سياسة عربية

عشرون سببا للمقاطعة من الخوف على السيسي إلى أفلام البورنو

فراغ صناديق الاقتراع في أول يوم من انتخابات برلمان الانقلاب ـ أ ف ب
أصاب ضعف الإقبال على المشاركة فى انتخابات مجلس النواب بالمرحلة الأولى المتابعين للشأن المصري، خاصة مؤيدي الانقلاب بصدمة شديدة، فراحوا يسوقون التفسيرات لظاهرة العزوف الجماعي عن التصويت.

وتنوعت تلك التفسيرات بين أسباب منطقية وأخرى غير معقولة، باتت أقرب إلى الهزل.
وفي هذا التقرير، ترصد "عربي21" أهم المبررات التي تم تداولها في اليومين الماضيين لمقاطعة المصريين للإنتخابات.

مؤامرة إخوانية

كعادتهم دائما، أرجعت وسائل الإعلام المصرية الأمر إلى وجود مؤامرة إخوانية، فبينما قال إعلاميون إن الإخوان هم من يقومون بحث الناس على مقاطعة الانتخابات لإحراج السيسي بمشاهد اللجان الخاوية، ذهبت مذيعة بالتلفزيون الحكومي إلى نقطة أبعد، حيث قالت موجهة حديثها للمشاهدين: "الإخوان بيضحكوا عليكوا ويخلوكو ما تنزلوش الانتخابات وهم اللي ينزلوا عشان يختاروا النواب اللي هم عايزينهم".

أفلام البورنو

هذا التفسير ساقه الصحفي المؤيد للانقلاب "دندراوي الهواري" الذي قال في مقال له في صحيفة "اليوم السابع" إن اهتمام الإعلام بتصريحات الفنانة المصرية "انتصار" حول مشاهدتها لأفلام البورنو، أدى إلى تراجع اهتمام المصريين بالانتخابات البرلمانية.

وأكد الهواري، أن الشعب انشغل بتصريحات "انتصار" وأعطى ظهره لأهم انتخابات برلمانية تشهدها البلاد، بسبب الخلل الشديد الذي أصاب اهتماماته، والارتباك فى فقه أولوياته، ودلل على صحة منطقه بالدراسات الدولية التى أكدت أن مصر تحتل المركز الثاني عالميا في عمليات البحث عن المواد الجنسية على الإنترنت.

معاقبة النظام

أما الإعلامي "تامر أمين" فرأى أن مقاطعة الانتخابات؛ هو عقاب شعبي للحكومة والنظام والأحزاب وواضعي الدستور".

النتيجة معروفة سلفا

وهذا هو ما أكده معارضون بارزون من عدة تيارات - أغلبهم مقيمون بالخارج - حيث قالوا في بيان لهم إن الشعب البطل أعطى للظالمين درسا قاسيا بمقاطعته انتخابات جرى تزييفها قبل أن تبدأ.

كذلك قال الكاتب "علاء الأسواني" إن "الشعب لم يعد يقبل دور الكومبارس في مسرحية قديمة نهايتها معروفة سلفا".

السخط على السيسي

الناشط السياسي "ممدوح حمزة" قال إن المقاطعة هي إنذار من الشعب للسيسي، داعيا قائد الانقلاب لإعادة التفكير في طريقة حكمه للبلاد، وإلا حدثت ثورة مزلزلة في مصر.

وحمل الناشط السياسي "شادي الغزالي حرب" السيسي مسؤولية فقدان الأمل في البرلمان ومقاطعة الانتخابات، وقال عبر "تويتر": السيسي هو المسؤول عن إحباط الشباب، وفقدان الأمل في الانتخابات وإحباط الحياة الحزبية وإجهاض الثورة، وتصدر أعضاء الحزب الوطني المشهد بينما الشباب يقبع في السجون".

الاستجابة لدعوات المقاطعة

بعض السياسيين، وخاصة معارضي الانقلاب، أرجعوا العزوف عن المشاركة إلى استجابة قطاعات واسعة من الشعب إلى دعوات المقاطعة التي أطلقتها قوى معارضة للنظام الحاكم.

ضعف المرشحين

من جانبه، قال "حمدي سطوحي" رئيس حزب العدل، إن المشاركة الهزيلة في الانتخابات، سببها عدم ثقة الناخبين في المرشحين، فضلا عن عدم استقرار الأوضاع السياسية في البلاد حتى الآن.

وقال المستشار عبد الله فتحي رئيس نادي القضاة، إن ضعف الإقبال مسؤول عنه بشكل أساسي المرشحون، فالشعب لم يجد في معظمهم ضالته على المستوى الخدمي أو السياسي، فلا هم رجال خدمة ولا رجال سياسة.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن عدد من الناخبين قولهم إنهم غير مقتنعين بوجود مرشحين يستحقون تمثيلهم في البرلمان.

تردي الأوضاع الاقتصادية

وقال "يسري العزباوي" الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن هناك حالة إحباط كبيرة لدى المواطن المصري بسبب ارتفاع الأسعار، وعدم وجود أي مردود اقتصادي عليه جراء المشروعات الاقتصادية التي أعلنت عنها الدولة؛ حيث جاءت نتائجها أقل بكثير مما توقعه الشعب المصري".

أما المستشار "حسين العجاتي" رئيس إحدى اللجان بمحافظة الجيزة فأرجع عزوف الناخبين عن المشاركة في  الانتخابات إلى تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد وخاصة غلاء الأسعار وانخفاض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي وارتفاع نسب البطالة.

الانقلاب على مرسي

وبرر عدد كبير من المصريين المناهضين للانقلاب مقاطعتهم للاننخابات بأنهم منذ أحداث 30 يونيو 2013 قرروا عدم المشاركة في أي انتخابات مرة أخرى، مؤكدين أن أصوات المصريين لم يعد لها قيمة.

وأضافوا: انتخبنا من قبل ووقفنا بالساعات في طوابير طويلة، ثم أتت دبابات الجيش لتسحق إرادتنا، فأصبحت الانتخابات وعدمها سواء بسواء.

وقال "محمد محسوب" وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية في عهد مرسي إن الشعب أعطى درسا للجميع بأن إرادته يحتفظ بها فقط لسلطة يختارها لا لعصابة تغتصب الوطن".

عزوف الشباب

أصبح عزوف الشباب عن المشاركة ظاهرة واضحة للغاية في مصر، حتى أن لجان الإقتراع باتت أشبه بدور المسنين، بينما امتلأ ملعب النادي الأعلى بآلاف الشباب لحضور تدريبات فريقهم المفضل.

ويقول مراقبون إن الشباب قرروا المقاطعة بعد أن رأوا أن ثورة 25 يناير 2011 يتم تجريمها واعتبارها مؤامرة، ما أصبهم بإحباط ويأس من تغير الأوضاع في ظل عودة رموز نظام مبارك لتصدر المشهد السياسي من جديد.

المعالجة الإعلامية

البرلماني السابق والناشط السياسي "زياد العليمي" رأى أن الإعلام هو المسؤول عن ضعف الإقبال على الانتخابات البرلمانية، وقال عبر "تويتر": "الإعلام بقالة سنتين بيقول الناس كرهت الثورة والمحسوبين عليها، أهو المحسوبين عليها في بيوتهم علشان ميفسدوش العرس، نزل الناس بقى".

كذلك رأى الإعلامي "محمد عبد الرحمن" أن بعض الإعلاميين لهم دور كبير في عزوف الناخبين عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية، مفسرا ذلك بأن قطاع من الشعب أحجم عن المشاركة لرغبته في مخالفة إعلاميين بالغوا - إلى حد الهيستيريا - في الحث على المشاركة".

الملل

أرجع "يسري العزباوي" الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية، تراجع نسبة المشاركة في العملية الانتخابية إلى ملل المواطنين من تكرار عمليات التصويت على مدار السنوات الأربع الأخيرة فلم يعد هناك صبر ولا رغبة في النزول مرة أخرى خصوصا مع استمرار الأوضاع ذاتها دون تغير".

سوء إدارة لجنة الانتخابات

مؤيدو النظام اعترفوا بقلة الإقبال وضعف التصويت، وأرجعوا ذلك إلى عدة أسباب منها سوء إدارة اللجنة العليا للانتخابات لهذه العملية، واتهام قوائم بعينها بأنها السبب في عزوف المواطنين عن التصويت.

رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشاري لحزب "التجمع"، قال إن الإقبال الضعيف سببه إدارة اللجنة العليا للانتخابات لتلك العملية وجاملة قائمة "في حب مصر" بطريقة غير عادلة، وهي القائمة التي أوحت للشعب أنها تابعة للرئيس وأنها ستنجح لا محالة، وهو ما أعطى للشعب إنطباع بأن الانتخابات غير نزيهة.

تقييد الحريات

من جهته، قال المحامي والناشط الحقوقي "نجاد البرعي" إن ضعف التصويت سببه إصدار قوانين مقيدة للحريات مثل قانون التظاهر وسجن الشباب والتضييق على الإعلام، وهو ما كان له أثر سلبي على المواطن وأدى إلى عدم ثقته في تعيير الأوضاع عبر الانتخابات".

وتهكم البرعي على دعوة السيسي المواطنين للتصويت، حيث اقترح على قائد الانقلاب تخصيص لجان لتصويت الشباب داخل السجون لأن معظم الشباب يقبع الآن خلف السجون بسبب قوانينه.

من جانبها، رأت حركة "شباب 6 إبريل" أن مقاطعة المواطنين للانتخابات البرلمانية هو تجسيد لمقاومة الشعب للفساد والاستبداد والقمع والكذب وانعدام النزاهة ".

حرارة الجو

وأرجع عدد من الإعلاميين أسباب عدم المشاركة إلى ارتفاع درجة حرارة الجو، متناسين أننا في فصل الخريف المعروف باعتدال طقسه وليس الصيف.

ورد نشطاء على هذه الإدعاءات بصور من انتخابات سابقة تظهر طوابير ممتدة لمئات الأمتار خارج اللجان الإقتراع رغم هطول الأمطار على الناخبين.

الخوف على السيسي

وقال إعلاميون مؤيدون للانقلاب من بينهم لميس الحديدي إن الشعب رفض المشاركة في الانتخابات خوفا من مجلس النواب المقبل الذي سيقلل من صلاحيات السيسي.

وأكدت أن الشعب عرف جيدا أن البرلمان سيكون معوقا للرئيس لذلك أراد أن يعطي الرئيس الفرصة ليتحرك بحرية بعيدا عن أية عراقيل.

لكن أصحاب هذا التفسير لم يوضحوا للشعب فائدة المقاطعة؟ وهل إذا قلت أعداد المشاركين في الانتخابات سيتم إلغاء مجلس النواب مثلا؟

مقاطعة القوى السياسية

وأكد "حسن نافعة" أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن ضعف الإقبال سببه مقاطعة معظم القوى السياسية الفاعلة للانتخابات البرلمانية، فقد أعلنت شخصيات سياسية وأحزاب رفضها التام المشاركة في تلك العملية، الأمر الذي أدى إلى قلة المنافسة.

عودة الفلول

وقال حسن نافعة إن هيمنة رجال الأعمال وفلول الحزب الوطني على الانتخابات هي سبب آخر للمقاطعة بعد أن وصل للشعب انطباع بأن المواطن بين خيارين سيئين، هما الفلول أو حزب النور، لذلك قرر عدم المشاركة من الأساس.

وأكد "عمار علي حسن" الباحث السياسي، أن  الناخبين أصيبوا بالإحباط بعد ظهور الوجوه القديمة من جديد وغياب المنافسة الحقيقية.

تعقيدات قانون الانتخابات

وأرجع مراقبون ضعف الإقبال إلى القوانين المنظمة للهملية الانتخابية مثل قانون الانتخابات وقانون تقسيم الدوائر، قائلين إن قطاع كبير من الناخبين يجد صعوبة في معرفة المرشحين أو فهم كيفية التصويت بسبب التعديلات المعقدة التي أضافتها الحكومة على القانون.

وقالوا إن قانون تقسيم الدوائر تسبب في إحجام المواطنين عن التصويت بسبب تغليب المقاعد الفردية على القوائم، حيث قسم مجلس النواب إلى 448 مقعدا للفردي و120 للقائمة، كما قسم القانون مصر إلى أربع دوائر فقط للوائم ما أدى إلى امتداد القائمة التي تضم 45 مرشحا من محافظة الجيزة حتى حلايب وشلاتين وبالتالي لم يكن هناك تواصل بين المرشح والناخب.

فشل المرشحين في الحشد

واتهمت وسائل إعلام موالية للنظام، المرشحين والأحزاب المتنافسة في الانتخابات بالتسبب في ضعف الإقبال، مرجعة ذلك إلى عدم قدرة الأحزاب والمرشحين على جذب الناخبين وتحفيزهم للمشاركة في التصويت.

وأكد متصل يدعى ربيع، أن الناس شعرت بالقلق على الرئيس عبد الفتاح السيسي من برلمان يقلص صلاحياته فرفضوا النزول للانتخابات.