استبق رئيس الانقلاب، عبد الفتاح
السيسي، الثلاثاء، احتفال
المصريين بالذكرى الثالثة والأربعين، لنصر 6 تشرين الأول/
أكتوبر 1973، على "العدو الإسرائيلي"، الخميس، برئاسة اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، بمقر وزارة الدفاع بكوبري القبة، بحث فيه "الأوضاع الأمنية الداخلية على مختلف الاتجاهات، والمحاور الاستراتيجية".
ولاحظ مراقبون أن الاجتماع يأتي بعد قرابة عشرة أيام فقط من خطاب ألقاه السيسي، بمنطقة غيط العنب في الإسكندرية، قال فيه إن
الجيش جاهز للانتشار، بسائر المحافظات، خلال ست ساعات، عبر خطة موضوعة، دون أن يحدد في كلامه عدوا خارجيا، أو الانتشار في مواجهة من؟
وقد رجح مراقبون أن هذا الحديث ينطوي على رسالة تهديد واضحة للمصريين من الثورة على نظام حكم السيسي، ومواجهة أي هبة شعبية متوقعة، احتجاجا على تردي الوضع الاقتصادي، وصدور قرارات غير شعبية جديدة، خلال الأيام القليلة المقبلة، تحت وطأة الحاجة للاستجابة العاجلة لشروط صندوق النقد الدولي، لإقراض مصر 12 مليار دولار، على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وتشمل خفض قيمة الجنيه، ورفع الدعم، وفرض ضرائب مستحدثة.
وترأس السيسي اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الثلاثاء، وفق بيان صادر عن الاجتماع، بحضور وزير الدفاع، الفريق أول صدقي صبحي، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة (صهر السيسي)، الفريق محمود حجازي، وقادة الأفرع الرئيسية، وجميع أعضاء المجلس.
وذكر بيان صادر عن الاجتماع أن السيسي استهله بتوجيه التهنئة للقوات المسلحة بمناسبة ذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة.
وأضاف البيان أنه تم خلال الاجتماع استعراض آخر المستجدات على صعيد تطور الأوضاع الأمنية الداخلية على مختلف الاتجاهات، والمحاور الاستراتيجية.
واطلع السيسي، بحسب البيان، على تقرير حول الإجراءات التي تقوم بها القوات المسلحة من أجل تطهير سيناء من العناصر الإرهابية، وترسيخ الأمن والاستقرار فيها.
واطلع على التدابير التي تقوم بها القوات المسلحة على صعيد تأمين الحدود، وإحكام السيطرة عليها، من أجل منع تسلل الأفراد أو البضائع عبرها.
وأشاد السيسي خلال الاجتماع بجهود رجال القوات المسلحة في التصدي للعمليات الإرهابية في جميع أنحاء مصر، بالتعاون مع أشقائهم من جهاز الشرطة، فضلا عما يتم بذله من جهود كبيرة من أجل حماية حدود مصر، من مختلف التهديدات الإقليمية القائمة.
كما وجه السيسي باستمرار العمل بأقصى درجات الحذر واليقظة والاستعداد القتالي بالنظر إلى دقة الأوضاع الإقليمية.
إلى ذلك، استبق السيسي الاجتماع، صباح الثلاثاء، بوضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري لشهداء الجيش بمدينة نصر، وقبر الجندي المجهول، وقبري الرئيسين الراحلين: محمد أنور السادات، وجمال عبد الناصر، حيث صافح عددا من أفراد أسرتيهما.
وكانت تقارير إعلامية توقعت أن يقوم السيسي باستغلال أيام الإجازة الثلاثة المقبلة (الخميس والجمعة والسبت)، في تمرير عدد من القرارات غير الجماهيرية، وأبرزها خفض قيمة الجنيه أمام الدولار، ورفع أسعار الوقود، وإلغاء الدعم، وزيادة أسعار عدد من السلع والخدمات.
وأشاروا إلى أن الأغلبية البرلمانية التي تدين للسيسي بالولاء في مجلس النواب، قد قامت، الثلاثاء، بتمرير قانون الخدمة المدنية، الذي يرفضه أكثر من 6 ملايين موظف حكومي، يعتبرون أنه مجحف بحقهم.
كما صدق السيسي على قانون الضريبة على القيمة المضافة، المثير للغضب الشعبي، في الشهر الماضي، بعد أن قام مجلس النواب بإقراره، ما خرج معه ألوف المتظاهرين من المحامين، يوم السبت الماضي، رافضين له، وناقمين عليه.