هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يحضر الإنسان في عمل فريد الزاهي بما هو ذات، لا تحقّق أيّ تواصل مع العالم الخارجيّ، بشكل مباشر. وإنّما تحتاج دائما إلى وساطة المتخيل، فتمثّل العلامة بالنّسبة إلى الوعي المستوى الأوّل من تمثل محيطه.
تظهر المفارقة بشكل جلي، حين يعلم أن التفكير في خيار دعم التحول الديمقراطي في العالم العربي، إنما تم اللجوء إليه خوفا من تنامي الخطر الإرهابي، في حين لا يظهر أدنى اهتمام بأثر السياسات الأمريكية في حالة فشل الاتجاهات الحداثية في تقلد السلطة.
تختصر الورقة الدروس المستفادة من الحرب الباردة، وترى أن نقطة القوة التي اعتمدتها الولايات المتحدة الأمريكية للنجاح في بناء الشبكات المعتدلة التي اضطلعت بمهمة إضعاف النفوذ الشيوعي ومواجهته، هي الرهان على المجتمع المدني وبناء مؤسسات ديمقراطية موازية لمنافسة السيطرة الشيوعية على المجتمع المدنى..
إنَّ النظام الأمريكي الذي تأسس بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، وخلال مرحلة الحرب الباردة، ظهر في الخارج عن طريق ضم الدول المتقدمة الحليفة إلى فضاء الاقتصاد الرأسمالي الحر المتجانس، كما ظهر عن طريق تشجيع التخلي عن الاستعمار في سائر أنحاء العالم الغربي.
بعد زوال الأنظمة السوفييتية ذات الطبيعة الشمولية، استبدلت الولايات المتحدة الأمريكية العدو الشيوعي القديم بعدو جديد مع بداية القرن الحادي والعشرين، مستغلة هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001 في الولايات المتحدة.
يستدعي الغنوشي مفاهيم حديثة بالنسبة إلى العقل العربي المسلم شأن الديمقراطية والحرية الاقتصادية وحقوق الإنسان. فيفرغها من دلالتها الأصلية ويمنحها مفهوما غريبا عنها، مستمدا من أصول الفقه امتثالا لـ"نصوص الشرع الآمرة جزما برد جميع الأمور إلى الشرع والاحتكام إليه متواترة وقاطعة،
رغم انطلاقه من المفاهيم الغربية للديمقراطية ومدحه لها وإقراره بأنه يفيد "من كل ما طورت الديمقراطية الغربية من آليات لمقاومة الاستبداد والأخذ منه بما يجسد سلطة الشورى"، يقدر أن منجز الغرب فيها محض وهم لم يكفل تحرر الإنسان.
أخلى الميل إلى المحاكاة، الذي قاد "الآباء المؤسسين" لأوروبا، المفتونين غداة الحرب العالمية الثانية بنجاح الولايات المتحدة الأمريكية، تدريجياً، مكانه لنزعة تشكيك في أوروبا أعادت الطموح الأولي إلى مجرد اتحاد بين دول..
على الرغم من أنَّ تطبيق معاهدة لشبونة يبدو أكثر قربًا من حلم آباء الوحدة الأوروبية الطامحين إلى بناء "الولايات المتحدة الأوروبية"، فَإِنَّ رموز وممارسات الحياة اليومية قد خلقت نوعاً من الشرعية للاتحاد الأوروبي، إلا أنَّه يتم التعامل مع سلطتها بشكل متسامح، وليس بدافعِ حُبِ الأوروبيين له..
لا يجب أن يحاكم الاستشراق ككتلة واحدة، فهناك صور مزدوجة، فقد "أفاد الثقافة العربية فوائد عديدة؛ منها: نشر الثقافة العربية في أوروبا، وترجمة كثير من كتب التراث العربي إلى اللغات الأخرى. وكذلك تصحيح فكرة الشعوب الأوروبية عن العرب والإسلام،
ينبغي على مصر أن: "تقلع عن القنوع بنفخ الأوداج والضجيج الفارغ، وتواجه جوهر النقص فى حياتها، أي فقر الدم هذا الظاهر في أوصال مجتمعنا جميعا، بتنقيته وتغذيته وإنعاشه، وهو عمل يقع غالبه من دائرة النشاط الاقتصادي في الصميم".
أدرك القائمون على تأسيس الدولة الإسلامية الأولى أهمية استعمال العربية لغة رسمية في كل شؤون الدولة، كمؤشر على الاستقلالية، وركن أساسي من أركان بناء الدولة "المتحررة من التبعية الخارجية"..
"إذا وزنت قدرة معاوية بميزان النجاح حصل من نجاحه في كفة الميزان حاصل قليل، يهون شأنه، مع أثقال الكفة الأخرى من الجهود والشواغل والهموم. فقد أراد الملك له ولبنيه، ولم يرده لبني أمية أجمعين، لأنه فرق بينهم ما اجتمع، وأغرى أناساً منهم بأناس، ولم يعمل عمله إلا ليتركه من بعده لعشيرته من بني سفيان..
ليس من أخبار بني أمية في الجاهلية وصدر الإسلام خبر واحد ينفي عنهم هذه الخليقة الغالبة عليهم جميعاً من الأثرة والكلف بالمناعم الدنيوية وتقديمها على غيرها من مناقب الإيثار والمثل العليا".
نعتقد أنّ أخذ الظاهر والباطن بعين الاعتبار كان يمكن أن يجعلنا نفهم صورة الحسين بن علي في المتخيل الإسلامي أكثر، وفي الآن نفسه يجعلنا أقرب من خلفيات تشكل المذهبين العميقة، وكان بوسعه أن يجعل الباحثة تطرح الأسئلة التي ظلت معلقة بجرأة أكبر، وتبحث عن الأجوبة التي تظل مؤجلة..
يختلف العقل السني في تقييم مقتل الحسين عن العقل الشيعي. فمفهوم الشهادة عنده لا يقترن بمفهوم الولاية أو الوساطة بين السماء والأرض. وهذا ما سيسقط جدولا كاملا من صورة الحسين الشهيد من متخيّله.