هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نعتقد أنه صار واجباً على كل شرفاء العالم، الإعلان عن مجابهة سلطة "السيسي"، وداعميه السيئيين
من هنا، ندرك كيف لتشكيل عصابي مجرم أمسك بتلابيب مصر أن يدافع عن كرامتها ومستقبل أجيالها؛ وهو جزء أصيل من إهانتها وقتلها والتآمر عليها، مهما حاولت الآلة الإعلامية خداع الشعب والعبث بعقله بأكاذيب درامية وجعجعة ترويجية.
أين الخلل الذي منع شعبا مثل الشعب التونسي من أن يحول ثورته إلى مصهر كيماوي؛ يحوله من كتلة بشرية مضطهدة بقرون من الانحطاط والاحتلال إلى شعب خلاّق؟
هذه الممارسات وهذه التناقضات التي يمارسها النظام ضمن سياساته مروجا إياها بآلته الإعلامية الجهنمية وزبانية جوقته الفنية؛ إنما تؤكد في النهاية ذلك النظر المهيمن على السلطة في الاستخفاف بالمواطن والمواطنة والوعي المتعلق بهما، ضمن تصور مهين للشعب والجمهور وضمن استراتيجية تتعلق بتصنيع عقلية القطيع
وسط أجواء التراجع والإخفاق والتشرذم داخل مربعات الشعوب والنخب في بلدان الربيع العربي، وعلى الطرف الآخر أجواء السيطرة والتحكم والتغول داخل مؤسسات الدول ومفاصل البلدان، جاء ربيع فلسطين وشعبها البطل على كل الأرض المحتلة دعما للمقاومة وحماية للقدس والأقصى المبارك
الازدواجية الغربية ليست أمرا هامشيا في منطقتنا، فنحن نعاني من الازدواجية بدعم الدول الكبرى للنظم الاستبدادية، ونعاني منها عندما يتم غض الطرف عن رفض الاختيار الشعبي الحر إذا أتى بتوجهات لا ترضاها ونعاني من الازدواجية عند التعامل مع المعتقلين السياسيين، ونعاني من ازدواجية التعامل مع القضية الفلسطينية
ضعف الإسلام السياسي وانحساره لا يعني أن الأنظمة المستبدة أصبحت في حماية وحصانة من التغيير وأن عمرها سيكون أطول، فما دامت بواعث الإصلاح موجودة فإن التغيير والتحول السياسي أمر لا بد منه، وهو مسألة وقت فقط
لماذا يصمد شعب فلسطين في غزة وأخواتها من مدن فلسطين المحتلة ولسنوات طوال، ولم تصمد شعوب أخرى ولفترة أقل لإنجاح ثورتها والحفاظ على مسارها الديمقراطي؛ أمل الملايين وأهم مكتسبات الثورات؟!
من تُوجه له التحية ومن تنحني له الهامات هو قتيل "فرع فلسطين" تحت التعذيب، ومن هو صامد في الجليل والمثلث والنقب والقدس وغزة، ومن يُشكَر هي شوارع عربية تئن تحت الظلم، وما زالت ترى في المشروع الصهيوني وخدمهِ في أنظمة القتل والقهر عدواً رئيسيا لها وللشعب الفلسطيني
فرزت غزة الصفوف وحررت الأصوات من جديد وربطت بحبل متين بين الحرية في القطر والتحرير في الأرض المحتلة، فحيث ما ارتفع منسوب الحرية ارتفعت مناسيب المشاركة الميدانية والافتراضية. ما بعد غزة ستكون الصورة أوضح
استدعاء ثنائيات إسرائيل وحماس، وكذلك العسكر والإخوان، هو بمثابة سحب الرأي العام للأجزاء والتفاصيل، بعيدا عن صلب الموضوع والقضايا الأساسية في الاحتلال والاستبداد وحقوق المقاومة لاسترداد الأرض والنضال لاسترداد الإرادة
لا نرى مخرجا من هذا المأزق التاريخي إلا بثورات تصحيحية (لا علاقة لها بانقلابات العسكر أو أصحاب "القضايا الصغيرة") تعيد هندسة الوعي بمختلف تجلياته الدينية والسياسية والنقابية والثقافية، قبل أي تفكير في إعادة هندسة الواقع الاجتماعي محليا أو محاولة تغيير التوازنات الإقليمية
ثمة أمر آخر لن يدفع في التحول الأمني من السلفيين على المذهب السعودي السابق، هو أن الفكر السلفي بطبيعته داعم للاستبداد، وضد الثورة على الطغاة. ثم إن الدعاة السلفيين فقدوا الكثير من أنصارهم بعد انخراطهم في السياسة بعد الثورة، وبسبب انحيازهم للاستبداد بعد الانقلاب العسكري!
ليس غريبا أن تنحاز الجامعة العربية للحكام ضد الشعوب على أساس أنها تجمع للحكام المستبدين القابضين على السلطة ضد الشعوب
الاستبداد الذي خلفه وباء كورونا يغذي على نحو أو آخر الاعتقاد السائد لدى الكثيرين أن الوباء عبارة عن "مؤامرة" ضد البشر، وأن الفيروس إياه نتاج "عبث" بشري. وأيا ما كان الأمر، فسيمر وقت طويل قبل أن نعرف تلك الحلقة المفقودة من قصة الجائحة.
في هذه الفراغات تمددت أنظمة الحكم المستبدة التي وظفت كافة الأطراف لتبقى هي دون غيرها متمكنة ومهيمنة ومغتصبة حقوق الشعوب والأوطان، باستخدام الدين والجماعات تارة، وبتأليب الشعوب على الجماعات والكيانات تارة أخرى..