سياسة دولية

بروجردي يطوف بقضايا المنطقة ويدعو تركيا لتغيير نهجها بسوريا

بروجردي قال إن "انتصار" جيش النظام السوري في حلب سيغير المنطقة- أرشيفية
دعا رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، الاثنين، الحكومة التركية لتغيير سياساتها تجاه سوريا، مبديا رأيه في عدة قضايا في المنطقة.

وفي لقاء خاص لبرورجردي مع قناة "العالم" الإيرانية، الاثنين، نفى المسؤول الإيراني أي تدخل لبلاده في أمور لبنان الداخلية، مؤكدا أن مساعدات إيران للجيش اللبناني جاهزة.

لبنان

وقال إن "مشكلة انتخاب رئيس في لبنان مشكلة لبنانية، ونظرا لطبيعة لبنان الذي يضم مجموعة من النخب والوجوه السياسية الذكية والقوية، لا أعتقد أن لبنان بحاجة إلى صناعة القرار في خارج الحدود"، بحسب تعبيره.

وأضاف بروجردي: "إيران إذا أرادت أن تتدخل في انتخاب رئيس الجمهورية فإن طرفا سيرضى وآخر سيمتعض، وهذا وراء سياسة إيران في عدم التدخل، خاصة أن طهران تتمتع بعلاقات أخوية جيدة مع كافة الأطراف سواء، السنة والمسيحيين والشيعة وكل المجموعات والشخصيات، ولا تريد أن تزعج طرفا بانحيازها إلى طرف من الأطراف".

واعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني أن "الارهاب والمجموعات التكفيرية والأزمة السورية (المفتعلة) وتداعياتها على لبنان مثل التفجيرات المتعددة ودخول الجيش وقوى الأمن اللبناني على خط المواجهة، كل ذلك جعل القضايا الأمنية والأزمة السورية والمسائل المرتبطة بها وسبل حلها ومستقبل المنطقة، أهم مواضيع المحادثات خلال الزيارة الاخيرة إلى لبنان"، بحسب قوله.

وأشار بروجردي إلى أن أحد أهم مواضيع البحث، إضافة إلى العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، استعداد إيران لتقديم المساعدة للجيش اللبناني في سياق العلاقات الثنائية، والتعاون في المجال البرلماني، موضحا أن "وجبة الأسلحة الإيرانية" إلى لبنان جاهزة، وقد تم عرضها على وزير الدفاع اللبناني، مؤكدا أهمية أمن لبنان لإيران، ورغبة طهران في استقرار لبنان.

إسرائيل والسعودية

وهاجم بروجردي السعودية، متهما إياها بقوله إن "مساعي السعودية للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي مخطط جديد عهد إلى السعودية، أي أن الرياض عندما شاهدت أن المساعدات الكبيرة والمتعددة للمجموعات التكفيرية والإرهابية في المنطقة، لم تثمر عمليا، وفي المقابل هناك تقدم وانتصارات يومية للجيش والقوات الأمنية السورية، فقد عمدت إلى هذه الخطوة، حيث تستخدم السعودية اليوم ورقة التطبيع مع الكيان الاسرائيلي"، بحسب تعبيره.

وأشار بروجردي إلى أنه بحث هذا الموضوع في لبنان مع زعماء الفصائل الفلسطينية والمسؤولين اللبنانيين، معتبرا أن مساعي السعودية نحو التطبيع تأتي في وقت يقضي فيه آلاف الأسرى الفلسطينينين في سجون الاحتلال، ويخوض بعضهم إضرابا مفتوحا عن الطعام، محذرا من أن البعض يسعى لحرف الرأي العام الإسلامي عن فلسطين، والأحداث التي تقع في العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها من البلدان الإسلامية، و"هي التي تحمل نفس النهج الانحرافي، الذي يبذل كامل قواه لإثارة المشاكل والنزاعات الداخلية بدل الاستفادة منها في مواجهة الكيان الصهيوني، وهذا مخطط خطر"، بحسب تعبيره.

سوريا

وحول الأوضاع الحالية لسوريا، قال بروجردي: "لم أر قط سوريا بحال أفضل من الآن من الناحية الأمنية والاجتماعية، وحتى زيارتنا (للمقامات) كانت صاخبة جدا، والزوار قدموا من مناطق مختلفة، ودمشق كانت أهدأ من أي وقت، والناس يواصلون حياتهم اليومية".

واعتبر بروجردي أن ما جرى في حلب هو "انتصار" لجيش النظام السوري، رغم انسحابه من مواقعه وكسر الثوار للحصار، معتبرا إياها "منعطفا سياسيا وعسكريا في تطورات سوريا، يمكن أن تؤثر على القضايا المختلفة على صعيد الأزمة السورية".

وتابع بقوله: "إن قطع الدول المجاورة التي تدعم المسلحين، وتزودهم بالأسلحة المتطورة لدعمها سيسرع في حل الأزمة السورية".

وأضاف بروجردي أن "الأمم المتحدة لا تؤدي دورا فاعلا في هذه الأزمة، لأنها ومن منطلق مكانتها الدولية كان بإمكانها أن تفعل شيئا، وأن تقر قرارا تمنع بموجبه دخول الأسلحة إلى سوريا، وعلى هذا فإنها لا تريد أن يحدث ذلك، بل إنها تتابع مشروعا وضعته أمريكا لتحقيق مصالحها، حتى لو طال عدة سنوات".

تركيا

ودعا المسؤول الإيراني الأتراك "لتغيير موقفهم، واتخاذ نظرة جديدة لسياساتهم حيال سوريا، لأن النفخ في هذه النار سيزيدها اشتعالا، ومن الطبيعي أن تسري هذه النار أو على الأقل دخانها إلى الدول التي تقع في جوارها".

وتابع بروجردي: "وقعت انفجارات وأحداث إرهابية خطرة في تركيا على يد نفس هؤلاء الإرهابيين، وأمن تركيا محور مهم لتركيا نفسها وكذلك لنا في إيران، فتركيا جارتنا، ولنا علاقات طيبة معها، ولا نريد بأي حال أن تسود أزمة طويلة في هذا البلد، ولذلك نددنا بالانقلاب العسكري منذ البداية، وقلنا إن الناس هم من يجب أن يقرروا مصيرهم، وهذا نابع من أننا نريد الخير لجارتنا".