السياسة لا تمثل أعمق ما في علي عزت بيجوفيتش. لقد كان مفكرا وفيلسوفا قبل أن يكون رئيسا، وكان كذلك مؤمنا متصوِّفا، وقد أصَّل على نحو قلَّ نظيره لمعاني الإسلام والإنسانية والفن والثقافة والحرية والأصالة
علينا أن نفرح باهتداء المسلمين من الثقافات الأخرى، لكن دون أن نسعى إلى صهرهم في ثقافتنا وموروثاتنا، إذ إن انتماءهم إلى ثقافات مختلفة هو إثراء وإضافة إلى الدين
المؤمن في لحظات التجلي الروحي يشعر بقرب الله ويبتسم من شدة ظهوره، وهو ما شعرت به عجوز نيسابور حين رأت تزاحم الناس على الرَّازيّ، فقالتْ: من هذا؟ فقيل لها: هذا الرَّازي الذي يعرفُ ألف دليل على وجود الله فقالتْ: لو لم يكن في قلبه ألفُ شكٍّ ما احتاج إلى ألفِ دليل!
إن ضغط التحدي الحضاري الذي ينتج مثل هذه الأسئلة الجدلية ينبغي أن يستفز قوانا الفكرية لتقييم المفاهيم السائدة والبحث عن إجابات تحترم العقل، دون أن تميع روح الدين وتنسب إليه أشياء ليست من جوهره
بوسع المرء أن ينتمي عاطفياً إلى الدوائر التي يجد نفسه فيها بحكم الولادة و النشأة فيفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم و يسعى لرفعتهم و مجدهم، لكن ما لا يسعه في دين الله أن يحيد عن الحق وأن يمارس الظلم و العدوان على الآخرين و أن يؤثر عمى التعصب على نور الحق و العدل..
فجر الكاتب اليهودي الأمريكي المعروف، وأحد أبرز وجوه الليبرالية الصهيونية "بيتر بينارت"، مفاجأةً من العيار الثقيل بنشر مقال في صحيفة نيويورك تايمز واسعة الانتشار في الثامن من تموز/ يوليو الجاري بعنوان: "لم أعد أؤمن بدولة يهودية"!
في لقاء مع صحفي يهودي في مدينة نيويورك، سألني ثلاثة أسئلة: قال إن معظم اللاجئين الفلسطينيين قد ماتوا، ألا يعني هذا أنه يمكن تسوية الصراع في فلسطين؟ وقال إن ملامح الأرض قد تغيرت ولم تعد أملاك اللاجئين قائمةً، فأين سيعود اللاجئون؟ وقال إن إسرائيل هي حقيقة واقعة..
كان من الطبيعي أن ينخرط كثير من المسلمين في هذا النوع من النقاش، مدفوعين بوعي جماعي بأن دين الإسلام يتضمن رؤية حضارية منافسة، وأن انكشاف سوءة المنظومة القائمة هو فرصة للتعريف بالشكل الجديد الذي يمكن بناؤه
في حادثة لم يعهدها المسلمون أغلقت المساجد وعطلت الجمعة والجماعات بسبب تفشي وباء كورونا حول العالم، ثم جاء رمضان على هذه الحال ليعلَن تعطل جماعة التراويح التي لا تمثل عبادة للمسلمين وحسب، بل تمثل مظهرا اجتماعيا ارتبط بإحياء أجواء رمضان والإحساس الاجتماعي به
مرجع الالتباس أن أكثر الناس يظنون أن هناك شيئين مختلفين، أحدهما الدين أو الله، والآخر العلم أو الطبيعة، فإذا ذكر الله ظنوا أن ذلك يهدد أسس المنهج العلمي والتفكير العقلاني