ذكرت صحيفة "الغارديان" أن السفير الأمريكي في
إسرائيل ديفيد
فريدمان بدا متشددا في موقفه من
الفلسطينيين في مقابلة معه، وتبنى الموقف الإسرائيلي عندما أشار في حديثه عن "احتلال مزعوم" للأراضي الفلسطينية، في انحراف واضح عن الموقف الأمريكي الذي يتعامل مع الوضع في الأراضي الفلسطينية على أنه احتلال.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن فريدمان، الذي يعارض حل الدولتين، قوله في تصريحات لصحيفة "جيروزاليم بوست"، وهي أول مقابلة يجريها مع صحيفة إسرائيلية، إن "مواقفه لم تتغير وربما تغيرت النبرة".
واتصلت صحيفة "الغارديان" مع واحد من الصحافيين اللذين أجريا المقابلة، الذي أكد أن كلام السفير تم نقله بحرفية ودقة، مشيرة إلى أن مسؤولا أمريكيا أكد أن تصريحات فريدمان لا تعني تغيرا في السياسة الأمريكية.
ويشير التقرير إلى أن مسؤولا فلسطينيا طالب بتوضيحات من الأمريكيين، قائلا: "نفهم أنه عندما يكون هناك شخص يتحدث من موقع مسؤول، مثل أن تكون سفيرا، فإن هذا الشخص لا يعبر عن مواقف شخصية، ويجب على فريدمان أن يدرك أن إنكار الحقائق لا يعني عدم وجودها، ولديه سجل كبير في الهجوم على الحقوق الوطنية الفلسطينية، بما في ذلك تمويل المستوطنات الاستعمارية غير القانونية، والمشاركة في احتفال إسرائيل بالاحتلال، وندعو أن تقوم الولايات المتحدة بتوضيح موقفها".
وتلفت الصحيفة إلى أنه تم الاعتراف بوضع الضفة الغربية بأنها أراض محتلة من الأمم المتحدة وعدد من الدول، وفي إسرائيل في تعامل محاكمها العسكرية مع فلسطينيي مناطق عام 1967، منوهة إلى أن الولايات المتحدة تشير في تقاريرها دون غموض للمناطق المحتلة، بما في ذلك تقريرها عن حقوق الإنسان.
ويفيد التقرير بأن فريدمان ظل منذ وصوله إلى إسرائيل بعيدا عن الأضواء، خاصة أن تعيينه سفيرا لقي الكثير من الشجب، حول عدم ملاءمته للمنصب، نظرا لعدم توفر الخبرة الدبلوماسية، وتاريخه في دعم قضايا جماعات المتطرفين في إسرائيل، بما في ذلك مستوطنة بيت إيل.
وتنوه الصحيفة إلى أن تصريحات فريدمان تأتي بعد الجدل الذي أحدثته تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نوريت، التي قالت فيها إن الحديث عن حل الدولتين هو "تحيز" لطرف، مشيرة إلى أن فريدمان أكد قبل تعيينه معارضته لحل الدولتين، لكنه أكد أن تعيينه دبلوماسيا لا يعني تغييرا في موقفه.
وبحسب التقرير، فإن فريدمان، الذي يعمل محاميا في قضايا الإفلاس، وصف باراك أوباما بالمعادي للسامية، وأشار إلى أن
اليهود الذين يعارضون المستوطنات في الضفة الغربية هم أسوأ من "كابوس" الحرس الذين عملوا حراسا في مراكز الاعتقال.
وتبين الصحيفة أن الليبراليين اليهود في أمريكا وصفوا قرار تعيين فريدمان بالمتهور، واعتبروه الشخص الذي لا يملك خبرة ليعمل سفيرا للولايات المتحدة في إسرائيل.
ويستدرك التقرير بأنه رغم تبني إدارة دونالد ترامب لهجة أقل عدوانية منذ وصولها إلى السلطة، إلا أن التوقعات بصفقة سلام قد تبخرت.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن فريدمان كان من أكثر الداعين لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.