ماذا قال مستشار الغنوشي عن المساواة في الميراث؟ (شاهد)

قال القيادي في حركة النهضة، لطفي زيتون، إنّ الإسلام لا يمنع تطبيق مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث إذا ما اتفق الناس على ذلك.

وتابع لطفي زيتون، المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، في حوار مع إذاعة "شمس أف أم"، الاثنين، بأنّ الإسلام جاء في زمن كانت فيه المرأة لا ترث؛ لذلك فُرض لها نصيب هو الحدّ الأدنى من الميراث.

وقال: "الإسلام لم يفرض عدم المساواة بين الرجل والمرأة، كما لم يمنع ذلك إذا ما اتفق الناس على هذا الأمر، بل أوجب عدم النزول تحت الحق المفروض لها".

موضوع عالمي

واستعان زيتون في حديثه بمفردة باللغة الفرنسية ودارجة في تونس، وهي "السميغ" (smig) وتعني الأجر الأدنى المضمون للعمال.

وأضاف: "في الديمقراطية، كل الأسئلة مشروعة، ويجب أن يشارك الناس جميعا في صياغة الأجوبة باعتبار المواطنة، وأعتقد أنّ أسئلة كثيرة وصعبة ما زالت تنتظرنا (...) والرئيس اقترح فتح الموضوع، وكلف مختصين للبحث في المسألة بما لا يتعارض مع الدستور والقيم والإسلام".



ولفت زيتون إلى أنّ موضوع المساواة بين المرأة والرجل موضوع عالمي، مثله مثل حفظ حقوق الأقليات وغيرها، المتعلّقة بالميثاق العالمي لحقوق الإنسان.

سوء تفاهم

وفي سياق منفصل، أقرّ لطفي زيتون في حديثه مع إذاعة "شمس أف أم"، بوجود "سوء تفاهم داخل النهضة، إضافة إلى بروز اختلاف في طريقة تسيير الحركة".

وأوضح زيتون أنّ الوضع الجديد الذي تشهده الحركة بدأ منذ مؤتمرها العاشر، الذي انتظم في آذار/ مايو 2016، وأقرّ مبدأ الفصل بين الدعوي والسياسي.

وأشار إلى أنّ الإشكال المطروح كان: "هل يتم تسيير الحركة بشكل جماعي، أو ننتهج طريقة الأحزاب بأن نختار الرئيس والمؤسسات التي تساعده وتراقبه؟.

وقال: "النهضة قرّرت خلال مؤتمرها العاشر أن تقوم برحلة من اليمين إلى الوسط.. من حزب أيديولوجي يهتم بأكثر من مجال، وهو ما أوجد خلطا لدى الرأي بين صفتيه الدينية والسياسية، وطبعا المؤتمر العاشر قرر الحسم في هذه القضية".

وتابع زيتون: "نحن نرى أنّ البلاد تطلب ذلك (الفصل بين الدعوي والسياسي)، وحتى تقبل بنا الدولة كي نسيرها، كان لا بد من القيام بعملية الفصل.. الخلط فرضه العمل السري زمن الديكتاتورية، واليوم الديمقراطية مفتوحة لتكوين أحزاب وجمعيات وغيرها".

غير راضين

وبخصوص الوضع داخل حركة النهضة، قال زيتون: "الأمر ليس حرب زعامات، هناك أناس غير راضين عن بعض السياسات، وقاعدة الحركة أو القيادات من حقها أن تعبّر عن آرائها، أحيانا في إطار الحركة، وأحيانا خارجه".

وحول علاقة النهضة بالرئيس الباجي قايد السبسي والاتهامات الموجّهة للحركة بـ"الانبطاحية من أجل البقاء في الحكم"، قال زيتون إنّ علاقة "النهضة" مع الدولة "كانت قلقة قبل الثورة، وكونها متماهية اليوم مع الدولة ومواقفها اقتربت من مواقف الرئيس، فهو أمر إيجابي وليس انبطاحا".

وأضاف: "النهضة ليست خائفة أو منبطحة وتتبع قايد السبسي، بل الحركة تقترب من الدولة؛ لأنّها تحولت من المعارضة إلى الحكم.. وهي تتفاعل مع الدولة.. لأن الصراع انتهى، ونخشى وقوع الاضطرابات والفوضى، وهو ما يزيد في ضعف الدولة".

وخلص إلى القول: "اليوم إذا الرئيس راض عنا، ونحن نعدّل مواقفنا، فهذا إيجابي جدا..".

مراجعات حقيقيّة

وعلّقت مديرة المكتبة الوطنية الأكاديمية، رجاء بن سلامة، على تصريحات لطفي زيتون بأنّ "المساواة هي المنطق الطّبيعيّ للدّيمقراطيّة"، موجّهة له التحيّة بمنشور لها في فيسبوك.

وكتبت بن سلامة، المعروفة بنقدها اللاذع لحركة النهضة وقياداتها: "شكرا لطفي زيتون على مساندتك مطلب المساواة في الميراث، وتبنّيك منهج الاجتهاد الحقيقيّ..". متمنية "أن تترجم مواقف زيتون، والقيادي عبد الفتّاح مورو، إلى مراجعات حقيقيّة داخل حركة النّهضة"، وفق تعبيرها.

وأضافت: "لم أكفّ ولن أكفّ عن نقد أطروحات الإسلام السياسيّ. لكنّ مبدئي في الحياة هو أن أقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت.. إضافة احتياطيّة لمن سيردّد بأنّني تغيّرت و"انبطحت".

وتابعت بمنشورها ردّا على أحد النشطاء: "بدل أن نشجّع هذه الأصوات المنسجمة مع حقوق الإنسان، نتركها معزولة داخل حركة النهضة".