هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، إن السلطات شنت حملة اعتقالات في كرداسة في منطقة الجيزة بمصر، بعد تشييع عدد من المواطنين الذي أعدمهم النظام بتهمة الاعتداء على مركز شرطة.
نظام عبد الفتاح السيسي يريد أن يعيد استنساخ السردية التي بنى عليها بقاءه منذ انقلاب 2013.. انقسام مجتمعي، وتفويض بالقتل، وتحريض ضد المعارضين وشيطنة المخالفين ونشر كبير لخطاب الكراهية بين المصريين، ولا أفضل من الدراما التلفزيونية في شهر رمضان كي يعيد النظام نشر هذه الرواية الفاسدة
ألم في الصدور، وجرح عميق في النفوس لا يزال ينزف، أراد المسلسل أن يمحو ذكراها، فزاد من نزيفه، وأشعل الفتنة وعمّق الانقسام بين الشعب، بعد أن كاد يلتحم من جديد ليواجه التحديات التي تمر بها البلاد، وأهمها أزمة سد النهضة
يراهن صناع هذه الدراما ومن يقف خلفهم على إمكانية نجاحهم في التلاعب بعقول المصريين، وتزييف وعيهم، وصناعة الصورة التي يريدونها، وربما حققوا بعض النجاحات الجزئية المؤقتة في مسعاهم، لكنهم سيصطدمون في النهاية بحقائق التاريخ. فهذه الأوهام المصنعة لن تصمد كثيرا بعد انتهاء السلطة الحالية
هذا المجتمع تقوده دولة شريرة، تتعمد الحطّ من القيم الأساسية للناس، وإقامة قيم جديدة نفعية مادية في غاية الانحطاط
وتظهر شهادات متجددة على وسائل التواصل تحاول إعادة حكي أحداث رابعة مرة أخرى، وهو ما بعث برسالة هامة مفادها أن ما كان سائداً من رواية وحيدة للتاريخ يكتبها المنتصر لم يعد بنفس القدر من القوة والسيطرة، وأن التاريخ لديه فرصة أخيرة الآن لتصبح له ليس فقط رواية رسمية وأخرى موازية، بل عشرات ومئات الروايات
مجزرة رابعة ستظل شاهدة على أكبر الانحرافات في تاريخ مصر المعاصر، وشاهدة على دموية مرتكبيها، وداعميهم الإقليميين خاصة في الإمارات والسعودية وبالطبع إسرائيل، وستظل شاهدة على الانحطاط الغربي وازدواجيته في التعامل مع المنطقة عموما، والإسلاميين تحديدا
مسلسل "الاختيار 2". ويا له من بؤس يتعلق بذلك الاختيار حينما يقدم سردية توطن الكراهية داخل الجماعة الوطنية، وتزرع أفكارا عنصرية شديدة الخطورة والفاشية ضمن فهم معين للوطنية، وضمن شيطنة قوى اجتماعية وسياسية بعينها، في محاولة لتبرير فعل الإبادة الإنسانية
التوظيف المكثّف للدراما، كما في مسلسل "الاختيار"، وبالرغم من سخونة الحدث، وقرب العهد به وحضور شهوده، هو حاجة للنظام، وبما يعبّر عن أزمته، بقدر ما يعبّر عن انتصاره الراهن!
الإصرار على المعالجة الدرامية لأحداث قريبة، لإلحاق الضرر بشريحة كبيرة من المجتمع تحمل فكرا مغايرا وتقدر بالملايين، يؤكد استمرار سياسة الإلهاء التي يسير عليها النظام القمعي، حتى يتحول الشعب من الأزمات المصيرية إلى معارك فرعية تفرق ولا تجمع..
خطيئة السيسي ليست في ارتكابه المذبحة فقط، بل امتدت لسنوات سبع عجاف بنى فيها الجنرال استراتيجية بقائه على أشلاء الضحايا، وجعل من الانقسام المجتمعي وقودا يشعل به نار الفرقة بين مكونات الشعب المصري.
منذ الأيام الأولى للاعتصام كان هناك حرص من سلطة الانقلاب على التعتيم الإعلامي الكامل على الاعتصام ومنع وصول وسائل الإعلام إليه وعدم تمكينها من نقل وقائعه، وفي الوقت نفسه نشر وبث أكاذيب كثيرة حوله