البلد شبه منهار، لا مطاعم، ولا حانات، ولا أماكن ترفيه، ولا مجال لاستثمار وتنمية رأس المال بوجود المافيات والحيتان الكبيرة ولصوص المال العام ولوبيات النهب والفساد والتجويع والقهر والأجهزة الأمنية
سؤال لذلك القومجي العربي الذي كان يطالب الشارع العربي منذ عقود بالانتفاضة على الطواغيت: لماذا عندما انتفض الشارع وقفت أنت وأمثالك مع الطواغيت ضد الشارع؟
إن الحملة التي قادتها تلك السيدة العظيمة والرائعة رئيسة وزراء نيوزيلندا ستدخل التاريخ من أوسع أبوابه، فقد قدمت نموذجا عظيما من العلمانية الحقيقية، العلمانية التي تعتبر كل أبناء الوطن بغض النظر عن هوياتهم الدينية والعرقية مواطنين من الدرجة الأولى.
لو كانت إسرائيل تخشى من إيران وميليشياتها الطائفية في سوريا، لما سمحت هي وأمريكا لتلك الميليشيات بدخول سوريا أصلا، ومن سلم العراق لإيران على طبق من ذهب، لا يمكن أن يعرقل التغلغل الفارسي في سوريا، ومن يخشى من حزب الله في لبنان، لا يمكن أن يسمح لإيران بإنشاء ألف حزب الله في سوريا
ترتفع في سوريا هذه الأيام حدة الانتقادات للنظام، ليس في أوساط المعارضة المعهودة أصلا، بل في صفوف الموالين والمؤيدين الذين يبدو أنهم شربوا حليب سباع على عجل، وراحوا يلطمون يمينا وشمالا مستهدفين رأس النظام بشكل مباشر.
يا رب...يا رب.. يا رب: انقذنا وارحم هذا الكائن المنكوب المدعو بالمواطن السوري... يا رب يا رب يا رب أفض وانعم علينا بقليل من الغاز والمازوت والكهرباء في هذه الأجواء والأنواء والأيام الثقيلة الحزينة.
أليس من الأفضل للدول الأوروبية وللاجئين السوريين الحقيقيين أن يأخذوا الأموال الطائلة المرصودة للاجئين المزيفين الذين يعمل الكثير منهم بوظيفة مخبرين وجواسيس لصالح النظام؟ لماذا تدفع أوروبا ملايين اليورهات على أشخاص يتجسسون على اللاجئين الحقيقيين، ويكتبون التقارير للنظام من أوروبا كي يلاحق أهلهم؟
متى اتبعت أمريكا سياسة أخلاقية في تاريخها؟ ألم تقم أصلاً على جماجم أكثر من مائة مليون هندي أحمر قتلتهم وهجرتهم واحتلت وطنهم؟ أليست صاحبة أطول سجل للعدوان على الدول الأخرى؟
كما توقعنا وقلنا مرارا، فإن وقت الحرب في سوريا كان أسهل على النظام بألف مرة من وقت انتهاء الحرب. لقد حاول المستحيل إطالة أمد الصراع في البلاد كي يتهرب من استحاقات ما بعد الصراع، وخاصة أمام مؤيديه الذين كانوا ينتظرون النهاية كي يحصلوا على جوائزهم ومستحقاتهم.
هل توقف الرئيس السوري وعصابته عن تناول أغلى أنواع الأسماك واللحوم والكافيار والمشروبات الكحولية على مدى السنوات الثماني الماضية بسبب العقوبات على نظامه؟ بالطبع لا، لا بل إن الرئيس السوري كان يتفاخر بأنه يمارس حياته الطبيعية، ويستمتع بها على أكمل وجه.
ليس هناك اي إعادة إعمار سوى ترميم التمثايل المداسة، أو إعادة بنائها، وكأنه يريد أن يقول للسوريين: سأنتقم منكم جميعاً، وسأعيد إليكم الرموز القذرة التي أهانتكم وقتلكتم على مدى حوالي نصف قرن من تاريخ سوريا الحديث.
?
هل يعقل يا ترى أن أمريكا بدأت تتخلى عن ثوابتها التاريخية في الشرق الأوسط، وخاصة إسرائيل والنفط؟ ألا تتقدم روسيا في المنطقة بينما تتراجع أمريكا؟ أليس الفراغ الذي تتركه أمريكا سيملأه الروس حسب قوانين الطبيعة؟
أتذكر قبل أكثر من ثلاثة عشر عاما، اللحظات الأولى لعملية اغتيال رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان، في الرابع عشر من شباط/ فبراير، في يوم "عيد الحب…فلانتاين" 2005.