سياسة عربية

شيخ الأزهر على خطى السيسي في محاربة التطرف بتعاون الهند

أحمد الطيب زعم أن الأزهر يقوم بجهود كبيرة لتحصين الشباب ضد الفكر المتطرف- أرشيفية
أبدى شيخ الأزهر أحمد الطيب، استعداده للتعاون مع الحكومة الهندية في التصدي للأفكار المنحرفة، في خطوة بدا أنها شبيهة بما صرح به رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، لدى زيارته إلى الهند، عندما قال إن على الهند ومصر نشر النموذج الصحيح للدين.

وخلال لقائه بالسفير الهندي في القاهرة، سنجاي باتاتشاريا، أبدى شيخ الأزهر ترحيبه بالسفير الهندي، وذلك وفق بيان نشره الحساب الرسمي لمؤسسة الأزهر على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الثلاثاء.

وأكد الطيب، للسفير الهندي، في اللقاء، أن الأزهر يقوم بجهود كبيرة لتحصين الشباب ضد الفكر المتطرف، وتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام.

وأشاد بما تشهده الهند من تقدم على المستويات كافة؛ مبديا استعداده للتعاون مع الحكومة الهندية في مجال تدريب الأئمة والتصدي لكافة الأفكار المنحرفة التي تضر بالأفراد والمجتمعات والأوطان، على حد قوله.

ومن جانبه، قال السفير الهندي إن "العلاقات التي تجمع بلاده بمصر والأزهر علاقات وثيقة، تستند إلى عمق تاريخي وثقافي، مضيفا أن "الأزهر يجسد رسالة الإسلام التي تقوم على التسامح، وقبول الآخر".

وأضاف باتاتشاريا أن "الشعب الهندي يتطلع لزيارة الطيب إلى الهند، التي يبلغ عدد المسلمين بها 180 مليون مسلم، وهو ما يعد أكبر تجمعات المسلمين خارج المنطقة العربية"، حسبما قال.

على خطى السيسي في الهند

وكان السيسي أدلى بتصريح، لدى زيارته إلى الهند، في أوائل شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، اعتبره إعلاميون ونشطاء "فضيحة"،  إذ نشرت وكالة أنباء الشرق الأوسط "أ. ش. أ"، وهي وكالة الأنباء الحكومية الرسمية، تقريرا، في الثاني من الشهر، بعنوان "السيسي: على الهند ومصر نشر النموذج الصحيح للدين".

ومن العاصمة الهندية "نيودلهي"، قالت الوكالة: "أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ضرورة إطلاق مصر والهند مبادرات لإيصال الفهم الصحيح للدين، وذلك في حوار أجرته معه صحيفة "ذي إيكونوميك تايمز" الهندية".

وبحسب الوكالة، فقد "نوه الرئيس السيسي إلى أن المؤسسات الدينية والفقهاء ورجال الدين المحليين وقادة المجتمعات لديهم دور في حماية الشباب، ومنع تطرفهم، مؤكدا الحاجة لإيصال التفسيرات الدينية السليمة، ونشر القيم الدينية الصحيحة المتسمة بالاعتدال والتسامح والرحمة وقبول الآخر".

وأثار التقرير، مع ما سلط عليه الضوء من تصريحات السيسي، استنكار إعلاميين وسياسيين ونشطاء، نظرا لمطالبة السيسي فيه للهند بنشر "الدين الصحيح".

وتساءلت الإعلامية آيات عرابي، عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "عن أي دين يتكلم؟". وأضافت: "ألا يعلم أن الهنود يعبدون البقر؟".

وأوضحت أن العقيدة الهندوسية تسمح لأتباعها بقضاء حاجتهم في الأنهار علنا أمام الناس، وتعتبر رائحة فضلات البقر أمرا عاديا، مختتمة تدوينتها بقولها: "أي دين يقصد؟".

ومن جهته، علق الإعلامي سليم عزوز، بالقول: "هو الجدع ده بيقول أي كلام وخلاص.. لا هو عارف السعودية من الهند؟".

وأضاف: "يعني لما يروح الهند، حيث عبادة البقر، ويقول لهم هناك إن مصر والهند عليهما نشر النموذج الصحيح للدين؛ يبقى ده شخص طبيعي؟ أي دين، وأي نموذج؟"، وتابع تساؤلاته: "هو الشخص ده من هنا؟ قولوا لنا: ما دينه بالضبط؟".

أما رئيس مؤسسة "تاور بريدج للاستثمارات والعلاقات الدولية"، أحمد عامر، فاعتبر أن الخطاب الذي توجه به السيسي، خلال زيارته للهند، حول الدين الصحيح، في بلد الدين الرئيسي به عبادة البقر، بدلا من الحديث عن الاستثمارات الهندية بدول كثيرة في إفريقيا وآسيا، أو يتكلم عن الهند والتطور التكنولوجي الكبير الذي حققته، يؤكد أن السيسي ليس لديه رؤية.

السيسي عفا عن بحيري فدعا لإقالة شيخ الأزهر

ويذكر أن الناشط العلماني، إسلام بحيري، الذي عفا عنه السيسي أخيرا، برغم سجنه بتهمة "ازدراء الإسلام"، قد دعا عقب خروجه من السجن إلى إجراء تعديل دستوري يعطى الحق لرئيس الجمهورية في تغيير شيخ الأزهر.

واتهم البحيري الأخير بـ"كبت" الحريات، وأكد أنه أصبح "محكمة تفتيش"، كما أكد وصفه للأزهر بأنه "مسجد ضرار"، واقترح إنشاء مجلس أعلى للتنوير برئاسة السيسي لتنقية كتب التراث، على حد قوله.