شهدت العاصمة الليبية
طرابلس توترا أمنيا؛ بعد إعلان
المؤتمر الوطني السابق، الجمعة الماضي، عودته إلى مقر مجلس الدولة لممارسة مهامه، ووقعت مواجهات مسلحة في عدد من المناطق بين مجموعة تتبع لحكومة الوفاق، وأخرى تابعة لحكومة الإنقاذ السابقة، دون وقوع خسائر في الأرواح، بحسب مصادر محلية.
وأوضحت المصادر لـ"
عربي21" أن "اشتباكات وقعت فجر الأحد 16 تشرين الأول/ أكتوبر، في محيط فندق ريكسوس ومنطقة قصور الضيافة، بعدما حاولت قوة تابعة لوزارة الداخلية في
حكومة السراج؛ التقدم نحو القصور، والقبض على أعضاء في المؤتمر الوطني، ووزراء من حكومة الإنقاذ، وهو ما واجهته مجموعة مسلحة تابعة للمؤتمر وحكومته بالرماية وإطلاق الرصاص في الهواء، ما أدى إلى تراجع قوة حكومة الوفاق، وتوقف الاشتباكات".
ووضعت الأحداث الأخيرة العاصمة الليبية على صفيح ساخن، وسط حالة ترقب للوضع الأمني، وتخوفات من حالة تصادم بين القوتين المتصارعتين، ودخول طرابلس في نفق الاشتباكات المسلحة التي من شأنها تعطيل عملية محاربة
تنظيم الدولة في سرت، بحسب مراقبين.
سيناريو متوقع
وقال العقيد برئاسة الأركان في طرابلس، عادل عبدالكافي، إن "حدوث
صراع مسلح فى طرابلس بعد عودة المؤتمر؛ هو أحد السيناريوهات المطروحة حاليا، ولكن إلى الآن؛ الأطراف كلها في حالة ضبط للنفس، وترفض إدخال العاصمة فى حالة صراع".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "من قام بتسليم مقرات الرئاسة للمؤتمر الوطني وحكومة الغويل؛ هو الحرس الرئاسي لحكومة السراج، ما يعني تخلي بعض الأطراف عن المجلس الرئاسي، والتأكيد على أحقية المؤتمر وحكومة الإنقاذ في التواجد في المشهد؛ لإيجاد مخرج للأزمة".
وبخصوص تأثير الأحداث على معركة سرت؛ أوضح عبدالكافي أن "أي اضطرابات سياسية لن تستطيع التأثير على سير المعركة، كون المقاتلين في تشكيلات تابعة لعدة أطراف؛ اتفقوا على تحرير سرت من تنظيم الدولة".
من جهته؛ استبعد عضو المجلس الأعلى للدولة، عمر بوشاح، أن "يكون لما حدث أي تأثير على الأوضاع الأمنية في طرابلس"، مؤكدا أن "الأوضاع بين المجموعات المسلحة لكل فصيل سياسي في طريقها للتسوية".
وقال بوشاح لـ"
عربي21" إن "أغلب أعضاء المؤتمر، وهم أعضاء في مجلس الدولة أيضا، يرفضون الخطوة التصعيدية باقتحام مقر المجلس، كونها جاءت في أجواء لملمة الصف وتوحيد الجهود، وهي تقوض ذلك".
صراع أحادي
أما عضو المؤتمر الوطني العام السابق، فوزي العقاب، فرأى أنه "ربما تحدث اشتباكات محدودة في سياق الصراع على أحادية الوجود والسيطرة في طرابلس، ولكن الحرب لن تجتاح كامل العاصمة، كونها لم تكن أبدا ساحة للحرب".
وبخصوص انعكاس الخلافات في طرابلس على معركة سرت؛ فقد قال العقاب لـ"
عربي21": "في تقديري لن يكون للتوتر الأمني في طرابلس -حال حدوثه- أي انعكاس على عملية تحرير سرت من مقاتلي تنظيم الدولة، فالعملية أصلا أوشكت على الانتهاء".
لكن عضو التكتل الفيدرالي في بنغازي، أبو بكر القطراني، توقع "نشوب حرب (مليشاوية) على السلطة؛ ستكون الغلبة فيها للمجموعات التابعة للمؤتمر وحكومته".
وقال القطراني لـ"
عربي21" إنه "لا مجال للتراجع في معركة سرت، وفي حال حدوث صراع في طرابلس؛ فإنه سيكون في صالح عملية
البنيان المرصوص، وليس العكس".