مع انتهاء النصف الأول من شهر
رمضان واقتراب أيام عيد الفطر المبارك؛ تتوجه الأسر
المصرية إلى الأسواق لشراء ثياب جديدة لأبنائها، ابتهاجا بالعيد.. بينما يبحث بعض أهالي المعتقلين في البلاد عن ثياب حمراء وبيضاء، بمواصفات
الإعدام أو السجن.
وعبر منشورات في موقع "فيسبوك" عبرت عن هذه "المأساة" كل من مروة محمود زوجة الصحفي المعتقل محمد الكيلاني، وهبة غريب خطيبة الصحفي المعتقل أحمد علي، حيث قالت الأخيرة: "يا جماعة! حد يعرف الملابس بتاعت الإعدام الحمرة بتتباع فين.. محمد كيلاني عايز ملابس، وأنا ومروة مش عارفين نشتري منين ليهم هو وأحمد علي.. اللي يعرف أماكن يقولنا".
وعلقت أمينة دبور، شقيقة أحد المحكوم عليهم بالإعدام في قضية المنصورة: "احنا بنفصّل يا هبة لأخي وباقي الشباب، ونادرا ما نلاقي تيشيرت أحمر خالص بدون علامات".
وقال عمرو هشام، شقيق أحد المعتقلين: "التوحيد والنور بيجيب حاجات زي كده، بس لازم تراعي حتة إنها ميكونش فيها لوجوهات، ولازم ميكونش فيها أي خطوط من الجنب نهائيا.. أنا جبت لأخويا من هناك ترنجات شتوي.. الصيفي مجبتش لأنه كان عنده من السنة اللي فاتت".
وعقبت سمية الصاوي: "أم عبد الرحمن اللي اتعدم في عرب شركس في الشتا، داخت عليها وملقتش، وفي الآخر جابت قماش وفصلت".
وقالت أبرار هاني: "لو عندك البدلة البيضا بتاعته، ممكن تفصلي عليها زي مقاسها، إحنا عملنا كده، المهم تبقى سادة خالص".
التواصل: عيد شبابك يا مصر أحمر
وتفاعل العديد من النشطاء مع حوارات ذوي المعتقلين حول ملابسهم في العيد، فعلق الإعلامي عبدالله الماحي قائلا: "فكّر وأنت بتشتري ملابس العيد لأولادك ولزوجتك؛ إن فيه أبرياء بيشتروا ملابس الإعدام لأولادهم ولأزواجهم!".
وقال محمود عبدالمنعم: "يا عالم ياللي نازلين تجيبوا لبس العيد، في ناس بتدور لأهاليها على لبس الإعدام.. يا خلق فوقوا الله يكرمكم، حطوا نفسكم ولو ثانية مكان أخت بتفصل لأخوها بدلة الإعدام.. طب حطوا نفسكوا مكان أم ابنها بيموت كل يوم قصاد عينها، وعارفة إنها يوم هتنام وتصحي ماتلاقيهوش".
وأضاف: "اللي جوا كل أملهم في ربنا وفينا بعد ربنا.. معقولة نشارك في تعذيبهم وقتلهم بسكوتنا؟!".
وقالت خديجة الشريف: "للأسف؛ في بلادنا الظالمة مدوّروش على بدلة وفستان، دوروا على بدلة إعدام، مش بيقتلوا المعتقل لوحده، بيقتلوا أهله وأصحابه وحبايبه، وبيقتلونا معاه".
وعقّب الصحفي مصطفى النوبي: "لبس عيد شبابك يا مصر أحمر.. يا رب عجل بخلاصك".
وتجدر الإشارة إلى أن الصحفي محمد الكيلاني من بين آخر المحكوم عليهم بالإعدام في القضية المعروفة إعلاميا بـ"التخابر مع قطر"، وهم: أحمد عبده عفيفي، ومحمد الكيلاني، وأحمد إسماعيل ثابت، وأسماء محمد الخطيب، وعلاء عمر، وإبراهيم هلال.
ومنذ الانقلاب العسكري بمصر في 3 تموز/ يوليو 2013؛ نفذت وزارة الداخلية المصرية حكمين بالإعدام، أولهما إعدام محمود رمضان عبدالنبي في 7 آذار/ مارس 2015، والآخر في 17 أيار/ مايو 2015، حيث أعدمت ستة مواطنين في القضية المعروفة إعلاميا بـ"خلية عرب شركس".
وطبقا لما رصده الائتلاف العالمي للحقوق والحريات في إحصائية أصدرها في آذار/ مارس الماضي؛ فمنذ الانقلاب أحيلت أوراق 1784 شخصا إلى المفتي، وتم تصديق الحكم بإعدام 736 شخصا، 14 منهم صدرت ضدهم الأحكام في قضايا عسكرية، ونفذ الإعدام في حق سبعة أشخاص حتى الآن.