أظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي بثتها صحف ومواقع وفضائيات موالية لرئيس الانقلاب، عبد الفتاح
السيسي، غياب عدد كبير من وفود وأعضاء دول العالم، عن حضور كلمته، التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الثلاثاء، في ظل تواجد أكثر من 120 عضوا بوفديه الرسمي وغير الرسمي، المرافقين له، بالقاعة شبه الخاوية، وحرصهم على التصفيق الحاد له.
وبان من حركة الكاميرا المحدودة، التي تحكمت بها فضائيات السيسي، عضوات وأعضاء الوفد
المصري، وقد انتشروا عبر القاعة، وتكاثف تواجدهم أقصى يمين المنصة، فيما انشغل بعضهم بالتقاط صور "سيلفي" لنفسه، لدى إلقاء السيسي لكلمته.
وبدا من صور عدة نشرتها صحيفة "اليوم السابع"، الإلكترونية، صباح الأربعاء، خلو القاعة خلال كلمة السيسي، إلا من عدد محدود من الحضور، فيما ظهرت المقاعد خالية في الصفوف الأولى أمام السيسي.
كما ظهر مدير مكتب السيسي صاحب التسريبات الشهيرة، اللواء عباس كامل، وعدد من أعضاء الوفد الإعلامي والبرلماني والسياسي الضخم، الذي اصطحبه السيسي، والذي تجاوز عدد أفراده المائة والعشرين فردا، وكان أكبر وفد رافق مسؤولا في العالم خلال الدورة الأممية.
وحرص أعضاء الوفد على الجلوس إلى يمين المنصة، وبالقرب منها، لتكثير العدد، وبدا صوت التصفيق القادم من جهتهم عاليا، مقارنة ببقية أرجاء القاعة.
هذا فيما بدا السيسي أحيانا، كأنما يتحدث إلى نفسه، وسط خلو القاعة. ولم يحرص على التصفيق له، لا سيما في البداية والنهاية، ولدى قطعه كلمته لارتجال حمل فيه ما اعتبره نداء إلى الشعب الإسرائيلي وقيادته، سوى أعضاء وفوده.
نداء إلى الشعب الإسرائيلي.. لا يجد تصفيقا من ممثله
وجاء ذلك الارتجال في منتصف كلمته، التي جاوزت مدتها العشرين دقيقة، إذ خاطب الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، الذي لوحظ تغيبه أيضا، فقال: "السيد الرئيس: اسمح لي أن أخرج عن النص المكتوب، ومن خلال هذا المنبر الذي يمثل صوت العالم؛ أن أتوجه بنداء إلى الشعب الإسرائيلي، والقيادة الإسرائيلية، في أهمية إيجاد حل لهذه القضية". (يقصد القضية الفلسطينية).
وأضاف السيسي: "لدينا فرصة حقيقية لكتابة صفحة مضيئة في تاريخ المنطقة، بالتحرك في اتجاه السلام".
وأردف: "التجربة المصرية تجربة رائعة ومتفردة، ويمكن تكرارها مرة أخرى بحل مشكلة الفلسطينيين، وإيجاد دولة فلسطينية لهم، بجانب الدولة الإسرائيلية، تحفظ الأمن والأمان".
وهنا صفق أنصار السيسي بحدة، حيث أظهرت الصور ومقاطع الفيديو للكلمة، مشهد المصفقين في القاعة، من ناحية أعضاء الوفد المصري، جهة اليمين، فيما التزم الوفد الإسرائيلي، محدود العدد، بالهدوء، ولم يشاركهم التصفيق.
وعقب ذلك استكمل السيسي عباراته المقطوعة، قائلا: "تحقق الأمن والأمان للفلسطينيين، وتحقق الأمن والأمان للإسرائيليين. تحقق الاستقرار والازدهار للفلسطينيين، وتحقق مزيد من الاستقرار والازدهار للإسرائيليين"، على حد قوله، وسط تصفيق حاد من أنصاره داخل القاعة.
إعلام السيسي: الخروج عن النص لفتة وطنية
ولم تلحق صحف الصباح في مصر بتغطية كلمة السيسي، نظرا لإلقائه إياها في وقت متأخر من ليل الأربعاء، لكن إعلام السيسي احتفى بخطابه، لا سيما خروجه عن النص المكتوب، وما اعتبره "ضج اجتماع الأمم المتحدة بالتصفيق الحاد له".
وأشاد بتوجيهه "رسالة إلى القيادة الإسرائيلية وشعبها، ومطالبته بالتحرك في اتجاه السلام، ووقف الاستيطان"، معتبرا ذلك "لفتة وطنية تثبت أن مصر هي الراعي للقضية الفلسطينية في كل مكان وزمان"، حسبما قال هذا الإعلام.
وفيما صدرت "المصري اليوم" بمانشيت يقول: "قادة العالم يلتقون السيسي في نيويورك"، فيما قالت "الأهرام" في مانشيتها: "الرئيس يلتقي مع ترامب وهيلاري وتيريزا ماي ورموز المجتمع الأمريكي.. السيسي: الدولة المزدهرة اقتصاديا لن تتحقق دون استعادة الأمن".
"أ.ش.أ": تهافت زعماء العالم للقاء السيسي
وفي هذا السياق، نشرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الحكومية رسما كاريكاتيريا من فكرة رئيس مجلس إدارتها، علاء حيدر، تناول زيارته "الناجحة" للولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه استقبله فيها كل من مرشحي الرئاسة الأمريكية: "دونالد ترامب" و"هيلاري كلينتون"؛ للتشاور حول وضع العلاقات بين مصر والولايات المتحدة.
وعلقت صحيفة "صدى البلد" الإلكترونية على الكاريكاتير بالقول إنه لقي رواجا كبيرا فور نشره، وتداوله الرواد، وقال أحدهم للإخوان "موتوا بغيظكم.. رئيسنا يتهافت على مقابلته رئيس أمريكا المرتقب"، بحسب الصحيفة.
كلمة أوباما تفضح ضعف موقف السيسي
وكان السيسي قد تغيب عن الجلسة الافتتاحية للدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي بدأت في التاسعة من صباح الثلاثاء، حيث شهدت كلمة لـ "بان كي مون"، الأمين العام للأمم المتحدة، قدم فيها تقريره حول أعمال المنظمة الدولية.
كما شهدت الجلسة كلمة الولايات المتحدة التي ألقاها رئيسها، باراك أوباما، للمرة الأخيرة، قبل أن يغادر البيت الأبيض، في مطلع العام المقبل، وهي الكلمة التي حظيت بإقبال منقطع النظير من قادة وممثلي دول العالم على حضورها، وبدا ذلك من مقاطع الفيديو، إذ ظهرت القاعة ممتلئة بهم، على عكس الحال بالنسبة لكلمة السيسي.
وأرجع مراقبون تغيب السيسي عنها إلى تقديم كلمة الرئيس التركي فيها، برغم أنه كان من المقرر أن يتحدث في الجلسة المسائية الخميس.
ومن جهته، ألقى السيسي كلمة مصر بالجلسة المسائية، التي بدأت في الثالثة عصر الثلاثاء، بتوقيت نيويورك. وحل خامسا في ترتيب المتحدثين، فيما تحدث في بدايتها الرئيس التونسي.
لهذا انصرف متظاهروه قبل كلمته
وكانت قد ترددت أنباء أيضا عن انصراف مؤيدي السيسي، من أمام الأمم المتحدة قبل إلقائه كلمته، بعد أن كانوا قد حضروا في حافلات تابعة للكنائس الأرثوذكسية بنيوجيرسي، وذلك قبل إلقاء كلمته.
ورجحت تقارير إعلامية، أبرزها موقع "مصر العربية"، أن انصرافهم المفاجئ جاء بسبب ارتباط الحافلات التي حضرت بهم، بموعد العودة، وهو الثالثة عصرا، بحسب اتفاقهم مع شركة النقل.
الصورة 1: القاعة خالية في كلمة السيسي إلا من عدد محدود للحضور.
الصورة 2: الوفد المصري الرسمي، ويبدو فيه عباس كامل، مدير مكتب السيسي، صاحب التسريبات الشهيرة.
الصورة 3: المقاعد خالية في الصفوف الأولى أمام السيسي.
الصورة 4: وفد إعلامي مصري رافق السيسي في الزيارة.
الصورة 5: أعضاء الوفد المصاحب للسيسي.
الصورة 6: السيسي يلقي كلمته.
الصورة 7: المقعد إلى جوار السيسي بدا فارغا.
الصورة 8: تصفيق أعضاء وفد السيسي.
الصورة 9: السيسي يلقي كلمته.
الصورة 11: الحرس الشخصي محيط بالسيسي.
الصورة 12: كلمة السيسي لم تحظ بمتابعة من الوفود.
الصورة 13: إلى جواره الحارس الخاص به.