بعد إغضابه الإمارات.. من سيدعم شفيق في حال ترشحه؟

أثار خروج رئيس الوزراء المصري الأسبق الفريق أحمد شفيق، في تسجيل مصور، يتحدث فيه عن منع السلطات الإماراتية لسفره، ونيته للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، تساؤلات حول فرصه في مواجهة السيسي والإمارات بما تمثله من داعم رئيسي وأساسي لنظامه.

وعلى الرغم من عدم تقدم شفيق للترشح رسميا، حتى الآن بسبب وجوده خارج مصر، إلا أن ظهوره المصور على قناة الجزيرة، والحديث عن منعه من السفر وضعه في مواجهة الإمارات، بحسب محللين في ظل حاجتها للسيسي، الذي قدم لها العديد من المكتسبات الاستراتيجية، الهامة منذ الانقلاب وحتى الآن.

ويرى عدد من المراقبين أن ما حدث لا يعدو كونه تمثيلية، بين أبو ظبي وشفيق لرفع رصيده الشعبي، و"تلميع" صورته وبين من يراها توترا فعليا بعد فرض الإمارات الإقامة الجبرية عليه وإبقاء السيسي سيدا وحيدا في المشهد المصري دون منافسين.

اقرأ أيضا: أكاديمي إماراتي: شفيق منح مهلة 48 ساعة لمغادرة البلاد

وأشار المراقبون إلى أن شفيق، لا يتمتع بالقوة الموجودة لدى السيسي، خاصة مع مغادرته الفورية لمصر، قبل ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية، عام 2012 والتي فاز فيها الرئيس المعتقل محمد مرسي.

تمثيلية مشتركة

وقال المحامي والناشط السياسي المصري عمرو عبد الهادي، إن ما يجري حتى الآن تمثيلية، من طرف شفيق والإمارات لدفعه نحو الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وتجنب إحراج الأخيرة أمام السيسي.

وأشار عبد الهادي لـ"عربي21" إلى أن شفيق، لن يتمكن من دخول مصر، إلا إذا كان هناك ضمانات، وترويض للثورة بالإضافة إلى تثبيت المكتسبات والاتفاقيات، التي أعطاها السيسي للإمارات والسعودية، وقبرص وإثيوبيا وإسرائيل.

ورأى أن سيناريو تبديل السيسي هو الأخطر في منطقة الشرق الأوسط، ومصر خصوصا وحظوظه ضعيفة، والسيسي لا يعترف بمسألة إجراء انتخابات نزيهة بواسطة الصناديق"، مضيفا: "السيسي لا يفهم سوى صناديق الرصاص".

وشدد على أن السيسي مستعد للتمسك بموقعه على أن يرحل ويبدأ رحلة رفع دعاوى قضائية بوجهه، ويبقى "ملطشة" للقادمين بعده خاصة أنه متأكد من أن المحكمة الجنائية، ستطلبه في حال خرج من الرئاسة.

وقال عبد الهادي إن ما يعزز وجود تنسيق بين الإمارات وشفيق، وجود العديد من القضايا ضده "ومن قام بمنع تحريكها هي أبو ظبي"، مضيفا: "السيسي وشفيق يمثلان مخطط ألف وباء للإمارات".

لا سبيل للتراجع

من جانبه قال عضو الجبهة الوطنية المصرية الدكتور أسامة رشدي، إن هناك بالفعل توترا بين الإمارات وشفيق، وحديثه المصور عن منعه من السفر كان حقيقيا وليس تمثيلية.

وأوضح رشدي لـ"عربي21" أن شفيق لم يكن ليسمح له بالسفر، لولا خروجه المصور من قلب أبو ظبي، مشيرا إلى أن الهجمة الشرسة التي شنها الإعلام الموالي للسيسي، بعد ذلك دليل على وجود توتر حقيقي.

وعلى صعيد فرصه في حال خاض الانتخابات، قال رشدي: "رغم أن شفيق مواطن مصري، له الحق في خوض الانتخابات إلا أن نظام السيسي لن يسمح له بخوض تلك المواجهة".

وأضاف: "ليس هناك عملية سياسية حقيقية في مصر، والنظام غير قادر على إجراء الانتخابات" وتابع: "لكن منع شفيق من الترشح سيكون حماقة جديدة تضاف لحماقات السيسي، وتسبب له فضيحة دولية".

اقرأ أيضا: هكذا استقبل إعلاميو السيسي ظهور شفيق على الجزيرة (فيديو)

وشدد على أن طريقة خروج شفيق من الإمارات، تضعه أمام خيار عدم التراجع، بعد إغضاب أكبر داعم للنظام بمصر وفي حال عودته للقاهرة سنرى كم من العراقيل ستوضع فعليا وقانونيا، أمام الرجل لمنعه من الترشح.

ولفت إلى أن الانتخابات في مصر، لا تتمتع بالحد الأدنى من العدالة، خاصة أن السيسي يستخدم كل وسائل البطش والتنكيل ضد خصومه.