومقاومة الاحتلال، واختيار قيادته".
ونوه في تصريح صحفي له وصل "عربي21" نسخة منه، بأن هنية هو "نائب في المجلس التشريعي، ورئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق، وهو منتخب ديمقراطيا من أغلبية الشعب الفلسطيني".
واعتبر برهوم أن "إصدار البيان في هذا التوقيت يأتي في سياق علمها أن حركة حماس، وعلى رأسها إسماعيل هنية، تتصدر الجهات التي تعمل بكل السبل لإجهاض "صفقة القرن" الخبيثة، والتي تهدف إلى شطب القضية الفلسطينية، وطمس حقوق الفلسطينيين الثابتة".
ودعا المتحدث الرسمي باسم "حماس" "الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن هذا القرار، والتوقف عن هذه السياسات والمواقف العدائية، التي لن تغير من الحقائق شيئا، ولن تثنينا عن الاستمرار في القيام بواجباتنا تجاه شعبنا والدفاع عنه وتحرير أرضه ومقدساته".
فتح
حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، أكدت على لسان المتحدث الرسمي باسمها، فايز أبو عيطة، أن القرار الأمريكي "مرفوض ومدان ومستنكر".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن الولايات المتحدة "المنحازة بشكل كامل للاحتلال الإسرائيلي، والتي تتبنى روايته بشكل كامل، تتعامل مع كل الشعب الفلسطيني على أنه إرهابي".
ولفت أبو عيطة إلى أن واشنطن "تتبني مواقف إسرائيل، وهذا ما ظهر جليا وواضحا من موقفهم بشأن مدينة القدس المحتلة، باعتبارها عاصمة للاحتلال، وقرارهم بنقل السفارة إلى القدس"، مؤكدا أن "كل هذه القرارات مجحفة وظالمة بحق الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "جملة القرارات الأمريكية الأخيرة تستهدف الشعب الفلسطيني والحقوق الفلسطينية، وبالتالي فإن أمريكا بذلك تضع نفسها في خانة الاحتلال".
الشعبية
بدورها، أوضحت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على لسان عضو مكتبها رباح مهنا، أن القرار الأمريكي "يأتي في سياق الانحياز الكامل للاحتلال، ومحاولة الضغط على الشعب الفلسطيني وقياداته المختلفة؛ كي تقبل بالمشروع الأمريكي، الذي يستهدف إنهاء القضية الفلسطينية، والذي يطلق عليه صفقة القرن".
ونوه في حديثه لـ"عربي21"، بأن "كل قيادات العمل الوطني الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية كانت تعتبرهم أمريكا إرهابيين، وتفرض عليهم القيود ذاتها، حتى استجاب بعض القيادات الفلسطينية للضغوط الأمريكية".
ولفت مهنا إلى أن "المسلسل الأمريكي ذاته الآن يعاد تكراره باستهداف حركة حماس، ويتم التركيز عليها؛ لأنها من كبرى الحركات الفلسطينية"، موضحا أن "المطلوب أمريكيا وإسرائيليا ومن بعض العرب تطويع حماس؛ من خلال الضغط عليها لقبول مشروع دونالد ترامب".
وأضاف: "حركة حماس تنظيم فلسطيني كبير في الساحة الفلسطينية، يراد تطويعها عبر الضغط على رأس الهرم فيها، المتمثل بالسيد هنية، وذلك لتسهيل تمرير المشروع الأمريكي".
الديمقراطية
أما الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فأكدت على لسان عضو مكتبها السياسي، طلال أبو ظريفة، أن "هذه جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي تقترفها الإدارة الأمريكية بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة وقياداته الوطنية".
وشدد، في تصريح لـ"عربي21"، على أن "الإرهاب الحقيقي هو الإرهاب الذي تمارسه الولايات المتحدة تجاه شعبنا، في الوقت ذاته الذي تحمي رأس الإرهاب الحقيقي، متمثلا في دولة الاحتلال"، مضيفا: "هذا قرار مدان ومستنكر ومرفوض".
وحول توقيت القرار الأمريكي عقب إزالة القدس عن طاولة المفاوضات، وتقليص الدعم الأمريكي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، تمهيدا لإنهاء قضية اللاجئين، قال: "يبدو أن واشنطن تستخدم كافة وسائل الضغط والابتزاز على شعبنا وقيادتنا الفلسطينية لتمرير تلك الصفقة الهابطة".
وأكد أبو ظريفة أن "كل أشكال الضغط والابتزاز، وهذه السياسات الأمريكية، لن تجعل شعبنا الفلسطيني يستجيب لهذه الصفقة، التي سيقاومها بكافة الأشكال"، موضحا أن "السلام الحقيقي المتوازن هو السلام الذي يقر بحقوق شعبنا الفلسطيني في العودة والدولة المستقلة وعاصمتها القدس".