صحافة دولية

الغارديان: كيف يرى أعداء إيران التظاهرات الداخلية؟

الغارديان: أعداء إيران يراقبون التظاهرات باهتمام- جيتي
الغارديان: أعداء إيران يراقبون التظاهرات باهتمام- جيتي

نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للمعلق سايمون تيسدال، يتحدث فيه عن الأحداث الجارية في إيران، مشيرا إلى أن المسؤولين الإيرانيين سارعوا لاتهام الأعداء الخارجيين بالوقوف وراء التظاهرات التي عمت المدن الإيرانية خلال الأيام الماضية. 

 

ويقول الكاتب: "مثل الطيور الجارحة التي تحلق عاليا في السماء فوق الصحراء، يراقب أعداء ومنافسو إيران الكثر تظاهرات الشوارع في طهران وبقية المدن الإيرانية الأخرى، بعيون تشع ببريق الطمع، إلا أن الآمال بانهيار قريب للنظام، التي عبرت عنها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل تبدو متعجلة". 

 

ويستدرك تيسدال في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بأن "أي ضعف في سيطرة الحكومة على السلطة، سواء كان متخيلا أم حقيقيا، هو بمثابة إنذار خطير بزيادة التوتر الإقليمي، فإيران ذات الغالبية الشيعية، حاولت عكس صورة عن هيمنتها في معظم الشرق الأوسط، ما أدى إلى أعداء كثر لها، وحصلت سياستها التوسعية في المنطقة على زخم في نهاية الحرب الباردة، وزادت بعد الغزو الأنجلوأمريكي للعراق عام 2003". 

 

ويشير الكاتب إلى أن "إيران أصبحت الآن اللاعب الرئيسي في عراق ما بعد صدام وفي لبنان وسوريا، وأدت هذه التجاوزات إلى حالة من السخط، وليس في العراق ومناطق السنة فيه، لكن في مقر الإسلام السني، السعودية، وقام المسؤولون الإيرانيون باتهام السعوديين بأنهم من أثار الاحتجاجات، فعندما اتهم نائب حاكم محافظة لورستان (الجماعات التكفيرية) و(المخابرات الأجنبية) فإنه كان يشير تلميحا إلى السعودية". 

 

ويبين تيسدال أنه "حتى وقت قريب كانت فكرة تآمر السعودية لتغيير النظام في إيران وغريبة، إلا أن التوتر بين البلدين وصل إلى درجة لم يشهدها البلدان، واتهم السعوديون إيران مباشرة بالمسؤولية عن الهجمات الصاروخية على قصر الملك في الرياض، وقد أطلق الصاروخ من اليمن، الذي يخوض فيه تحالف تقوده السعودية حربا ضد الحوثيين المدعومين من إيران". 

 

ويفيد الكاتب بأن "المنافسة امتدت إلى لبنان، حيث حاول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، القيام بما رأه البعض محاولة انقلابية غير موفقة، لتخفيض التأثير الذي يمارسه حليف إيران هناك، حزب الله". 

 

ويلفت تيسدال إلى أنه "في محاولاته لوقف تمدد إيران، وضرب قطر وبقية دول الخليج، لتتبع مسار بلاده وتأكيد سيطرته في الداخل، فإن الأمير الشاب ابن سلمان حصل على سمعة الشخص المتهور، ولا أحد يعلم إلى أي مدى عبر فيه ابن سلمان عن استعداده للمضي في مواجهة إيران، لكنه تعهد بنقل المعركة إلى داخلها، ووصف المرشد الأعلى للثورة آية الله علي خامنئي بـ(هتلر الشرق الأوسط)، وحصل ابن سلمان على متابعين بعد شريط فيديو يصور محاولته بطريقة ساخرة غزو إيران".  

 

ويذكر الكاتب أن "ولي العهد السعودي يحظى بدعم من صديقه جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومبعوثه للشرق الأوسط، بالإضافة إلى أن عداء الرئيس الأمريكي لما يصفه بالنظام المارق، ورغبته بانهياره، ليسا سرا، لكن المفاجئ هو اندلاع التظاهرات دون أي محفز لها". 

 

وينوه تيسدال إلى أن "ترامب ونائبه مايك بينس عبرا عن أملها بنهاية (النظام القمعي) في إيران، وتجاهل كل منهما حقيقة أن حسن روحاني تم انتخابه من جديد قبل أقل من عام بطريقة ديمقراطية، وعبر كذلك المسؤولون الإسرائيليون عن رغبة بانهيار النظام، حيث قال وزير التعاون الإقليمي تزاكي هنغبي إن (المتظاهرين الإيرانيين يعرضون وبجرأة حياتهم للخطر من أجل الحرية)، ودعا (العالم المتحضر) لدعمهم". 

 

ويستدرك الكاتب بأن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي بنى مسيرته السياسية على شيطنة إيران، دعاهم للتراجع؛ خشية أن تحول الجمهورية غضبها على إسرائيل، ولو كان نتنياهو يخشى ردة فعل فهو حكيم في موقفه؛ لأن إسرائيل، على خلاف ترامب وبنيس، على مرمى إطلاق النار لو خرجت الأمور عن السيطرة". 

 

ويورد تيسدال نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم إن إيران زادت من إمداداتها الصاروخية لكل من حزب الله في لبنان وحركة حماس في المناطق الفلسطينية، وتخشى إسرائيل من أمن مرتفعات الجولان التي تحتلها منذ عام 1967. 

 

ويخلص الكاتب إلى القول إن "إيران ضعيفة قد تضرب وقد تظهر بأنها دولة مزعجة، وشريك لا يمكن التكهن به في العراق وسوريا، وكذلك لتركيا وروسيا، حيث ترتبط بهما بعلاقة مصلحة، وبالنسبة للصقور الأمريكية والإسرائيلية والسعودية، التي تحلق فوق إيران، فيجب أن يكونوا حذرين حول ما يتمنون أن يحدث".

التعليقات (0)