هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد الانقلاب المصري والخديعة التونسية بدا المشهد العربي حزينا، وفقد الكثيرون الأمل وتحدثوا عن ردة تدوم عقودا قبل الاستئناف في مستقبل بعيد، ولا نملك بعد الخيبات الكثيرة القدرة على بناء توقعات متينة
يقود هذا السجال إلى مناقشة أوسع للتناقضات الحاصلة في الدائرة نفسها، ما بين المطالبة بالحقوق على أساس إيماني أو أخلاقي، وبين التسليم بالواقعة السياسية القائمة (الدولة الحديثة) التي تقبل في جوهرها تناقض المصالح بين الإخوة ما داموا متفرّقين في وحدات سياسية منفصلة..
لماذا تصرفت النخبة بهذه الطريقة وخلا سلوكها من أية رغبة في التضحية من أجل بناء ديمقراطية دائمة؟ هل هي المدرسة ونظام التعليم الفرداني والتنشئة الاجتماعية الفردانية؟
على من أراد الحكم والبقاء فيه أن يدخل على الناس من هذا الباب قبل أن يتقدم إلى الصندوق الانتخابي. المنظومات فهمت ذلك وحكمت به، وعادت إلى السلطة في بلدان الثورة..
ليس للعرب الديمقراطيين إلا مواجهة مصيرهم بأنفسهم، ونقطة الانطلاق هي الإقرار بأن العدو الداخلي لا يعامل بالحسنى..
الصراع على هوية الدولة والمجتمع في العالم العربي لم تكتب نهايته بعد، فقد بلغت الأنظمة الإمبريالية والصهيونية والدكتاتوريات ما بعد الكولونيالية ذروة ترابطها ووقاحتها وعنفها، وذلك لسبب بسيط؛ أنها تعيش لحظات شك حول ديمومة هيمنتها وبقاء وجودها.
علينا أن نسعى للقضاء على الدكتاتورية، وأن نحفظ للمواطن في بلادنا أياً كان اتجاهه السياسي الحقَ في التعبير عن رأيه، والحق في إنشاء التنظيمات السياسية والاجتماعية التي يمارس فيها نشاطه طالما لا يستخدم العنف في ذلك.. فإن هذا هو جوهر النظام السياسي في الإسلام
كبُر على القوميين العرب أن يأخذوا شيئا من الدول الاستعمارية الديمقراطية، وأظن أن عداءهم للديمقراطية كان نابعا من رفض تقليدهم للغرب. كما أن الديمقراطية تتناقض مع فكرة الزعيم الذي يقدسه القطيع العربي..
نتداعى إلى كلمة سواء ورؤية مشتركة لا تقف في خنادق الماضي إلا بقدر ما تستفيد منه لبناء المستقبل، وتتجاوز الخلافات والحواجز، للعمل على إخراج رؤية جامعة تعمل على إخراج مصر من أزمتها الحالية التي تستفحل يوما بعد يوم في تفاصيل معروفة ومعلومة للجميع..
نحن ممن يحبون الوطن والأهل، وحريصون على ديننا الحنيف بغير مزايدة ولا نفاق. فكان لزاما الرد على الملأ ليعرف الناس كيف نفكر جميعا، نحن وهم، والهدف هو التوصل لحل لصالح الوطن قبل أن يكون تسجيل انتصار لفصيل وإقصاء لآخر..
نشهد حاليا تداعي نظرية الإسلام السياسي من الداخل، بعد أن أثبتت هذه النظرية السياسية في دول الربيع العربي أنها غير قادرة على الحياة والبقاء والاستمرار وعجز القائمين عليها ومن يمثلونها؛ عن اجتراح حلول لمشاكل حياة الناس اليومية من عمل وصحة وتعليم وبنية تحتية أو إحداث حالة نهوض في البلاد التي حكموها
كانت الثورة الإسلاميَّة في إيران تهديدا صريحا ومباشرا وخطيرا، قد يؤدي إلى إخراج الوضع الحركي الإسلامي عن السيطرة الكولونيالية
إنّ غرور التديّن آفةٌ تتجاوز مخاطرها السّلوك الفرديّ لتغدو حالةً منهجيّة إن تمّ إهمالها والتّغاضي عنها، وهذا يستدعي من الدّعاة والعلماء والمربّين من أبناء هذه الجماعات والكيانات استنفار جهودهم لمواجهة هذا الدّاء بجرعاتٍ معرفيّة وتربويّة مركّزة ومتتابعة، وإلا فإنّ القادم لن يكون أحسن حالاً ولا مآلاً
مهمة المبعوث رهينة ظروف كثيرة خارجية ومصالح دولية وأجندة إقليمية وبيئة سياسية داخلية ذات تقاطعات عديدة، ومن الصعب استيعابها من خلال فرد أو مكتب، ولن نظفر بمردود إذا انتظرنا وارد الخلاص من لقاءات جانبية وقاعات باردة وحديث هامس
وماذا بعد نقض الوهم الجميل؟ هل نرتكس إلى الإحباط المطلق؟ إني أفضل عوض الذهاب وراء الحلم بأمة متخيلة لدور متخيل عدم تجاهل العوائق الداخلية، أي العودة إلى سؤال آخر في العمق
إذا كان المبرر الأساسي لقيام حزب جديد سيكون فقط الخلاف التنظيمي حول احتكار القيادة من قبل راشد الغنوشي، فإن هذا الحزب لن يذهب بعيدا، وسيكون مآله الدوران من جديد في نفس الحلقة المفرغة.