أثار فيديو يظهر فيه أبناء الشهيد
الفلسطيني إبراهيم العكاري مع الصحفي
الإسرائيلي أوهاد حيمو؛ ترحيبا وتأييدا من فلسطينيين وعرب، وتداول نشطاء عبر موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" الفيديو، مثنين على ما تحدث به أبناء العكاري، لا سيما قول أصغرهم: "يا إحنا يا إنتو بالبلاد".
واستشهد إبراهيم العكاري في 5 تشرين الثاني /نوفمبر 2014 في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، عقب قيامه بتنفيذ عملية دهس، قتل خلالها مستوطن إسرائيلي وأصيب أكثر من 10 آخرين بينهم جنود.
وظهر أبناء العكاري في المقابلة وهم متمسكون بما فعل والدهم. وقال أحدهم: "عمل والدي بطولي"، وأضاف :" فخورون بوالدي، والجميع يفتخر به".
ورغم محاولة مراسل القناة الإسرائيلية الثانية بث الألم في قلوب الصغار، عبر سؤال عن معاملة الناس بالمخيم بعد العملية التي قام بها والدهم وتفجير
الاحتلال لمنزلهم وتشريدهم، قال الابن الأكبر: "الجميع يعاملنا معاملة رائعة، ووالدي لم يفعل إلا الصواب، أؤكد لك أن أحدا لن يغير معاملته لنا، ووالدي دافع عن حقه وحقنا جميعا في أرضنا".
وفي رده على سؤال الصحفي الإسرائيلي، حول ما إذا كان هناك من الفلسطينيين من وجهوا النقد لعملية والدهم أو قال إنها "لم تكن جيده"، قال الطفل: "لا يوجد من تحدث بذلك ولن يوجد"، مضيفا بنبرة التحدي للإسرائيلي: "أؤكد لك لن يتحدث أحد بذلك، لأن اليهود لالزالوا يحتلون أرضنا"، وفق تعبيره.
وتابع بحزم موجها حديثه للحكومة الإسرائيلية التي تنتهج سياسة هدم منازل منفذي العمليات في الانتفاضة: "سياسة الهدم سياسة تافهة ولن تؤثر فينا، سنبقى على عهد والدي حتى نحرر أرضنا"، فيما جاء رد الابن الأصغر صاعقا للمراسل الإسرائيلي، حينما قال: "يا إحنا يا إنتو بالبلاد، الشعب الفلسطيني لن يهدأ إلا بعد أن يحرر أرضه من الصهاينة"، وقتل إنه لا يمكن التعايش مع "من يقتل آباءنا وأهلنا".
وبمجرد نشر الفيديو تلقفه نشطاء التواصل الاجتماعي، ونشروه على نطاق واسع، مع عبارات الثناء والتأييد.
وقال المغربي "عبد الكريم" معقبا على الفيديو: "هؤلاء الأطفال أرجل من ملايين من أشباه الرجال، لقد تربوا على العزة والكرامة" وتابع: "رحم الله والدكم وحمى البطن الذي حملكم يا شرف الأمة وفخرها".
ورأى أنهم حققوا قول الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، في وصفه لشعبه "نحن شعب الجبارين"، ومن قبله قول الشهيد عمر المختار: "نحن لا نستسلم نستشهد أو نموت".
ووصف حسني شقير الأطفال بأنهم "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".
وقالت مرام :"لن يضيع حق وراءه مطالب"، وتابعت: "مادامت هذه أفكار ومبادئ أطفال فلسطين فبالتأكيد سوف تحرر فلسطين".
وأكد بسام الآغا أن "هؤلاء الأطفال صنيعة رجل مقاوم"، ورأى أنهم "يبعثون الأمل بالنصر والتحرير".
أما محمد اغبارية، فعبر عن فخره بهؤلاء الأطفال وبأبيهم، وقال: "هذا هو شعب الجبارين، الأولاد يتحدثوا برأس مرفوعة ويصرون بقوة "يا إحنا يا إنتو بالبلاد".
وكانت قوة كبيرة من جيش الاحتلال قد اقتحمت مخيم شعفاط شمال مدينة
القدس، في 2 كانون الأول/ ديسمبر 2014، ودمرت منزل العكاري، وهو ما دفع بأهل المخيم للتعاون من أجل إيواء عائلته، حيث ترك خلفة زوجته وأربعة أطفال.