سياسة عربية

غزة تكسر حاجز الـ 2 مليون نسمة.. هل أصبح الانفجار وشيكا؟

المولود رقم 2 مليون سجلته محافظة رفح جنوب قطاع غزة - عربي21
لم يكن مفاجئا أن يصل الارتفاع في عدد سكان قطاع غزة سريعا ليتخطى حاجز الـ2 مليون بحكم الزيادة الطبيعية المطردة لعدد السكان هناك بحسب مختصين، وسط تخوفات من انفجار سكاني في تلك البقعة الضيقة التي تعتبر الأكثر كثافة في العالم.
 
وكانت الإدارة العامة للأحوال المدنية بوزارة الداخلية في غزة أعلنت الأربعاء الماضي، أن تعداد سكان قطاع غزة كسر حاجز الـ2 مليون نسمة. 

وذكرت الإدارة، في بيان صحفي، أن الطفل رقم 2 مليون هو "وليد جهاد مقبل شعث" من محافظة رفح جنوب قطاع غزة؛ بينما الطفلة رقم 2 مليون وواحد كانت "لانا محمد رفيق عياد" من محافظة غزة.

وقالت وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة، إن مكاتب الإدارة العامة للأحوال المدنية بالوزارة سجلت خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، 4 آلاف و983 مولودا جديدا، بواقع 166 مولودا يوميا؛ و7 مواليد جُدد كل ساعة، ومولود كل عشر دقائق.

وتعليقا على هذا الموضوع أكد أستاذ الإحصاء الجغرافي في الجامعة الإسلامية بغزة الدكتور كامل ضاهر، أن الكثافة السكانية في قطاع غزة تعتبر الأعلى في العالم.

وحذر ضاهر في حديثه لـ"عربي21" من التبعات الخطيرة للزيادة السكانية في هذه البقعة الصغيرة، في ظل غياب التنمية وانتشار البطالة وجملة الأزمات التي يعانيها قطاع غزة بسبب الحصار الإسرائيلي عليه.

وأشار ضاهر إلى أن سنة 2025 ستشهد تحول التربة في قطاع غزة إلى تربة غير صالحة للزراعة، بسبب شح المياه والملوحة المتوفر منها. 

وأكد الحاجة الماسة لتوفير محطات لتحلية المياه بشكل عاجل، وضرورة معالجة المياه العادمة التي تتسرب للمخزون الجوفي وتسبب تلوثه، لتمكين السكان من أدنى مقومات العيش.

ومن خلال تقرير أصدره الإحصاء الفلسطيني مؤخرا، لوحظ ارتفاع الكثافة السكانية في فلسطين بشكل عام ولا سيما في قطاع غزة، إذ بلغت الكثافة السكانية المقدرة لعام 2016م بواقع 519 فردا / كم2 في الضفة الغربية، مقابل 5,154 فردا / كم2 في قطاع غزة.

وكان للتزايد الكبير في عدد السكان الفلسطينيين في قطاع غزة الذي لا تتعدى مساحته 365 كم2 أثره الكبير على الموارد الطبيعية وعلى البيئة بشكل عام؛ إذ ساهم بتراجع نسبة الأراضي الزراعية بسبب الحاجة للبناء والإعمار.

وبينت دراسة نشرت مؤخرا أن مساحة الأراضي الزراعية في قطاع غزة تراجعت بنسبة 33% خلال 17 عاما، وبالنتيجة تختفي ألوان الأزهار البرية شيئا فشيئا، وتتقلّص مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، أمام عشرات الأبراج السكنية والزحف العمراني داخل شريط ضيق على شاطئ البحر المتوسط.