سياسة عربية

ما هي فرص رافضي اتفاق النووي لإحباطه في الكونغرس؟

يسعى الجمهوريون لحشد الثلثين في مجلس النواب والشيوخ لتجاوز "فيتو" أوباما - أرشيفية
ترجح المؤشرات حول التصويت على الاتفاق النووي مع إيران في الكونغرس أن تكون هناك "معركة حامية" بين أعضاء الكونغرس، الذي يسيطر الجمهوريون على غالبية مقاعده، والذين أعلنوا معارضتهم للاتفاق النووي مع إيران، وإدارة الرئيس باراك أوباما، الذي لوح هو الآخر باستخدام حق "الفيتو"، في حالة رفض الكونغرس للاتفاق.

ويستعد المشرعون الأمريكيون للتصويت بـ "نعم" أو "لا" على الاتفاق النووي الإيراني حال انعقاد الكونغرس مجددا في أيلول/ سبتمبر المقبل، بعد انتهاء العطلة الصيفية.

وأمام الكونغرس الأمريكي مدة 60 يومًا، بدأت من 20 تموز/ يوليو الماضي لمراجعة الاتفاقية النووية والتصويت عليها بالرفض أو القبول.

ودفع التلويح باستخدام الفيتو من جانب الرئيس "الديمقراطي"، والذي يؤيد غالبية أعضاء حزبه الاتفاق مع إيران، الجمهوريين إلى السعي لحشد أكبر عدد ممكن من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، لضمان رفض الاتفاق بغالبية "الثلثين"، وهو ما يعني تجاوز أي "فيتو" محتمل من أوباما.

وللحصول على هذه الغالبية، ومع افتراض أن جميع الأعضاء الجمهوريين سيصوتون بـ"لا" على الاتفاق النووي الإيراني، فإنه يتوجب عليهم أيضاً الحصول على أصوات 44 من الأعضاء الديمقراطيين بمجلس النواب، و13 عضواً ديمقراطياً داخل مجلس الشيوخ، بحسب تقرير أعدته شبكة "سي إن إن". 

كما أن ذلك يعني أنه من المفترض كذلك، أن الديمقراطيين الذين سيختارون التصويت برفض الاتفاق، يدركون أنهم يصوتون أيضاً على إجهاض "الفيتو الرئاسي" المحتمل، وهذا ما يزيد من صعوبة مهمة الجمهوريين في حشد مزيد من المعارضين للاتفاق داخل المعسكر الديمقراطي.

وحتى اللحظة، أعلن 11 نائبا ديمقراطيا عن اعتزامهم رفض الاتفاق النووي الإيراني، عند طرحه للتصويت داخل مجلس النواب، مما يعني أن مساعي الجمهوريين للتصدي لـ"فيتو" محتمل من أوباما، مازالت بحاجة لحشد 33 آخرين من المعسكر الديمقراطي، وضمان تصويتهم  بـ"لا."

النواب الـ11 هم: ستيف إسرائيل (نيويورك)، نيتا لوي (نيويورك)، تيد دويتش (فلوريدا)، ألسي هاستينغ (فلوريدا)، غريس مينغ (نيويورك)، كاثلين رايس (نيويورك)، دافيد سكوت (جورجيا)، ألبيو سيريس (نيوجيرسي)، خوان فارغاس (كاليفورنيا)، إليوت إنغيل (نيويورك)، براد شيرمان (كاليفورنيا).

أما بالنسبة لمجلس الشيوخ، فقد أعلن السيناتور الديمقراطي تشاك شومر (نيويورك) عن معارضته الشديدة للاتفاق النووي مع إيران، وهو ما يعني أن خطط الجمهوريين لتفادي "الفيتو الرئاسي" مازالت بحاجة لتصويت 12 عضوا آخرين من الديمقراطيين برفض الاتفاق.

في المقابل، أعلن 16 عضواً ديمقراطياً بمجلس الشيوخ، إضافة إلى أحد الأعضاء المستقلين المتحالفين مع الحزب الديمقراطي تأييدهم للاتفاق النووي مع إيران، وأنهم سيصوتون بـ"نعم" عند طرحه للتصويت.

هؤلاء الأعضاء الـ17 هم: تامي بالدوين (ويسكونسن)، باربرا بوكسر (كاليفورنيا)، ديك ديربن (إلينوي)، ديان فينشتاين (كاليفورنيا)، آل فرانكن (مينيسوتا)، كريستن غيليبراند (نيويورك)، مارتن هنريتش (نيومكسيكو)، تيم كاين (فرجينيا)، آمي كلوبوتشر (مينيسوتا)، باتريك ليهي (فيرمونت)، كريس ميرفي (كونكتيكت)، بيل نيلسون (فلوريدا)، جين شاهين (نيوهامبشاير)، بريان سكاتز (هاواي)، توم يودال (نيومكسيكو)، إليزابيث وارين (ماساتشوستس)، أنغوس كينغ (مين - مستقل).

مئات الحاخامات اليهود يدعمون الاتفاق

وطالب مئات الحاخامات اليهود، في الولايات المتحدة ، أعضاء الكونغرس الأمريكي دعم الاتفاق النووي الإيراني، خلافًا لموقف الحكومة الإسرائيلية.

وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن أكثر من 300 حاخام يهودي في الولايات المتحدة، بعثوا رسالة الى أعضاء الكونغرس الأمريكي أمس الإثنين، من أجل حثهم على دعم الاتفاق النووي لطهران".

وأعرب الحاخامات في رسالتهم عن قلقهم من الانطباع الذي تولد في الولايات المتحدة بأن الجالية اليهودية موحدة في رفضها للاتفاق النووي، مؤكدين على تأييدهم الكامل للاتفاق واصفين إياه بـ"التاريخي".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجه قبل عدة أسابيع رسالة إلى اليهود الأمريكيين بضرورة معارضة الاتفاق النووي مع الإيراني.

وتوصلت إيران ومجموعة (5+1) التي تضم الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، في 14 تموز/ يوليو الماضي، إلى اتفاق حول برنامج طهران النووي، بعد أكثر من عشر سنوات من المفاوضات المتقطعة، ويمنح الاتفاق الحق لمفتشي الأمم المتحدة، بمراقبة وتفتيش بعض المنشآت العسكرية الإيرانية، وفرض حظر على توريد الأسلحة لإيران لمدة خمس سنوات، مقابل رفع عقوبات مفروضة على طهران.