هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ما لا يعرفه السيسي أن المصالحة بين البرادعي وبين الإسلاميين قد تستغرق وقتا أكبر من المصالحة بينه وبين الإخوان، هذا فضلا عن أن شخصية البرادعي مترددة، ومرتبكة، وأقل من أن تحسم أمرا فيه أدنى قدر من المغامرة!
الثورة حنينها إلى رئيس مدني كان يمكن إسقاطه عبر صناديق الانتخاب، والخلاف بين مبارك والسيسي هو خلاف في الدرجة وليس في النوع، وإن شئت فقل: خلاف بين نصف العمى والعمى كله!
نحن أمام خبر يكشف عن أن مصر تعيش أسوأ مراحلها منذ أن حكمها العسكر في سنة 1952، فقد وصل الانحطاط أن يتم وضع هاتف رئيس أركان الجيش تحت المراقبة..
كانوا يقولون أن من يحكم مصر هو عدلي منصور، وكنا نرد عليهم بأن الحاكم هو السيسي، وكانوا ينفون ذلك، الآن يقولون في دعايتهم أن عبد الفتاح السيسي هو من سجن "أحمد ماهر"، مع أنه سجن قبل أن يحكم السيسي وفي ظل عدلي منصور. إذن قل سجنه عدلي منصور، ولا تقل سجنه السيسي.
عندما سحبت مصر مشروع قرار إدانة الاستيطان، استجابة لاتصالات من "ترامب" و"بنيامين نتنياهو"، بدا الناصريون كما لو كانوا ماتوا في حادث جماعي، ومن تكلم فقد كان حديثه أقرب للهمس، وأقل وضوحا من لغة الطير!
لقد تم إيقاف محمود حسين في المطار هذه المرة حوالي أربع وعشرين ساعة، ثم سحبوا جواز سفره وسمحوا له بدخول البلاد، وهو تصرف دال على أنه ليس مطلوبا على ذمة أي قضية، وعندما يتم اعتقاله بعد ثلاثة أيام فإن هذا دليل على أنه يتم خلالها تصنيع أدلة الاتهام!
لقد كان السيسي يحلم بحكم مصر، فخان وقتل، وتآمر وانقلب، لكنه لن يهنأ عندما تحقق الحلم، ويعيش في خوف مقيم، عبر عنه أداء حراسه في أوغندا!
تظل الأزمة في الرواية المنقولة من بعض المصابات في هذا الحادث، واللافت أن الإعلام لم يسجل روايتهن عن الحادث
الخلاصة، أننا أمام نص كارثي، إذا قام بإعفاء الصحفيين والإعلاميين، فإنه سيكون مصيدة، للضيوف، وللكتاب من غير الصحفيين، وللقراء على باب الله، ليزيد من قبضة القمع على وسائل الإعلام.
من وضعوا هذا المشروع قدموا تواً من العصر الحجري للإعلام، فليست لهم دراية بالتطور الإعلامي إلا سماعا جعلهم لا يقدرون طبيعة هذا العصر.
الهجوم على الشيخ الشعراوي، ووصمه بالإرهاب، والتعامل مع الحجاب على أنه جريمة، دون تحديد لجنسها: جناية أم جنحة؟، هو أمر يأتي في سياق معادي للدين والتدين، ولفكرة الالتزام بشكل عام.
الصندوق لم يطلب من مصر تعويم الجنيه، وإنما تعويمه كان مطلب السلطة المصرية! ليستفيد منه بعض الأفراد والجهات، وهذا ما يفسر احتفاء نجيب ساويرس به!
عندي اقتراح لحل مشكلة الإخوان، مع الاكس إخوان: "بلاها مرسي"، "بلاها أبو الفتوح"، "خذوا حمدين"!
لا يعني أن حكم رفع أحمد شفيق من قوائم ترقب الوصول أن الطريق بات ممهدا له للعودة للقاهرة، فالحكم لا يعني أنه في الأمان، وقد يتقدم أحد المحامين مدفوعا بأمر من الجهات الأمنية ببلاغ ضده، فيجد نفسه في السجن في اليوم التالي.
إذن وقد تأكد السيسي من أن الشعب معه، وأن الأمور قبضته، فإن أي نزول للجيش والشرطة يكلف ميزانية الدولة الملايين عند أي دعوة جديدة، فليس له إلا معنى واحد، هو أننا أمام سفه ينبغي أن يقاوم، وأمام "عته منغولي" يستوجب الحجر عليه!
لا يفل الحديد إلا الحديد، ولن يصلح للتعامل مع المجانين إلا مجنون مثلهم، فأفرجوا عن مجانينكم، حتى لا تأكلكم "كلاب السكك"!