قتل يفغيني بريغوجين قائد شركة ـ ميليشيا «فاغنر»، ونائبه وكبار معاونيه، وبقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين... وهذا الطبيعي، حيث احترقت الطبخة وبقي الطباخ الحقيقي... بقي بوتين لأنه يجيد الطبخة السياسية، وفق قواعد اللعبة الروسية.
إذا كانت الأخبار دقيقة عن أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) يحقق مع روبرت مالي الذي عمل مبعوثاً خاصاً للرئيس جو بايدن إلى إيران، بشأن التعامل مع المعلومات السرية، فإن هذا يعني أننا أمام قنبلة سياسية من العيار الثقيل.
لا يخلو يوم من مقال عن منطقتنا وتعامل إدارة الرئيس بايدن معها، إستراتيجياً وتكتيكياً، سواء في الصحف الأميركية، أو تقارير مراكز الأبحاث. وجل تلك القصص تركز على عودة العلاقات السعودية الإيرانية عبر وساطة صينية، وانتقادات لطريقة تعاطي الإدارة مع المنطقة.
لا شك أنَّ الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا الأسبوع الماضي، كان أمراً مأساوياً، آثاره ستبقى في الأذهان، والوجدان، لذوي الضحايا، والمتضررين، ولكل ضمير حي، في منطقتنا، أو خارجها.
يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين المقبل، عملية نقل طائرات مسيّرة إيرانية إلى روسيا، واستخدامها في أوكرانيا، وقد يتوصلون إلى اتفاق سياسي بشأن عقوبات مستقبلية تتعلق بالأمر، وذلك بحسب وكالة «رويترز».
انتهت المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في الدوحة حول الاتفاق النووي بالفشل، وليس هذا وحسب، بل إن مسؤولاً أميركياً يقول إن فرص إحياء الاتفاق مع إيران باتت أسوأ بعد اجتماع قطر.
تشارف الحرب الروسية على أوكرانيا على إتمام أسبوعها الأول دون نتائج واضحة، حتى كتابة المقال، بينما أوقعت روسيا نفسها تحت عقوبات أوروبية أميركية ودولية غير مسبوقة، وإن كانت العقوبات لم تحقق نتائج تُذكر عبر الزمن.
نحن أمام تصعيد ملحوظ في الأزمة الروسية الأميركية على خلفية قضية أوكرانيا، والحديث عن استعدادات روسية لغزو الأخيرة. ولو حدث ذلك الغزو فلن يستفيد منه أحد..
من المذهل أن يطالب الروس، ومعهم الإيرانيون، والنظام الأسدي، وعلى لسان لافروف، بضرورة إجراء تحقيق شامل ونزيه حول الهجوم الكيماوي في إدلب، نقول مذهل لأن الروس أنفسهم عرقلوا مجلس الأمن، الأربعاء الماضي، باستخدامهم الفيتو للمرة الثامنة لحماية الأسد.
ربما هذه المرة الأولى التي تكون فيها الخطة الروسية واضحة المعالم في سوريا، حيث سعى الروس لمجاراة إدارة الرئيس الأمريكي في التفاوض حول الأزمة مطولا، على أمل تحقيق أكبر قدر ممكن من التنازلات الأمريكية، أو مضيعة للوقت حتى تقترب فترة انتهاء مرحلة أوباما الرئاسية.
من اللافت في منطقتنا أن تخشى المناطق الواقعة تحت سيطرة «داعش» من التحرير على يد قوات «النظام»، وتتجلى تلك الحالات في العراق وسوريا، والعراق يعد نموذجا صارخا، لأن المناطق المراد تحريرها الآن سبق أن سقطت بيد «القاعدة» من قبل..
قدمت «رويترز» ست حالات إرهابية حددتها، ورصدتها بنفسها في سوريا لإرهابيين روس تم منحهم جوازات سفر مزورة، وبتنسيق مع رجال أمن روس، سهلت مغادرتهم من روسيا إلى تركيا، ومن هناك عبروا للأراضي السورية.
من الصعب تصديق أن هناك ملامح ثورة في العراق على الفساد، والمحسوبيات، والمحاصصة الطائفية، ومن الصعب أيضا الاعتقاد بأن ما يحدث هو حركة تصحيحية، وحتى لو هتف محتلو البرلمان، والمنطقة الخضراء، في بغداد ضد إيران.
تحظى طهران بتغاضٍ مريب من إدارة أوباما، حول دورها الشرير بدعم مجرم دمشق، وقبله أنصارها في العراق، فلماذا تخرج إيران للعلن الآن، مقرة بإرسال قوات إلى سوريا؟ أعتقد أن هناك ثلاثة أسباب، وجلّها دعائي، وأبرزها المراهنة على ضعف أوباما نفسه.