في أول ظهور له بمناسبة عامة، تعرض أحمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب الأسبق، إبان حكم الرئيس المخلوع حسني
مبارك، مدة أكثر من 20 عاما، لثلاثة مواقف تظهر، وفق مراقبين، نظرة الشارع
المصري إلى أركان حكم نظام مبارك، وكيف أنهم ما زالوا يتمتعون بقوتهم ونفوذهم، ويحكمون سيطرتهم التامة على مقاليد البلاد، بعدما تم إخراجهم جميعا من السجون، تحت حكم رئيس الانقلاب، عبد الفتاح
السيسي.
جاء ذلك لدى تقديم سرور لواجب العزاء، مساء الجمعة، في نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق لشؤون الحوار المجتمعي، عقب ثورة يناير، الفقيه الدستوري، يحيى الجمل، الذي توفي الإثنين الماضي، عن عمر يناهز السادسة والثمانين عاما، وأقيم عزاؤه بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير، وحضره عدد كبير من السياسيين، ورموز الرئيس المخلوع، والمسؤولين الرسميين حاليا في البلاد.
الموقف الأول: مواطن يقبِّل يده
في البداية، ولدى نزوله من سيارته، قرب سرادق العزاء، انحنى أحد المواطنين على يده، وقام بتقبيلها، وخاطبه بالقول: "اتفضل يا هرم.. والله ما كان فيه رئيس مجلس شعب زيك".
الموقف الثاني: نصيحته لنقيب الصحفيين
وجاء الموقف الثاني داخل سرادق العزاء نفسه، عند مصافحته نقيب الصحفيين، يحيى قلاش، إذ طالبه بالهدوء والتريث في حل أزمة النقابة التي اندلعت مؤخرا، بعد حكم المحكمة بحبسه، وعضوين بمجلس النقابة، وتغريمهم 10 آلاف جنيه.
فقد قال سرور له: "أنت رجل سياسي مخضرم.. ما يتحلش (النزاع) إلا بالهدوء والتهدئة.. أولاد الحلال هم اللي يساعدوك على هذا.. وأنا عجبني كلامك.. كلام هادئ.. ومقدمة حلوة".
وأردف سرور: "التحدي غلط.. وأنا عاجبني العبارة دي: "دي موجة.. الواحد يطاطي (ينبطح) تحتها".. (مشيرا بيديه إلى الأسفل).. ويبتدئ يقب (يرتفع) بس بهداوة"، على حد قوله.
واندلعت أزمة، أخيرا، بين وزارة الداخلية ونقابة الصحفيين، بعد اقتحام الأولى لمقر النقابة، ثم صدور حكم محكمة جنح قصر النيل، بحبس قلاش وخالد البلشي وجمال عبد الرحيم، عامين وغرامة 10 آلاف جنيه، في القضية ذاتها.
الموقف الثالث: "إنتو ماسكين البلد كلها"
وجاء الموقف الثالث لسرور أثناء مغادرته سرادق العزاء، إذ توجه إليه أحد المواطنين البسطاء، طالبا منه توفير وظيفة له، قائلا: "شوف لي وظيفة.. أنت راجل ثقيل.. إنتو ماسكين البلد كلها.. إنتو مامشيتوش.. نظام حسني (يقصد المخلوع حسني مبارك).. ماسك البلد كلها".
بينمل علق آخر بالقول: "ربنا ياخدكم يا رب".
"رئيس برلمان مبارك 20 عاما"
و"أحمد فتحي مصطفى كامل سرور" هو رئيس مجلس الشعب المصري الأسبق، لمدة أكثر من 20 عاما، وتحديدا منذ عام 1990، حتى عام 2011، عام حدوث ثورة 25 يناير، بعد أن تولّى المنصب للعام الحادي والعشرين على التوالي، وعقب إعلان نتائج انتخابات عام 2010 المزورة، التي كانت أحد عوامل تفجير الثورة.
وقد ولد في 9 تموز/ يوليو 1932 بمحافظة قنا بصعيد مصر، وهو متزوج ولديه ولد وبنتان، واتهم بقضايا الكسب غير المشروع، لكنه لجأ إلى التصالح مع الجهات المعنية، في تلك القضايا، حيث تمت تسويتها، وخرج منها إلى بيته سالما، بعد وصول رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي إلى الحكم.