تزايدت في الأيام الأخيرة حوادث قتل
المصريين في الخارج، واقترنت معظمها بتعرض الضحايا للخطف والتعذيب، وهو ما قوبل من جانب النظام الحاكم باهتمام غير معتاد.
وكان آخر هذه الحوادث الإعلان، أمس الخميس، عن مقتل رجل مصري في ولاية إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية بعد تعرضه للخنق من قبل مجهولين، وقبله بيومين قتل 30 مصريا في ليبيا على أيدي عصابات تهريب البشر، تزامنا مع مصرع شاب مصري في العاصمة البريطانية لندن بعد تعرضه للحرق في أحد الجراجات.
وقالت صحيفة "تليغراف" البريطانية إن اهتمام النظام المصري بحالات مقتل المواطنين المصريين في الخارج هو "اهتمام كاذب" للتغطية على الانتقادات الغربية بشأن قضية الطالب الإيطالي
جوليو ريجيني.
استدعاء القنصل الأمريكي
وقال أحمد أبوزيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن المواطن محمد محمود رشدي الذي يبلغ من العمر 60 عاما، اختفى يوم 20 نيسان/ أبريل الجاري قبل أن يعثر على جثمانه في اليوم التالي بأحد صناديق النفايات، مشيرا إلى وجود شبهة جنائية وراء الحادث.
وأضاف المتحدث، أن وزارة الخارجية استدعت المسؤول عن القسم القنصلي بالسفارة الأمريكية بالقاهرة للتأكيد على أهمية الشفافية وسرعة الكشف عن الجناة في الحادث، مؤكدا أن الحكومة المصرية ستعلن أولا بأول ما يرد إليها من معلومات حول الحادث.
وأوضح أبو زيد، أن قنصل مصر في شيكاغو توجه إلى ولاية إنديانا أمس الخميس لمتابعة التحقيقات حول حادث مقتل المواطن المصري محمد عادل رشدي، مشيرا إلى أن السلطات الأمريكية أفادت بأن رشدي عثر عليه مقتولا يوم الجمعة الماضي وجثته ملقاة بجوار حاوية نفايات، وأن سبب الوفاة هو الخنق.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أنه لم يستدل على أقارب للقتيل، كما لم تعرف القنصلية بالحادث إلا بعد مرور خمسة أيام على وقوعه، مناشدا كل من لديه صلة بالمتوفي أن يتواصل مع الوزارة لتقديم أية معلومات قد تكون مفيدة في عملية التحقيق.
من جانبه، أصدر المستشار نبيل صادق، النائب العام، قرارا بفتح تحقيق في مقتل المواطن المصري محمد محمود رشدي في أمريكا والذي عثر على جثته وبها آثار تعذيب، والمواطن شريف عادل حبيب، الذي عُثر على جثته محترقة في لندن الثلاثاء الماضي.
وقال بيان صادر عن النائب العام إن صادق طلب من السلطات القضائية المختصة في أمريكا وإنجلترا إرسال نسخ من التحقيقات التي أُجريت في الواقعتين وتقارير الطب الشرعي.
اهتمام كذاب
وقالت تقارير صحفية مصرية إن المعلومات الأولية عن الحادث كشفت عن أن أشخاصا مجهولين اقتحموا منزل رشدي، ثم اصطحبوه إلى مكتبه القريب من المنزل وحطموا محتوياته، ثم عثر على جثته ملقاة في صندوق نفايات وبها آثار تعذيب.
وأشارت صحيفة "اليوم السابع" المصرية إلى أن تقرير الطب الشرعي كشف عن أن سبب الوفاة هو ضرب مبرح أفضى إلى الموت، بعكس ما أعلنت عنه الشرطة الأمريكية بأنه لا يوجد آثار تعذيب على جثمان الضحية.
وقالت صحيفة "تليغراف" البريطانية إن اهتمام قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بمقتل المواطن المصري في لندن ومطالبته
بريطانيا بتكثيف التحقيق في الحادث هو اهتمام كاذب، مشيرة إلى أن هذا الاهتمام جاء في أعقاب الانتقادات التي واجهتها القاهرة بسبب إخفاقها في قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني.
ونظم مصريون مقيمون في بريطانيا، من أقارب وأصدقاء حبيب، وقفة تضامنية أمام منزله حملوا خلالها الزهور والشموع تعبيرا عن تضامنهم مع أسرته.
مؤامرة ضد مصر
وقال النائب محمد أنور السادات، رئيس لجنة حقوق الإنسان بالمجلس، إن اللجنة تتواصل مع لجنة حقوق الإنسان في مجلس العموم البريطاني لكشف تفاصيل مقتل شريف عادل حبيب ميخائيل في لندن، مشيرا إلى أن قضية قتيلي بريطانيا والولايات المتحدة ستكون في مقدمة الموضوعات التي سيناقشها أول اجتماع للجنة يوم الأربعاء المقبل.
وكعادته، رأى النائب مصطفى بكري أن هذه الحوادث المتتالية تأتي في إطار مؤامرة خارجية ضد مصر ونظام عبد الفتاح السيسي، مؤكدا وجود استهداف مقصود للمصريين بالخارج وعمليات قتل تقيد دائما ضد مجهول.
وطالب بكري الحكومة المصرية بالرد على هذه الجرائم بكل حسم وقوة وإلزام السلطات في بريطانيا والولايات المتحدة وليبيا بالكشف عن هوية القتلة وتقديمهم للمحاكمة العاجلة، مشيرا إلى أن إيطاليا أقامت الدنيا ولم تقعدها بسبب مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني.
وفي السياق ذاته، دعا السفير محمد العرابي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب،
الولايات المتحدة الأمريكية إلى سرعة ضبط الجناة المسؤولين عن مقتل المواطن المصري الذي قتل بولاية إنديانا.
وأبدى العرابي، في تصريحات صحفية، استغرابه من تزايد حوادث القتل التي تقع بحق المصريين المقيمين بالخارج في الفترة الأخيرة، مستبعدا أن تكون هذه الوقائع ممنهجة.