هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ليس أبرّ من الشعوب العربية وأصبرها على أذى رؤسائها وسفههم. وليس أندى من شيوخها ودعاتها الذين يدعون للرؤساء بطول العمر، وسدادِ الخطا، وأندى من مطربيها الذين ينشدون لهم الأناشيد
أصبحت المصلحة العامة مقترنة برؤية الحاكم وسلطته القاهرة، لهذا لا تجد ديمقراطية تنجح، لأن النظام والدولة ناقصة بمعناها، والأفراد يتعاملون مع تطلعاتهم وغرائزهم وحاجاتهم عند سقوط الحاكم أو ضعفه...
بعد كل ما جرى في النهر، فإن لولا دا سيلفا يزين كتفيه في حملته الانتخابية بـ"الكوفية الفلسطينية"، تعبيراً عن الموقف اليساري التقليدي من هذه القضية العادلة، في وقت ارتدت فيه زوجة الرئيس المنتهية ولايته قميصاً يحمل علم إسرائيل..
لم تفلح تبريرات النظام وأذرعه لموجة الغلاء والبلاء بأنها جزء من أزمة عالمية بعد وباء كورونا وحرب أوكرانيا، لأن المصريين يعرفون أن هذه الموجة سابقة على كلا الأمرين، وأنها بسبب المشاريع غير ذات الجدوى وغير ذات الأولوية، والتي تكلفت مئات المليارات دون داع..
تدهور الوضع أكثر مع خطة محاربة الإسلام السياسي تحت عنوان "تجفيف المنابع"، التي طُبقت أولا في تونس في تسعينيات القرن الماضي. حوربت التوجهات الإسلامية على مستوى الثقافة والفكر والفنون والآداب، لقطع صلة المسلم بموروثه العربي الاسلامي بمختلف أبعاده
شكل سعي البلدان المنظمة للقمم إلى تأمين حضور أكبر عدد من "الزعماء" الثابت الوحيد منذ انطلاق مسلسلها، حيث كان "زعيم" البلد المنظم يعدّ الحضور الكثيف انتصارا لـ"زعامته" وتأكيدا لهالته القيادية التي يسعى لتكريسها في أذهان أتباعه ورعاياه. لأجل ذلك، تحولت القمم نفسها إلى مجرد "كلام فارغ" تلوكه الأبواق.
الخطورة عند كهنةِ اللحية والغترة والعمامة أنّهم يقدّسون الوثن باسم الله، وبآيات الله وسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويحشدون كلّ قدراتهم العلميّة واللّغويّة والبلاغيّة لإثبات أنَّ الله تعالى هو الذي قدّس وثنهم..
مقام التدليس والتلبيس في الاستبداد الفاجر إنما يعود إلى خطابه الذي يقلب، وينتقد البديهيات، ويفرض كلمات ومفردات لا تتعلق من قريب أو بعيد بالمعقولية أو المقبولية، وأفجر ما في هذا الاستبداد هو أن يسمي فساده إصلاحا، وفشله إنجازا، وسقوطه نجاحا، ويحاول من كل طريق أن ينكر مسؤوليته ويستنكر أي فعل من منتقديه
على الرغم من أن السيسي يسيطر على كل شيء في البلد، ابتداءً بالجيش والشرطة وانتهاء بالبشر والحجر والشجر، إلا أن الإرادة الصلبة والتحدي والإصرار الذي يبديه رجال مصر ونساؤها يؤشر على ثورة حقيقية، لا على موجة عابرة
ما هي العوارض التي تعوق انسياب العلاقة السليمة بين الحاكم والمحكوم وكيف يمكن التغلب عليها؟
في إطار تأكيدنا على مفهوم الأمن الإنساني المناقض لمفهوم الأمن في رؤية السيسي المستبدة، نتأمل مشهد إعدام الكتاكيت في مصر نتيجة نقص الاعتمادات المالية لشراء الأعلاف التي تشكل غذاء أساسيا لها، ذلك المشهد المرعب الذي لا يمكن تفسيره أو تبريره إلا أنه يقع على عاتق السلطة الانقلابية
أولوية الحرية على الوحدة، وكل صيغ الوحدة كانت وبالا علينا
استكثر على بلاده وشعبه نظاما سياسيا صلبا متماسكا قويا بذاته ومكوناته وأقوى من الأفراد، ويبقى بعد رحيله ولا يعتمد أبدا على الأشخاص في بقائه.. نظاما متكاملا تتعدد فيه المكونات السياسية لفكرة "السلطة" فيتحقق فيها وبها ذلك التوازن الضروري..
عبر بيان وزارة التربية والتعليم في مصر عن رؤية ذلك النظام من خلال الشروط التي وضعتها للتطوع في المدارس لسد العجز في المعلمين، وهو ما دفع المهتمين بالشأن العام إلى القول بأن هذه شروط للسخرة وليست للعمل التطوعي
ما وقع في مصر في 25 كانون الثاني/ يناير 2011 ليس "ثورة" ولا حتى "نصف ثورة"، وإنما انتفاضة شعبية وظَّفها العسكر لإزاحة مبارك عن سدة الحكم..
نجاح الثورة يعني إزالة النظام الذي ثارت عليه، وإنشاء نظام جديد، وفق الإطار الفكري المتوافق عليه؛ لتحقيق الأهداف التي قامت لأجلها، بغض النظر عن صلاح أو فساد النظام الجديد.. علما بأن الصلاح والفساد مسألة نسبية، ستبقى محل خلاف دائما وأبدا