هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحتاج الدولة الوطنية إلى الإفادة من ثقافة المحبة والتسامح والتعارف والتشاركية، وتبني العلم القائم على البرامج والرؤى المستندة إلى إدراك واع للواقع ومراجعة وتحليل معطياته الإيجابية والسلبية. فقوة العقل ليست موازية لقوة الرغبة والشهوة للحصول على شيء ما؛ وإن كانت قوة الرغبة مطلوبة لبقاء الحياة؛ وكذا قوة الغضب والعصبية للمحافظة على التنافس الصادق الشريف وليس للكراهية والحقد والحسد والضغينة.
إن وعي المواطن لقيمة الانفتاح على جوهر الهوية، وإدراك العلاقة بينهما هو الذي يزيد فاعلية الهوية الوطنية أو إضعافها أو محوها. وإذا كان هذا الوعي يمثل صلة الوصل بينهما فإن الروح الوطنية العالية هي التي تضبط هذا الوعي لئلا يسقط في حالة الانزياح نحو المصالح أو المنافع الآنية والخادعة..
يؤكد الكاتب في مقدمة الكتاب أنه كتب هذا الكتاب دون تخطيط، مسبق، لكنه جاء نتيجة الظروف حوله والتي استثارته لكتابة هذا الكتاب، وكان ذلك عقب محاضرة ألقاها بجمعية لاهور للعلم وكانت بعنوان "الإسلام والعلم"... حيث كانت ردود الأفعال عليه غير مرضية له من قبل من أسماهم المنافقين لسلطة باكستان وقتها..
لقد أصبحنا نعيش في فضاء المعلومات المتخيل أكثر مما نعيش في الأفضية المادية ممّا أسهم في تحوّل جوهري على مستوى تكوين المجتمعات وتركيبتها. فإذا بنا نتدرّج من المجتمع التقليدي نحو مجتمع المعلومات ثم من مجتمع المعلومات إلى مجتمع المعرفة..
لقد بدت الأنظمة التي شهدتها دول مثل لبنان وسوريا والعراق ومصر والسودان بين 1920 و1950 حتى 1958، قبل وبعد الاستقلال وبعضها عاش أطول أو أقل.. بدت وكأنها "ديمقراطية أعيان" فوقية. غير أن هذا التوصيف قد لا يكون دقيقا..
في وقفة خاصة هنا عند البيئة الحارسة للمحرّمات الدينية وهي رجال الدين، من المثير للاهتمام أن تربية الدول "الجديدة" في المنطقة مع توسيعها لجهاز الدولة وسّعت أيضا الأجهزة التي يعمل من خلالها رجال الدين، وهذا ضاعف قدرتهم على الضبط الرقابي للثقافة العامة في البلد المعني، ومن خلالها الثقافة السياسية.
كتاب "أهل السنة والجماعة.. مقالة في النشأة والظهور" من الكتب التي لا تقرأها ثم تحتفظ بها في خزانة مكتبتك، وإنما ستحتاج إلى وضعه بصفة دائمة على مقربة من يدك، لأنك ستحتاج إلى العودة إليه بصفة مستمرة كلما عرضت لك فكرة أو حادثة أو فرقة أو إمارة أو خلافة أو شخص..
اختص الله هذه الأمة بشريعة محكمة مباركة، لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، شريعة ربانية سماوية ثابتة لا تتبدل، ولا تتغير شريعة دائمة مرنة عامة تتسع لحاجات البشر في كل زمان ومكان، مهما تعددت ومهما تنوعت وكيفما تطورت شريعة سامية راقية غنية بالمحاسن ووجوه الإعجاز، ومن أحسنُ من الله حكما لقوم يوقنون.
ظل سؤال المدينة العربية والتمدين سؤالًا مهمًا على المستوى الأكاديمي البحثي، وسبق وأن استُثمرت بحوث مهمة في البلدان العربية في درس إشكالات المدينة وتحليلها، بأبعادها المختلفة، وإن تركزت هذه البحوث، بشكل أساسي، ضمن نقاشات داخلية للاختصاص، ولكن الحاجة إزدادت إلى تقاطعات بين الاختصاصات، وإلى ربط أوثق بالسياسات العامة، وهو ما سعى هذا الكتاب لتحقيقه.
خوّل انفتاحُ العالم للجميع أن يتحوّلوا إلى خبراء ومحلّلين وأن يكون لهم صوت مسموع وإن في دوائر ضيقة، بسبب حرية النشر ويسر التواصل. ولمّا كان الربع الأول من هذا القرن سياسيا بامتياز، لكثرة التّحولات التي غيرت من خارطة العالم، إيديولوجيا واقتصاديا واجتماعيا، وصل الشغف بالشأن السياسي، باعتباره تدبيرا للشأن العام، حدّ الهوس.
"سليمان الحرايري (1824ـ 1877) المثقف التونسي المتحرّر" لمحمد المهدي عبد الجوّاد وبيار آجيرون، كتاب في جزأين صدر مؤخرا الجزء الأول منه، في طبعة أولى، عن دار الكتب الوطنية بتونس بتصدير للأستاذة رجاء بن سلامة ومراجعة للأستاذ زهير بن يوسف..
ثمّة حقيقة مهمة، تكمُن في أنّ قرناً من البحوث الأثريّة المكثَّفَة؛ لم يتمكن من تقديم البُرهان على أن أحداث "الكتاب المقدس"، وقعت سواء في فلسطين أو في خارجها، وأي ادعاء بغير ذلك غير صحيح على الإطلاق وتزوير للحقائق..
جاء الكتاب في 516 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا، من ثمانية فصول في أربعة أقسام، بالإضافة إلى مقدمة كتبها المؤرخ الأمريكي المعاصر، والأستاذ الفخري في جامعة كاليفورنيا، هايدن وايت..
هناك ثورة قيمية لا بد أن تحدث يوماً ما كي تتغير نظرة المسلمين إلى العالم ويتعاملون معه تعاملاً موضوعياً، ويخرجون من حالة الانفصام التي تجعلهم يعيشون على شعور الاستعلاء على الآخرين، ويضطرون للتذلل لهم في كل مناسبة لأنهم محتاجون إليهم في كل شؤونهم الحياتية ويمكن للعاطفة أن تخطب على المنابر صباح مساء، مشيدة بسماحة الإسلام وتسامحه،
الثقافة صنعت الرأي العام، والحرية مكنت الرأي العام من أن يفرض نماذج جديدة في الحكم والاقتصاد والمجتمع والدين ابتدعها المثقفون ولم يستمدها السياسيون من تجارب الماضي..
يبدو تاريخ الإسلام في العصر الحديث دورات طويلة من العنف تقابلها دورات قصيرة ومترددة من الإصلاح، ولقد كان من أكبر مساوئ السرديات النمطية السائدة، أنها جعلت هذا العقل الإسلامي لا يميز بين القوة والعنف، فيظل يمارس العنف وهو يتمثل القوة، فتأتي النتيجة مزيدا من الضعف، يقابلها مزيد من العنف، وهكذا دواليك.