هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انقلاب قيس سعيد في 25 تموز (يوليو) 2021 في تونس يختلف هذه المرة نوعيا عن ذلك الذي نفذه الجنرال الدكتاتور بن علي من عدة نواح..
فشلت مساعي البرهان طوال الشهور الماضية في تكوين حكومة مدنية صورية يتحكم هو وكبار الجنرالات فيها، بتجريدها من الكثير من الصلاحيات التنفيذية، فكان أن أعلن في الرابع من تموز/ يوليو الجاري عزوف العسكريين عن عضوية مجلس السيادة،.
دعا الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي الشعب التونسي إلى مقاطعة الاستفتاء المزمع تنظيمه على الدستور يوم 25 تموز (يوليو) الجاري رفضا للحكم الفردي، معتبرا أن المقاطعة ستكون درسا لكل طاغية يفكر في الانقلاب على إرادة الشعوب.
لعلّ من أهمّ الدروس المستخلصة من الموجة الثورية الأولى في 2010 أنه توفر لها شرط أساسي لا تريد "النخب العربية" المزيفة الخوض فيه بل إنّ هذه النخب التي أوصلتها الثورةُ إلى السلطة تتحاشى دائما إثارة السؤال المركزي: كيف انفجرت الثورات؟ ومتى حدث ذلك؟
من يتابع الحوار الوطني يكتشف أنه مجرد واجهة، حتى المسائل المطروحة للنقاش شكلية ومحدودة، فضلا عن إمكانية فعل شيء، وكلنا بلا شك نتمنى أن يثمر عن أي نتائج إيجابية، ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه..
تحدثت في المقال السابق عن المرحوم عادل حسين، وذكرت فيه جزءًا كبيرًا من سيرته الذاتية، ولم يبق إلا جزء صغير منها، ولكن قبل استئناف الحديث عن بقية سيرته الذاتية سأحكي الجانب الشخصي الذي رأيته فيه من احتكاكي المباشر به..
استدعاء الجماهير للفتوى أمر طبيعي بحكم تدين هذه الشعوب، وحاجتها لمعرفة الرأي الشرعي في ما تقوم به، وبخاصة في قضايا الشأن العام، والتي بطبيعتها قضايا مهمة وكبيرة، حتى لو ابتعد العالم أو الفقيه عن هذه القضايا، ونأى بنفسه عنها، فإنه يتم استدعاؤه سواء من الناس أو السلطة..
السؤال الأساسي الذي يمكن طرحه في هذه الفترة بعد مرور سنة تقريبا عما حدث في 25 تموز (يوليو) 2021 هو التالي: هل أوضاع البلاد الآن أسوأ مما كانت عليه السنة الماضية أم إنها أقل سوءا؟ أو بعبارة أخرى: هل تقدمت البلاد في اتجاه حل الأزمة أم في اتجاه مزيد تعقيدها؟
الاتحاد لم يعد في عين صندوق النقد الدولي القوة القاهرة التي بإمكانها إفساد أي اتفاق بينها وبين الحكومة، مهما كان الاتفاق "قاسيا" ويتضمّن "إصلاحات" ذات فاتورة اجتماعية عالية. ولم يعد بالتالي مفروضا على حكومة الأمر الواقع الضعيفة التفاوض معه..
لأن البرهان شأنه شأن الطغاة يستخف بالجماهير ولا يحسن من ثم قراءة الأحداث، حسب أن الملايين التي لم تتوقف قط عن رفض حكمه العسكري منذ انقلابه الأخير، ستتهافت على الطُّعم المتمثل في التلميح بخروج العسكري من دواوين الحكم المدني.
كشف الرئيس التونسي قيس سعيد عن مشروع الدستور الجديد الذي يتضمن 142 فصلا، تمثل بالفعل منظوره للحكم وتصوره للسلطة ونظرته للديمقراطية ولمبدأ الفصل بين السلطات، وتصوره لمكانة الدين الإسلامي في الدستور.
إنّ تاريخ القوى العربية هو تاريخ الهزائم الممتدة انطلاقا من تأسيس أكذوبة الدولة الوطنية وصولا إلى سقوط بغداد على يد المحتلّ الأمريكي في 2003 وقبلها في 1991 بل وحتى سقوط سوريا على يد الجيش الروسي والمليشيات الإيرانية في 2015..
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنّ مشروع الدستور التونسي الجديد يمثّل عبثًا في أسس البناء الديمقراطي للدولة، ويفتح الباب على مصراعيه لإرساء نظام حكم شمولي في البلاد..
على العلماء والمفكرين والمؤسسات العلمية والأكاديمية والإعلام والمثقفين والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي التعامل بشكل رئيسي مع الخطاب العلماني: واقعه وامتداداته وتأثيراته في واقع مليء بالمشكلات المعقدة، والتحديات المحلية والدولية..
إن مسائل جدلية وشديدة الحساسية لم يتم التطرق إليها ضمن حزمة التوافقات بين المجلسين ورئاستيهما، منها النظام السياسي والإداري للدولة وتوزيع الثروة، وهي مسائل حيوية جدا بالنسبة للفاعلين في مجلس النواب..
كان البرهان يدرك أن ذلك الخميس سيكون بداية تصعيد حازم وحاسم ضد سلطته الانقلابية، بعد أن نجحت قوى المعارضة في التوافق على ميثاق الحكم في فترة ما بعد سقوط نظامه، وكان الرجل يدرك أيضا أن العناصر المدنية التي استتر بها انقلابه في 25 تشرين أول/ أكتوبر 2021 رخوة وهشة..