منذ مجيئ حزب البعث إلى السلطة، وتحديداً بعد وصول حافظ الأسد في عام 1970 إلى السلطة، والأخيرة معنية -أكثر ما هي معنية- بإحكام السيطرة على العاصمة دمشق، ثم توسعت إلى إحكام السيطرة على المدن والقرى والبلدات.
أدرك الجوار اليمني خطورة تحرك المارد اليمني فكانت المبادرة الخليجية للالتفاف على المطالب الثورية، وعلى الرغم من أنها أنقذت طاغية اليمن من العقاب والمحاسبة إلاّ أنه التف عليها لاحقاً، بعد أن ماطلها بمراوغاته المعرفة.
باتت واشنطن تدرك حجم الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبته يوم تخلت عن الشام لصالح روسيا، ولذا فهي تسعى إلى تفشيل سوتشي، وتسعى مع ذلك إلى طرح الجريمة الكيماوية الأسدية، بحيث تتم محاسبة الأسد ومن خلفه روسيا.
استيلاء نظام بشارعلى أراضي المشردين والشهداء والمعتقلين، يتم على قدم وساق، ويتم تسليم هذه المناطق إلى المؤيدين لبشار، وهو الأمر الذي سيجعل الوضع القانوني والاجتماعي في البلد معقداً بالسنوات المقبلة.
كلفت تلك المغامرات الناصرية الشعب الشامي الكثير، والذي ندفع ثمنه اليوم دماءً بغزارة، إذ مع كل محاولة انقلابية فاشلة كان الطائفيون المتقنعون بالبعث يقومون بتصفية ضباط السنة تحت ذريعة الناصرية ومعارضيهم، وهو ما تم تسريح واعتقال وقتل الآلاف منهم.
حرب العصابات التي تستهدف رموز العصابة الطائفية والاحتلال في المدن المحتلة، كما حصل في عملية الهجوم على الأمن العسكري وأمن الدولة في حمص وغيرها من الأهداف العسكرية الاحتلالية ينبغي أن تكون في دائرة اهتمام الفصائل، وهو الأمر الذي سيضرب خطوط العصابة وسدنتها المحتلين الخلفية.
الصراحة والصدق هما المنجيان، وحين نتحدث عن حقائق لا يعني أننا موافقون عليها وإنما نتحدث عنها لأنها واقع آمن به الآخرون وطبقوه أحسن تطبيق لعقود، ووقائع اليوم نتاج لمشروع استعماري رهيب في فرض حكم الأقلية على الأغلبية.
ازدحام القتل، والمقاتلين، والأجندات الإقليمية والعالمية في الشام يُؤكد على أن المسألة أكبر من رأس أسد أو "داعش"، ويعززه إسقاط الطائرة الروسية من قبل المقاتلات التركية، الذي يتوقع أن يُحرك مياها عسكرية راكدة في المنطقة وليس سياسية..
ما فشل به القياصرة والبلاشفة وأخيرا أحفادهم في عصر البيروستريكا لقرون يخال بوتن أن ينجزه وحده في الشام، فقد كان حلم رومانوف وكاترينا لقرون الوصول إلى المياه الدافئة في البحر الأبيض المتوسط الذي تغنى به الشعراء..
مصر السيسي اليوم أخطر من مصر السادات بالأمس على الأمن القومي العربي والإسلامي.. تذكرون حين حسم أنور السادات أمره ووقّع اتفاقية كامب ديفيد في السابع عشر من سبتمبر 1978، يومها أعلن العالم العربي مقاطعته للسادات، فزادت عُزلة مصر وهي عُزلة صبّت في مصلحة العدو الصهيوني، ودولة بحجم مصر ديموغرافياً وجغرافي