سياسة عربية

كارتر يعلن أن الملك سلمان سيزور واشنطن في سبتمبر

يسعى القادة السعوديون للحصول على تطمينات بشأن الاتفاق النووي الإيراني - أرشيفية
قال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر إن ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز سيزور واشنطن في سبتمبر/ أيلول المقبل، حيث يلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وقال كارتر بعد زيارته السعودية، الأربعاء، إنه "من المتوقع أن يزور الملك سلمان الولايات المتحدة الأمريكية في الخريف"، مضيفا: "الرئيس أوباما يتطلع للقاء ملك السعودية في سبتمبر المقبل".

وقال بيتر كوك المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن كارتر والقادة السعوديين "أكدوا الشراكة الأمنية القائمة منذ وقت طويل بين الولايات المتحدة والسعودية" وفقا لسي أن أن.

وأضاف أنهم بحثوا القضايا المشتركة بما في ذلك "أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة ومقاومة أنشطة التطرف العنيفة من جماعات مثل تنظيم داعش".

وسعى القادة السعوديون الأربعاء في أثناء زيارة وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، إلى جدة، للحصول على تطمينات بشأن الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران مقابل رفع العقوبات عنها. 

وكان كارتر أجرى مباحثات مع الملك سلمان ونجله ولي ولي العهد محمد بن سلمان الذي يتولى كذلك وزارة الدفاع. 

وتبدي الدول الخليجية السنية مخاوف تجاه الاتفاق مع إيران، خصمها اللدود، معتبرة أن هذه الصفقة
ستزيد قوة ايران الشيعية المتهمة بالتدخل في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وأنها قد لا تمنعها من تطوير السلاح النووي. 

وقال كارتر للصحفيين على متن طائرته: "لقد أبدى كل من الملك ووزير الدفاع تأييدهما للاتفاق مع إيران". 

وأضاف بعد زيارته التي استغرقت قرابة أربع ساعات أنه خلال لقائه مع الملك سلمان "كانت التحفظات الوحيدة التي ناقشناها هي تلك التي نتقاسمها عموما، وخصوصا أننا سنحرص على التحقق من تطبيق الاتفاق".

واعتبر رئيس مجلس ادارة مركز الدراسات الاستراتيجية والقانونية في جدة أنور عشقي أن كارتر حاول "طمأنة دول الخليج، لا سيما السعودية". 

وبين أن السعودية تطرقت إلى تعزيز دفاعاتها و"كيفية مواجهة إيران" في حال تفاقم الأعمال المخلة بالاستقرار نتيجة الاتفاق النووي. 

في 14 تموز/ يوليو، وافقت طهران على تفكيك غالبية منشآتها النووية، مقابل رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها بصورة تدريجية، والتي يمكن إعادة فرضها في حال انتهاك إيران للاتفاق، في آلية تخضع لمراقبة دولية أنهت أزمة دولية مستمرة منذ 13 عاما. 

وصرح مصدر غربي أن السعودية وإسرائيل تبديان المخاوف ذاتها إزاء الاتفاق. 

وسيؤدي الاتفاق إلى زيادة صادرات النفط الإيرانية وإنهاء تجميد مليارات الدولارات. 

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي التقى كارتر الثلاثاء، إن الاتفاق النووي سيساهم في تمويل "العدوان" الإيراني. 

وصرح المصدر أن السعوديين كذلك "يعدّون الأمر خطأ"، لكنهم لا يقولونها بشكل علني كما يفعل الإسرائيليون. 

وعبر البعض عن خشيته من أن يسهم الاتفاق في إطلاق سباق جديد للتسلح النووي في المنطقة.

وفي حزيران/ يونيو أعلنت فرنسا والسعودية عن بدء دراسة جدوى لبناء مفاعلين نوويين في المملكة. 

وأبرمت السعودية اتفاقات هذا العام مع روسيا وكوريا الجنوبية حول استخدامات مدنية للطاقة النووية.

وإلى جانب مشاريعها النووية، تبني الرياض تحالفات أبعد من علاقاتها مع واشنطن لمواجهة طهران، في إطار سياسة خارجية أكثر رسوخا اعتمدت بعد تولي الملك سلمان العرش في كانون الثاني/ يناير الماضي. 

وبعد شهرين، شكلت المملكة ائتلافا عربيا بقيادتها لشن غارات على مواقع المتمردين الحوثيين الشيعة الذين سيطروا على أراض واسعة في اليمن المجاور. 

ووفرت الولايات المتحدة إمكانات التزود بالوقود جوا وغيرها من أوجه الدعم. 

وأكد الملك سلمان لكارتر خلال لقائهما، أن "اليمن عاش أوضاعا صعبة"، معتذرا لعدم حضوره قمة في أيار/ مايو المقبل مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن. 

وقال كارتر للصحفيين إن الملك سلمان سيزور الولايات المتحدة للقاء أوباما في وقت لاحق من السنة. 

وبشأن اليمن، قال كارتر: "تحدثنا عن وجود حاجة نتفق مع السعوديين بشأنها للتوصل إلى حل سياسي في اليمن. هذه هي الطريق من أجل السلام ومن أجل تصحيح الوضع الإنساني هناك"، بعد
أن باتت المجاعة تهدد قسما كبيرا من سكان البلد الفقير. 

ومنذ نهاية العام الماضي، تشارك السعودية في ائتلاف واسع بقيادة أمريكية يشن غارات على مواقع تنظيم الدولة الذي سيطر على مناطق شاسعة في العراق وسوريا.

وقال كارتر إن المباحثات شملت كذلك التعاون العسكري الذي يشمل تدريب القوات الخاصة السعودية والأمن المعلوماتي والدفاع المضاد للصواريخ. 

وعاد كارتر بعد ظهر الأربعاء إلى الأردن المشارك في الائتلاف الواسع لمحاربة تنظيم الدولة لإجراء مباحثات مع قيادات الجيش الأردني. 

وكان كارتر صرح الثلاثاء لجنود من ست دول ضمن التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم في قاعدة جوية شمال شرق الأردن، بأن "للولايات المتحدة وإسرائيل التزاما مشتركا لمواجهة النفوذ الإيراني الخبيث في المنطقة".