في تصريحات شابها الكثير من المبالغة، بحسب مراقبين، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية السبت أن طائراتها الحربية قوضت القدرات المادية والتقنية للإرهابيين في
سوريا، بحسب "
روسيا اليوم".
وهذا الإنجاز لم تدّعيه قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ولم تستطع إنجازه خلال عام، بل إن المسؤولين الأمريكيين صرحوا بأن القضاء على
تنظيم الدولة يحتاج إلى عشرات السنين، وقد تصل المدة إلى أربعين عاما، وبذلك تتسبب روسيا بإحراج للتحالف الدولي بإعلانها لهذا النصر المبكر.
ومنذ عام يشن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية غارات ضد تنظيم الدولة "داعش" في سوريا والعراق، لكن النتائج التي تحققت "محرجة".
وبحسب تقارير غربية، فقد نفذ التحالف الدولي حوالي 2597 غارة جوية في سوريا، فيما نفذ حوالي 4506 في العراق.
وقال آمر إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة الروسية، الفريق أول أندريه كارتابولوف للصحفيين إن المقاتلات الروسية قامت بأكثر من 60 طلعة، استهدفت خلالها أكثر من 50 موقعا من البنية التحتية لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا.
وأوضح المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع قائلا: "الضربات كانت تشن على مدار الساعة من قاعدة "حميميم" في عمق الأراضي السورية.. واستطعنا خلال ثلاثة أيام تقويض القاعدة المادية والتقنية للإرهابيين، وتقليص قدرتهم الحربية بشكل ملموس".
ولفت إلى أن "الاستخبارات تسجل مغادرة المسلحين للمناطق التي كانوا يسيطرون عليها"، مؤكدا أن الذعر بدأ يدب في صفوفهم، كما هرب كثير منهم، حيث أخلى حوالي 600 مرتزق مواقعهم، قاصدين أوروبا"، بحسب "روسيا اليوم".
وقال كارتابولوف إن الجانب الأمريكي أبلغ وزارة الدفاع الروسية أن المناطق التي تستهدفها الطائرات الحربية الروسية "لا يوجد فيها سوى الإرهابيين"، مشيرا إلى أنه تم الإعلان عن الضربات الجوية الروسية على مواقع "داعش" مسبقا.
واستطرد قائلا: "أول من أطلع على ذلك صباح يوم 30 سبتمبر/ أيلول من قبل ممثلنا في بغداد الجنرال كورالينكو، كان الملحق العسكري الأمريكي في العراق لشؤون الأمن العقيد خادي بيترو".
كما ذكر أن إبلاغ الغرب بهذه المعلومات حصل من طرف وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين، قائلا: أطلعنا زملاءنا الغربيين على هذه المعلومات، ليس عبر وزارة الدفاع فقط، بل ومن خلال وزارة الخارجية. حيث أوصينا خلال هذه الاتصالات (واشنطن) بسحب المدربين والمستشارين كلهم من المنطقة، بالإضافة إلى أولئك الخبراء القيمين، الذين كان تدريبهم من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين (قاصدا المسلحين السوريين "المعتدلين" الذين دربتهم واشنطن)، كما أوصينا بوقف طلعات الطائرات في مناطق عمل طيراننا الحربي".
وقال كارتابولوف: "لن نكتفي بمواصلة ضربات طائراتنا، وإنما سنكثف من وتيرتها".
ولفت النظر إلى أن "الضربات الجوية الروسية تستهدف بالدرجة الأولى نقاط السيطرة ومستودعات الأسلحة والمتفجرات ونقاط الاتصال، إضافة إلى ورشات تصنيع الأسلحة، التي يستخدمها الإرهابيون الانتحاريون، ومعسكرات تدريبهم".
وأكد اهتمام وزارة الدفاع الروسية بتنسيق مختلف الدول جهودها في وجه الخطر الإرهابي، منوها بالمركز المعلوماتي الدولي الذي استحدث في بغداد مؤخرا؛ للتنسيق بين روسيا وإيران والعراق وسوريا في إطار مكافحة الإرهاب.
وتابع: "لقد دعونا الجميع إلى الانخراط في عمل هذا المركز ممن هم معنيون بمحاربة تنظيم (الدولة الإسلامية) الإرهابي. ومن مهام المركز تنسيق الخطوات ومنع وقوع أي حوادث".
وأشار كذلك إلى أن الجانب الروسي قد دعا الجميع إلى "تقديم أي معلومة مفيدة متوفرة لديه حول مواقع التنظيم في سوريا والعراق".
وختم قائلا: "لا بد من الاعتراف صراحة بأننا لم نتلق أي معلومات من هذا القبيل من جهات أخرى سوى من إيران والعراق وسوريا زملائنا في هذا المركز. لكننا ورغم ذلك نبقى منفتحين على الحوار مع الدول المعنية جميعها، وسوف نرحب بأي إسهام بناء في هذا المسار"، بحسب "روسيا اليوم".