لم تكتفِ السلطات في الإمارات بالاعتقالات التعسفية و المحاكمات السياسية بل طالت المضايقات الكثير من أقارب المعتقلين الممنوعين من السفر و ومنهم من تم تجريده من الجنسية، ولم تتوقف انتهاكات النظام في حدود الدولة فقد تورط النظام في الكثير من جرائم الانتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن وليبيا ودول أخرى.
أكثر من يسيء للتسامح من يتخذه قناعا لخيانة مقدسات الأمة وبيع أراضيها، والمشاركة في هدم منازل الفلسطينيين وتوسيع مشاريع الاستيطان، ومن يرفع شعارات التسامح وينتهج سياسة القمع والاعتقالات لأصحاب الرأي، ويدعو إلى حصار الجيران، ويشجع الحروب والانقلابات العسكرية، ويمول الأنظمة المعادية للعرب والمسلمين
في ضوء القوانين الدولية التي تجرم التحريض على الكراهية، فإننا نؤكد أننا لسنا أعداء لحرية التعبير، ونطالب بضمان حرية التعبير المشروعة بكل الطرق والأساليب باعتبار هذه الحرية حقا أصيلا من حقوق الإنسان، وباعتبارها جزءا لا يتجزأ من شريعتنا التي حثت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ما يبشر في كل تلك الأحداث هو أن الشعوب ظهرت أكثر وعيا وإيمانا بعقيدتها وقدرتها مما هو متوقع، فحملات المقاطعة للبضائع الفرنسية التي اجتاحت العالم الإسلامي وما صاحبها من حملات مجتمعية على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام عموما؛ تعكس حسّ المسؤولية لدى الشعوب
الجيل من مواليد 2010 وما بعده هو هذا الجيل المستهدف، الذي يراد له أن يكون مجرد سخرة لخدمة المشروع الصهيوني، وفقاً للمناهج الجديدة وكل خطط التربية والتعليم المرسومة بأياد صهيونية
هذا المستوى الأخير من التطبيع يجب أن يسجل في موسوعة خاصة للخيانات، ويدرس للأجيال القادمة لمعرفة كيف تكون الهزيمة من الداخل، وكيف كان خطباء السوء يبررون هذا الانبطاح وهذه الخيانات وتسويقها بأنها مجرد صلح مع الأعداء أو هدنة..
كانت الخطوة الأولى قمع الأنظمة للتيارات والقوى السياسية التي تمثل الشعوب العربية وهويتها وإرادتها الحرة المطالبة بالحرية والكرامة والتحرر من التبعية للاستعمار الصهيوني ووكلائه، وكان ذلك على يد الأنظمة بنفسها..
يرتبط في الغالب ظهور أي قصة من هذا النوع مع تصاعد وتائر جرائم القمع الداخلي والتنكيل بالمجتمع الإماراتي، وحرمان معتقلي الرأي من أبسط الحقوق ومعاقبة عائلاتهم، واحتجاز عائلات أصحاب الرأي الإماراتيين الموجودين في الخارج..
سمعنا ورأينا بلدانا كان الناس يثنون عليها، ويمتدحون أهلها، وسرعان ما تحولت إلى مصدر للشر والقلق، ووكر للمؤامرات على الحرية والسلام. مع أن الأرض هي نفس الأرض، ولكن تغيرت طبائع المستأسدين فيها