هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
-المجتمع الدولي والإقليمي يحاولون احتواء الأوضاع قبل انفجارها
-السيسي أصبح ورقة محروقة.. والدولة العميقة تعمل ضده حاليا
-هناك قوى وشخصيات في الداخل والخارج تقف خلف "شفيق" وتدعمه بقوة
-"شفيق" لا يمكنه إعلان الترشح للرئاسة دون الترتيب المسبق مع كبار مسؤولي الإمارات
-هناك أطراف وجهات داخل مصر رافضة لاستمرار حكم السيسي لأهداف ومصالح مختلفة
-الإعلان عن جبهة موحدة للمعارضة في الداخل والخارج خلال أيام قليلة
-سنحسم موقفنا من انتخابات الرئاسة قبل نهاية الشهر الجاري
-أي محاولة للعبث بالدستور ستكون المسمار الأخير في نعش النظام وبداية النهاية الحتمية له
-شعبية السيسي تراجعت كثيرا ولن يحصل على 15% من أصوات الناخبين
-المجتمع الدولي لن يفعل لنا شيئا إلا إذا تحرك الشعب المصري أولا
أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير معصوم مرزوق، أن هناك ترتيبات يتم الإعداد لها بمشاركة دوائر سياسية في الإمارات وغيرها بشأن مستقبل الأوضاع بمصر وخاصة انتخابات الرئاسة المقبلة، مشدّدا على أن عبدالفتاح السيسي أصبح ورقة محروقة بالنسبة للمجتمع الدولي والإقليمي.
وقال في مقابلة خاصة مع "عربي21" إن "هناك حالة تململ وعدم رضا شامل عن أداء السيسي في الأوساط الخليجية، ولو كان ذلك بشكل غير مُعلن للكثيرين، وتلك الترتيبات الإقليمية التي أتحدث عنها قد يكون لها امتدادات واتصالات على المستوى الدولي بالطبع، فالسيسي لم يعد مقبولا سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي، لأن الجميع يدرك أن الأوضاع في مصر على وشك الانفجار حال استمرار السياسات الراهنة نفسها، ولذلك هم يحاولون احتواء هذا الانفجار المرتقب قبل لحظة اشتعاله".
وأضاف "مرزوق" أن "هناك أطرافا وجهات داخل مصر رافضة لاستمرار حكم السيسي لأهداف ومصالح مختلفة، وهذا الرفض له درجات متفاوتة"، مؤكدا أن "الدولة العميقة تعمل الآن ضد السيسى إلا أنها في الوقت ذاته تقاوم أي تحول ديمقراطي. وأعتقد أن مواقف الأطراف جميعها في الداخل والخارج، ستكون واضحة المعالم مطلع العام المقبل وقبيل إجراء الانتخابات الرئاسية".
وبشأن موقفهم من انتخابات الرئاسة المقبلة، كشف "مرزوق" أنه سيتم حسم هذا الأمر خلال أسابيع قليلة قبل نهاية الشهر الجاري، لافتا إلى أن هناك اتجاهين متساويين في النسب هما المشاركة في الانتخابات أو المقاطعة لتعرية النظام، مؤكدا أن" شعبية السيسي تراجعت إلى حد كبير، ولن يتمكن من الحصول على ما يزيد عن 15% من الأصوات الانتخابية".
وفيما يلي نص المقابلة:
كيف تنظرون لترشح الفريق أحمد شفيق لانتخابات الرئاسة وما قيل حول منعه من السفر للإمارات؟
بالتأكيد من حق "شفيق" أن يعلن رغبته في الترشح شأنه شأن أي مصري طالما تنطبق عليه الشروط الدستورية والقانونية، ومنعه من السفر خارج الإمارات – لو صحّ- فهو موقف غير مقبول ونحن نعترض عليه جملة وتفصيلا، لأن حرية التنقل والسفر من ضمن حقوق الإنسان العالمية المعترف بها دوليا، ولا يجوز حظر أو منع أو تقييد تنقل أي مواطن.
ولكن، بعد قراءة متعمقة فيما حدث، أرى أن هناك ترتيبات يتم الإعداد لها وتجهيزها بمشاركة دوائر سياسية في الإمارات وغيرها بشأن مستقبل الأوضاع بمصر وخاصة انتخابات الرئاسة المقبلة، فهناك أصوات إماراتية حاليا تعترض على ترشح السيسي، وبعض رجال الأعمال الإماراتيين سحبوا استثماراتهم خلال الفترة الماضية من مصر.
ويمكنني القول أن هناك حالة تململ وعدم رضا شامل عن أداء السيسي في الأوساط الخليجية، وخاصة الإمارات، ولو كان ذلك بشكل غير مُعلن للكثيرين، وتلك الترتيبات الإقليمية التي أتحدث عنها قد يكون لها امتدادات واتصالات على المستوى الدولي بالطبع، فالسيسي لم يعد مقبولا سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي، لأن الجميع يدرك أن الأوضاع في مصر على وشك الانفجار حال استمرار السياسات الراهنة نفسها، وهو ما سيؤثر حتما على الأوضاع في الداخل والخارج، وبالتبعية على المصالح الإقليمية والدولية الموجودة داخل مصر، ولذلك هم يحاولون احتواء هذا الانفجار المرتقب قبل لحظة اشتعاله.
كما أن "شفيق" لا يستطيع الخروج بهذه الخطوة، وإعلان ترشحه من الإمارات، دون أن يكون هناك ترتيب فعلي ومسبق مع كبار المسؤولين هناك، وأعتقد أن ما جرى تم التخطيط له جيدا، وأعتقد أيضا أن هناك قوى وشخصيات في الداخل والخارج تقف خلف شفيق وتدعمه بقوة.
لكن البعض يقول إن المجتمع الإقليمي والدولي سيظل داعما بقوة للسيسي باعتباره مطيعا لهم ومنفذا لسياساتهم
هذا تصور ناقص، فالعلاقات والمواقف الدولية معقدة ولها حسابات أخرى تتجاوز فكرة الطاعة العمياء، فما الذي سيفيد وأنت تطيعني بشكل أعمى، بينما أنت فاشل وغير قادر على السيطرة على الأوضاع، ما يعني أنك ستُهدد بالتبعية - وعلى غير رغبتك - مصالحي ونفوذي، وبالتالي فالطاعة العمياء للغرب والإقليم وحدها غير كافية على الإطلاق لاستمرار المستبدين في حكمهم. والمستبد دائما ما ينظر تحت أقدامه، بينما هم ينظرون لسنوات قادمة ولديهم خطط استراتيجية طويلة المدى.
وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ شاه إيران، محمد رضا بهلوي، كان الخادم الأمين المطيع لأمريكا طوال فترة حكمه، وحينما رأوا أن استمرار وجوده في الحكم يُشكل خطرا عليهم تخلوا عنه، بل وحثوا جميع الدول على عدم استقباله – بعد اندلاع الثورة الإيرانية- وبقيت طائرته تدور من بلد لآخر بعد نفيه من إيران، ولم يستقبله أحد سوى "السادات". ولذلك يمكن القول إن السيسي أصبح ورقة محروقة للمجتمع الدولي والإقليمي.
وماذا عن موقف الأطراف داخل مصر من فكرة استمرار دعم السيسي؟
هناك أطراف وجهات رافضة لاستمرار حكم السيسي، وهذا الرفض له درجات متفاوتة، بعضها مُعلن وبعضها غير مُعلن، وهذا لأهداف ومصالح مختلفة، والدولة العميقة تعمل الآن ضد السيسي، إلا أنها في الوقت ذاته تقاوم أي تحول ديمقراطي، وأعتقد أن مواقف الأطراف جميعها في الداخل والخارج ستكون واضحة المعالم مطلع العام المقبل وقبيل إجراء الانتخابات الرئاسية.
لو صح ذلك.. كيف تتصور رد فعل نظام السيسي؟
الأوضاع التي تمر بها مصر حاليا هي أخطر فترة منذ اندلاع ثورة يناير، فحينما يشعر النظام بقرب نهايته يزداد توحشه وإجرامه بشكل رهيب للغاية وتزداد عمليات القمع والانتهاكات بشكل غير مسبوق، وبالفعل تم التمهيد لذلك باستخدام اصطلاح القوة الغاشمة، التي تعني القتل بلا حساب أو رحمة، وأخشى أن يكون هذا ما يدفع إليه النظام، الذي أتصور أن رجاله سيفعلون كل ما في وسعهم بكل الطرق لمحاولة الحفاظ على أنفسهم ومناصبهم.
وماذا عن رد فعل المجتمع الدولي تجاه ممارسات نظام السيسي المتوقعة؟
لن يتحرك أو يفعل لنا شيئا إلا إذا تحرك الشعب، وهذا التحرك الشعبي بحاجة لكتلة حرجة تقودها طليعة وطنية ثورية، فبالتأكيد لن يمد أحد يده لمساعدة مصر إلا إذا تحرك الداخل أولا. والمجتمع الدولي قد يرفع يده عن الأنظمة الديكتاتورية، لكنه لا يقوم بالثورات نيابة عن الشعوب.
والكتلة الحرجة لا تتكون من تلقاء نفسها، بل تأخذ بيدها الطليعة الثورية من خلال بذل مجهود كبير لرفع منسوب الوعي لدى الجماهير، وهذه الكتلة الحرجة أشبه بالبراكين التي تنتظر لحظة الاشتعال، ونحن نرى بعض الأدخنة تتصاعد شيئا فشيئا، إلا أن بعض البراكين قد تأخذ سنوات لتنفجر، ويتوقف ذلك على المحفز هنا هو مدى عمل وفاعلية وقوة الطليعة الثورية التي إن لم تقم بدورها المنوط بها، قد تستمر الأوضاع على ما هي عليه لسنوات أطول، وهذا ما لا نأمله ولا نتوقعه.
وهل ترى أن القوى الوطنية المصرية قادرة على تشكيل كتلة حرجة تُحرك الشعب؟
الطليعة الثورية لم تقم بالدور المطلوب منها حتى الآن، فهناك الكثير من المشاكل لدى الجماعة الوطنية منها ما يتعلق بذاتها، وهي مشاكل بنيوية داخلية، وبعضها مشاكل من خارجها نتيجة لأساليب القمع السلطوية، فلا يُسمح لنا بالتحرك وسط الجماهير للحديث معها لرفع مستوى الوعي بل نُقابل بقمع ومطاردة، إلا أنه ينبغي علينا ابتداع وابتكار وسائل مقاومة جديدة وغير تقليدية.
لماذا تأخر الإعلان عن تدشين جبهة المعارضة حتى الآن؟
من الطبيعي في عملية بناء الجبهات والتحالفات السياسية أنها تستغرق وقتا وتحتاج جهدا وتصادف عقبات عديدة، خاصة أن فكرة التحالفات السياسية في مصر شديدة التعقيد، حيث إن محاولة البحث عن أرضية مشتركة تجمع الاتجاهات السياسية المختلفة تشهد غالبا سعي كل اتجاه كي يجذب باقي الاتجاهات إلى أرضيته، وتظل عملية الشد والجذب مستمرة حتى تستقر الجبهة في النهاية في منطقة ترضي كل أطرافها، وتحقق على الأقل الحد الأدنى المشترك لمتطلبات كل أطرافها سواء بالنسبة لكيفية التعاطي مع الواقع الراهن أو صياغة رؤى للمستقبل، ولذلك هي بحاجة لمجهود كبير وتحتاج لعقل وحكمة.
متى سيتم الإعلان عنها؟ وما هو الجديد الذي ستقدمه؟
لم يعد يفصلنا عنها سوى أيام قليلة، وقريبا ستخرج الجبهة للنور، فقد اقتربنا بشدة من الوصول للحظة الإعلان عنها، وستضم مختلف أبناء القوى الوطنية، وستكون جبهة معارضة قوية بمشاركة عدد كبير من المصريين في الداخل والخارج، ويمكن القول إن الجماعة الوطنية باتت قاب قوسين أو أدنى من إعلان هذا الكيان الجامع، وهناك اتفاقات جديدة يتم إعدادها والاتصالات يتم تكثيفها، وقد تجاوزنا المراحل الصعبة، ولم يبق إلا اليسير بعدما قطعنا شوطا مهما وشاقا وطويلا.
وسوف تُمثل الجبهة جدارا صلبا في مواجهة الممارسات القمعية للسلطة، كما أنها ستكون منصة إطلاق لمبادرات واقتراح البدائل في المجالات كافة، ونتمنى أن تؤدي دورا حاسما كطليعة التيار الثوري الجارف في مصر. ولو أصبح الشعب في ظهر هذه الجبهة الجديدة سنكون على موعد قريب من تحقيق أهداف ثورة يناير.
وجبهة المعارضة الوطنية ليست مسؤولياتها تحديد شخص الرئيس القادم، بل مواجهة دولة الفساد والمحاسيب، وعليها دور وواجب قومي لخوض معركة طويلة مع سرطان دولة الفساد التي عادت بشراسة وكأن ثورة لم تقم.
وماذا عن موقفكم من جماعة الإخوان؟
الجبهة لم تحسم هذا الأمر بعد، إلا أنني شخصيا أرى أنه لا يجب أن تكون هناك أي تفرقة بين المواطنين في مصر طالما ليس هناك ما يخالف الدستور والقانون، ولا أقتنع مطلقا بمحاكم التفتيش، ولا بد أن يتصالح المجتمع مع نفسه كي نخرج من حالة العنف والعنف المضاد، وتجارب الشعوب الأخرى أثبتت أن إقصاء أي مجموعة عرقية أو دينية أو سياسية تؤدي إلى نتائج وخيمة على المجتمع، ولهذا فالاشتباك بالحوار والنقاش أفضل بكثير جدا من الاشتباك بأشياء أخرى.
وأرى أنه لا ينبغي اعتبار الإخوان جيشا منهزما، بل يجب أن يكون لدينا عقل منفتح على التفاوض والاندماج مع كل فصائل المجتمع، مع عدم إسقاط المحاكمات العادلة عن جميع الخارجين على القانون.
أعلنت دعمك الكامل للمرشح الرئاسي خالد علي.. فكيف ترى فرص فوزه؟
ربما تبدو فرص أي مرشح منعدمة إذا تأملنا المناخ السياسي الحالي في مصر، وخاصة الحصار الذي يُمارس على نشاط الأحزاب السياسية، وأساليب القمع والترويع وملاحقة النشطاء السياسيين وغير ذلك من انتهاكات حقوق الإنسان والحريات، إلا أن القوى السياسية في مصر سوف تطالب بتوفير ضمانات الشفافية والنزاهة كافة في الانتخابات القادمة، وكذلك بتوفير مناخ سياسي وأخلاقي كإطار لا غنى عنه لإجراء انتخابات حرة، ويدخل في ذلك أهمية تحييد كل أجهزة الدولة، وتغليظ العقوبات على المخالفات الانتخابية والتزام الإعلام كله بإتاحة فرص متساوية لكل المرشحين.
وإذا استجابت السلطة لهذه المطالب المشروعة، فأتصور أنه سيكون لدى مرشح القوى الوطنية الثورية فرصة كبيرة في الفوز، خاصة أن شعبية السيسي قد تراجعت إلى حد كبير، ووفقا لبعض التقديرات الجادة لن يتمكن من الحصول على ما يزيد على 15% من الأصوات، وهي نسبة قابلة للتراجع أكثر خلال الأشهر القادمة.
قلت إنك ملتزم بالقرار النهائي الذي سوف تتخذه الجبهة المعارضة التي يُجرى تشكيلها داخل مصر حاليا.. فهل هذا الموقف يتجه نحو المشاركة أم المقاطعة؟ ومتى سيتم حسمه؟
هناك اتجاه قوي يدفع لمقاطعة الانتخابات القادمة لعدم ثقتهم في شروط الجدية والنزاهة والشفافية، وأن القبول بإجراء الانتخابات في ظل الأجواء والأوضاع الراهنة سوف يعطي شرعية غير مستحقة لنظام تظهر كل تصرفاته أنه سيزيف إرادة الناخبين، وهو الأمر الذي بدأ مؤخرا بانطلاق ما يسمى حملة "علشان تبنيها"، وأصحاب هذا التصور يرون أنه يجب تعرية هذا النظام وعدم إعطائه أي مصداقية أو مشروعية، ويؤكدون أن التغيير عن طريق صندوق الانتخابات أمر غير ناجع، بل الثورة هي الطريق الأفضل للإطاحة بالنظام.
ومن ناحية أخرى، هناك اتجاه آخر لا يقل قوة، يرى أهمية الاشتباك الإيجابي السلمي مع الانتخابات باعتبارها إحدي ساحات المواجهة مع النظام، مع الإصرار على توفير كل الضمانات، فإذا تقاعس النظام عن توفيرها أمكن تعريته أمام المجتمع المصري والدولي، وفي تصوري نصف القوى الوطنية ترى ضرورة خوض الانتخابات – وأنا منهم- والنصف الآخر يطالب بالمقاطعة، وأعتقد أن حسم الموقف من انتخابات الرئاسة سيحدث خلال أسابيع قليلة مقبلة وقبل نهاية الشهر الجاري.
وإذا ما استطاعت الجماعة الوطنية إدارة ملف الانتخابات الرئاسية بحنكة وذكاء، ودفعت بمرشح قوي لها، وكانت الانتخابات حرة ونزيهة، فستكون فرص مرشحها أعلى بكثير من السيسي أو شفيق.
ألا ترى أنكم تأخرتم في اتخاذ الكثير من القرارات المهمة سواء بالنسبة لتشكيل الجبهة أو بلورة موقف من الانتخابات؟
أعترف أننا تأخرنا بالفعل، ولكن لك ملاحظة الظروف التي تعمل فيها الأحزاب والقوي السياسية في مصر. لقد تم تأميم وتعقيم الممارسة السياسية إلى حد الإخصاء الكامل، وأصبح أي تجمع أو نشاط مهدد بالتعقب الأمني والمطاردة والسجن، وأبرز مثال على ذلك قضية تيران وصنافير، حيث أساءت السلطة استخدام قانون التظاهر وأعدمت ذلك الحق الأصيل الدستوري للمواطنين، وأساءت معاملتهم رغم أنهم في الأساس يدافعون عن قدسية وشرف أراضي بلادهم.
وهناك مثال آخر، أنه من المستحيل الآن أن تجد قاعة عامة للاجتماع لأي حزب سياسي معترف به وقانوني، فكل القاعات العامة سواء في النقابات أو الأندية أو حتى الفنادق ترفض محاولات الحجز لعقد اجتماعاتنا بحجة عدم الموافقة الأمنية، ولكن رغم كل ذلك، فإن القوى الوطنية مصممة على مواصلة النضال. وهناك أمل أن الجماعة الوطنية قد تستطيع نهاية الشهر الجاري بلورة فكرة واضحة وموقف محدد من انتخابات الرئاسة.
هل ستلجؤون لـ"عصر الليمون" وانتخاب أحمد شفيق خاصة أن البعض يدعو لاعتبار فترة حكمه حال فوزه بمنزلة فترة انتقالية، ثم بعد ذلك يتم الدفع بمرشح من التيار المدني؟
لا يوجد أي اتفاق لدعم الفريق أحمد شفيق حتى الآن، وإن كانت أغلب قوى المعارضة لا تُفضل التصويت لصالحه، لكن ربما تتغير المواقف حينما نقترب أكثر من الانتخابات حيث تتضح الصورة بشكل جلي، ولكن حق الترشح مكفول لكل مصري ومصرية ينطبق عليه شروط الترشح. وبشكل عام أفضل عدم الحديث عن أي مرشح حتى يقدم برنامجه الانتخابي، ولا أظن أن هناك أشجار ليمون انتخابية هذه المرة. لقد ذاق شعب مصر مرارتها ولن يكررها ثانية.
إن أفضل وسيلة لهزيمة فكرة رديئة هو مواجهتها بفكرة جيدة، فمن الثابت أن أي ظاهرة اجتماعية ضارة أو نافعة تحمل في طياتها منطقا ما وأفكارا معينة، ولا يمكن تغيير أو إزالة ظاهرة ضارة إلا بمواجهة فكرية شاملة، حتى الآن السلطة ربما تقتل إرهابيين، لكنها لا تحارب الإرهاب كما ينبغي.
هل لديكم ثمة تخوفات من عدم إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
بالفعل، هناك تخوفات متصاعدة لدينا بشأن عدم إجراء عميلة الانتخابات، فقد بدأ مجدّدا بعض المحسوبين على النظام ترديد نغمة ضرورة تعديل الدستور ومد فترة حكم السيسي لاستكمال مشاريعه وإنجازاته غير الموجودة على أرض الواقع، ويزعمون أنه لا يمكن إجراء الانتخابات ومصر في حالة حرب مع "الإرهاب". وعدم إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري سيكون خطأ كبيرا وفادحا، وسيكون بداية النهاية الحتمية لهذا النظام، لأن أي محاولة للعبث بالدستور ستكون المسمار الأخير في نعشه، مثلما كان الإعلان الدستوري الذي خرج به محمد مرسي مسمارا في نعش حكمه.