سأل أحدهم سياسيا بريطانيا مخضرما قبل أكثر من نصف قرن: "من سيحكم العالم في المستقبل"، فأجاب السياسي البريطاني: "سيحكمه جنرالات التلفزيون". ولا شك أن نبوءة السياسي تحققت تماما في هذا العصر، الذي باتت فيه الصورة التلفزيونية تحكم العالم.
ما إن اندلعت الثورة السورية قبل ست سنوات، حتى راحت وسائل إعلام ما يسمى بمحور الممانعة والمقاومة وعلى رأسها طبعا إعلام النظام السوري، راحت تتهم إسرائيل بأنها وراء الثورة السورية، وبأن كل من رفع صوته ضد النظام هو عميل للصهيونية. تهمة يكررها النظام منذ عشرات السنين في وجه كل من يوجه انتقادا ولو حتى ل
هل تذكرون أيام الناصريين والبعثيين واليساريين والقوميين في مصر والعراق وسوريا وليبيا واليمن والجزائر، عندما كانت النخب ووسائل الإعلام والمثقفون والسياسيون في تلك البلدان يتشدقون ليل نهار بالتقدمية، ويشتمون الدول التي كانوا يسمونها «رجعية» في المنطقة العربية؟
قبل أن يتدخل في سوريا، رفع حلف الممانعة والمقاومة شعار: "محاربة عملاء إسرائيل في سوريا"، ولا بل اعتبر أن كل الجماعات التي تعارض النظام السوري في سوريا ليست سوى ثلة من العملاء والخونة المرتبطين بإسرائيل بشكل عضوي. ولا ننسى أيضا ما يكرره إعلام الممانعة والمقاومة.
لقد قلناها مرارا لكل من كان يحاول إقناعنا بأن الثورة ستغير من سلوك النظام وتصرفاته وعقليته، قلنا إن النظام لن يتغير إلا للأسوأ فيما لو استتب الوضع له مرة أخرى. لقد حاول البعض الضحك علينا بالقول: صالحوا النظام، فلن يعود كما كان، لأن الأحداث غيرت عقليته، وستغير طريقته في الحكم. لكننا كنا نقول: أنتم مخ
هل يستطيع أحد أن ينكر أن النشء العربي الجديد، وخاصة الذين يتعلمون في مدارس أجنبية، وما أكثرهم، أصبحوا نسخة طبق الأصل عن التلاميذ الأجانب، ليس في اللغة فحسب، بل في الاهتمامات والتصرفات والتفكير وحتى الهوية.
كان أبناء جيلنا، وخاصة الكادحين منهم، وهم الغالبية، يعتقدون أنهم الأسوأ حظا من حيث فرص العمل والعيش الكريم وتحقيق الذات، فقد عانى الكثير منهم شظف العيش وضيق ذات اليد أيام شبابهم. وما زالوا يندبون أيام الفاقة، وقطع مسافات طويلة في طرق وعرة للوصول إلى المدرسة، أو البحث بـ«سراج وفتيلة» عن أجرة الباص لل
قلنا مرارا ونكررها الآن: الثورات في أي مكان من العالم لم تعد شأنا محليا وطنيا أبدا، بل أصبحت في هذا العصر المتشابك المتعولم شأنا دوليا. وما يحدث في مكان ما من العالم سيؤثر على بقية أنحاء العالم، إن لم يكن اقتصاديا فربما جيوسياسيا وأمنيا، وبالتالي لم يعد من حق أي شعب أن يثور على جلاديه بإرادته.
مر قبل أيام اليوم العالمي للغة العربية. وفي هذه المناسبة الأليمة نتساءل: متى تصبح لغتنا العربية في محل رفع فاعل؟ لماذا كل هذا العبث بلغة الضاد؟ لا أريد أن أعود إلى نظرية المؤامرة. لكن ما يحدث للغة العربية على أيدي الكثير من الناطقين بها يجعل المرء يسترجع نظرية المؤامرة.
صحيح أن روسيا لا يمكن أن تعادي إيران، فالروس يعتبرون إيران جناحا مهما في مشروعهم المنشود المعروف بـ«أوراسيا» الذي تسعى روسيا لإقامته كند للغرب. وكما هو واضح من اسم المشروع، فإنه عبارة عن توحيد بعض الدول الأوربية والآسيوية في كتلة واحدة لمواجهة الكتلة الغربية. ولا شك أن الروس يعولون على إيران في هذا
تتصاعد الحملة الإعلامية يوما بعد يوم ضد الجماعات الإسلامية، وتحملها فشل الثوارت في بعض البلدان. ويجادل البعض بأنه لولا دخول الإسلاميين على خط الثورات في سوريا وليبيا والعراق مثلا لنجحت الثورات، ولما نجح النظام السوري وأمثاله في تأليب العالم على الثورة في سوريا وغيرها كونها تحمل طابعا إسلاميا دينيا
أصبحت أيام الرئيس الأمريكي باراك أوباما معدودة، وخلال أسابيع قليلة سيغادر البيت الأبيض بعد أن تعرض على مدى ثماني سنوات للكثير من النقد والتجريح؛ بسبب ما يصفه منتقدوه ضعفه وعجزه وتردده في اتخاذ القرارات الحاسمة، خاصة فيما يتعلق بالوضع العربي عموما والسوري خصوصا. ولطالما سمعنا الكثيرين يصفون أوباما
لا يتردد الساسة والإعلاميون الإيرانيون أبدا في شيطنة حزب البعث العربي الاشتراكي منذ وصول الخميني إلى السلطة عام ألف وتسعمئة وتسعة وسبعين، وقلما يظهر مسؤول إيراني على شاشات التلفزيون إلا ويشن هجمات ساحقة ماحقة ضد حزب البعث وشعاراته، لا بل يعتبره الإيرانيون حزبا فاشيا قومجيا عنصريا، لا بد من اجتثا
صحيح أن الرئيس الأمريكي الجديد ليس شابًا، إلا أنه يُعتبر في عمر السبعين "زغنطوط أوي" مقارنة ببعض الرؤساء العرب الخارجين من القبر بكفالة، أو الهاربين من ثلاجات الموتي، أو الذين لا يستطيع بعضهم أن يتحكم بوظائفه الفيزيولوجية، أو يتجول في كرسي متحرك.
شتان بين الثوار والداعمين، فبينما يسعى الثوار للتغيير والإصلاح فعلًا، فإن الداعمين للثورات ليسوا دائمًا فاعلي خير، بل ربما في كثير من الأحيان يستخدمون مظالم الشعوب لتحقيق غاياتهم قبل غايات الشعوب الثائرة. وهذا ما حصل على ما يبدو حتى الآن للأسف.