هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
المتأمل في الأدبيات التي أنتجها القرضاوي ضمن هذا الانشغال الثالث، أنها انصرفت إلى جهود الترشيد الفكري والحركي، إذ بدأت بواد تبلور مفهوم الوسطية، بالمعنى الذي يفيد وضع الأسس الفكرية والمنهجية والحركية لتشكيل تيار الوسطية الجامع المخترق لمكونات الحركات الإسلامية المتعددة.
أثيرت منذ فترة زمنية ليست بالبعيدة أحاديث ونقاشات عديدة داخل صفوف الإسلاميين وخصوصا بين أبناء دعوة الإخوان المسلمين؛ حول قضية الشورى وضرورتها ومدى إلزامها تجاه المسؤولين عن الدعوة..
لا يعني أن الجماعة تعيش عصرها الذهبي، بل المؤكد أنها -وخاصة في مصر- تعيش أصعب أيامها بعد زلزال الانقلاب، الذي تسبب في تصدعات داخلية فيها، ولكنها في الوقت نفسه تمتلك رصيدا من الخبرة يمكنها من تجاوزها في نهاية المطاف..
استيقظت من غفلة نومي وصوت الإمام يصرخ في أذني: ما على هذا أردت أن يكون الإخوان
أيها الإخوة المتشاكسون.. أذكركم (إذا كنتم قد نسيتم) بأن الإخوان المسلمين "دعوة" رُويت وعاشت بدماء الآلاف من أبنائها وتضحياتهم، وليست "تركة" رحل عنها آباؤكم وأمهاتكم، فآلت إليكم..
المجتمع سيظل بحاجة إلى "فكرة" الإخوان المسلمين حتى لو تفكك التنظيم الحالي، لأي سبب من الأسباب، وهو (اليوم) في حالة تنذر بالتفكك للأسف الشديد. أما إذا تمكن "التنظيم" من تجاوز هذه الأزمة، وقام بالمراجعات اللازمة التي من شأنها معالجة السلبيات التي علقت بالفكرة فسنكون (حينئذ) أمام تأسيس أو ميلاد جديد..
لم يصُغ حسن البنا "مشروعا" ذا رؤية وأهداف ووسائل، ثم ذهب إلى ذوي الحيثية والوجاهة والخبرة والدراية؛ لعرضه عليهم وإقناعهم بالانضمام إليه، كما هو متعارف عليه عند تشكيل أي كيان عام! وإنما سارت الأمور بطريقة عكسية تماما..
في هذا الجزء، سأفسح المجال للأستاذ البنا؛ ليحدثنا بنفسه عن تجربته الفريدة بحق، نقلا عن كتابه "مذكرات الدعوة والداعية" الذي تكلم فيه (عن نفسه) بضمير الغائب، في لفتة موحية بإنكار الذات
هناك طريقة واحدة لقتل حسن البنا وسيد قطب غير طريقة حرق كتبهم واتهامهم بالإرهاب والكباب، وبغير الطريقة التي اتُّبعت مع محب النبي حسين يعقوب، الذي أحُضر على كرسي بعجل، وبثت شهادته بثاً مباشراً
أهذا مجرد "تلميذ" في المرحلة الابتدائية، أم مشروع "مصلح عظيم" يعرف (تماما) كيف ينكر المنكر ويمحوه؟!
يعتقد السواد الأعظم من أبناء جماعة الإخوان المسلمين بـ"أبدية الجماعة"، أي أنها قامت لتبقى
مرت أكثر من 60 عاما وليس 20 عاما، وما زال النقص المعطل موجود، لا تكونت الكفاءات المطلوبة، ولا أعدت النظم المنشودة، فهل نعطي لأنفسنا 20 عاما جديدة ؟ لا بأس، لكن كيف يكون الإعداد؟
إلى أين وصل مشروع البنا بعد 72 عاما من استشهاده؟ وهل حقق كل ما دعا إليه؟ وهل كان الصدام حتميا مع الحكومات لتحقيق هذا المشروع؟ وهل هذا المشروع مقدس ومنزه عن المراجعة والاستدراك؟ وماذا يمكن أن تخسر مصر والأمة الإسلامية بغياب الإخوان؟
الإمام حسن البنا من المفكرين الأوائل الذين لفتوا النظر لأهمية وجود بنوك إسلامية، وانتقل بها من كونها فكرة إلى التحليل الاقتصادي لها، بعد أن سيطرت البنوك التقليدية
شهادة شيخ الأزهر الحالي بأن كثيرا من أعضاء جماعة الإخوان "أزهريون"، وهناك كثيرون من المتعاطفين معها من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة والمعاهد الأزهرية المنتشرة في ربوع البلاد.. فماذا يريد إذا مفتي الدم؟!
دعت جماعة الإخوان المسلمين جميع المصريين إلى لمّ الشمل، والتعاون، ونبذ الفرقة، في مواجهة من وصفتهم بـ "أعداء الإسلام والمتربصين به"، مشدّدة على أنها "ليست في خصومة مع أحد، مهما كانت مواقفهم تجاهها"...