عبر السباح
التونسي والبطل الأولمبي، أسامة الملولي، عن استغرابه من الحملة التي أطلقها ناشطون، على خلفية تكفل الدولة التونسية بتكاليف مُرافقة أمه له ضمن الوفد التونسي إلى الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو البرازيلية، وتصدرها للوفد خلال مراسم الافتتاح.
وقال الملولي، في تدوينة عبر صفحته على "فيسبوك"، الأحد، إنّه لم يسبق أن ادخر جهدا من أجل "تشريف" تونس في المحافل الدولية، مُتعجبا من تحفظ بعض التونسيين من سفر أمه على حساب الدولة "التي قدّم لها الكثير وبدون حساب"، وفق تعبيره.
وأضاف: "شرفت بلادي في أكثر من مرّة، تبرعت بكل ميدالياتي لغزّة، وتم تسمية إحدى شوارعها باسمي، وهذا أقل ما يُمكنني تقديمه".
وتابع: "أحترم آراء بعض التافهين.. إن شاء الله ما زلت سألعب وسأسعد أمّي وسأشرّف تونس"، كما قال.
وكان الملولي قد قال خلال مؤتمر صحفي عقده بالبرازيل، الأحد، إن والدته كانت متواجدة في الافتتاح بصفتها عضوا في الوفد الرسمي، مضيفا: "يهمني ويسعدني كثيرا أن أكون محاطا بكل من ساهم في نجاحي وتألقي خلال مشواري الرياضي".
من جهته، قال وزير الرياضة التونسي، ماهر بن ضياء، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، الأحد: "إن مواقع التواصل الاجتماعي تصنع الحدث في تونس وخاصة بعد الثورة وهو نوع من حرية التعبير".
وأضاف بن ضياء: "هذا شيء جيد ويجب أن نتعايش معه، أنا شخصيا تعرضت للعديد من الحملات بشكل شبه يومي وإثر كل قرار اتخذه".
وتابع: "أما النسبة إلى أسامة الملولي، فهو بطل من نوع خاص وله طريقة خاصة في العيش، وله علاقة خاصة بوالدته، وهو يقول دائما إن لم تكن والدتي بجانبي فلا أستطيع أن أقدّم شيئا، كما يتعين ألا ننسى أنه يجب تكريم الملولي في نهاية مشواره الرياضي".
وقال الوزير التونسي: "أخذت على عاتقي تكريم جميع الرياضيين، وأعتبر أن الملولي هو الرياضي الوحيد الذي أهدى تونس ميداليتين ذهبيتين في الألعاب الأولمبية".
وختم الوزير تصريحه قائلا: "إذا طلب منك بطل أولمبي أن تكون والدته بجانبه في نهاية مشواره الرياضي، فلا تستطيع أن ترفض له ذلك".
وأطلق ناشطون في تونس حملة تحت هاشتاغ "
#أمك_في_دارك"، كرسالة لوالدة البطل التونسي الأولمبي في 10 كيلومترات سباحة؛ التي سجلت حضورها في الصف الأمامي للوفد أثناء دخوله ملعب ماراكانا مباشرة خلف ابنها الذي حمل الراية التونسية، وسط غياب أبطال وبطلات تونس، كعزة بسباس وحبيبة الغريبي وغيرهن من الرياضيين الذين كان من المفترض أن يكونوا في الصف الأول للوفد التونسي، كما يقول المنتقدون.
وأسامة الملولي (32 سنة)، سباح تونسي وبطل أولمبي، حصل على ذهبية سباق 1500 متر سباحة حرة في أولمبياد بكين سنة 2008، وذهبية سباق 10 كيلومترات سباحة في أولمبياد لندن التي حقّق فيها أيضا برونزية سباق 1500 متر سباحة حرة، ليصبح الرياضي التونسي الأكثر تتويجا في الألعاب الأولمبية وثاني المُتوّجين أولمبيا، بعد ذهبية العداء محمد القمودي سنة 1968.
وكان الملولي قد أعلن، الأحد، أن مشاركته في سباق 1500 متر غير مؤكدة، وأن تركيزه مُنصب على مسابقة 10 آلاف متر في المياه الحرة.
ويأتي هاشتاغ "
#أمك_في_دارك" على نسق الهاشتاغ "
#ولدك_في_دارك" الذي جاء ردا على ما يقال عن توسع نفوذ حافظ السبسي، نجل الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي.