ذكرت مصادر متطابقة في جنوب
سوريا؛ أن النظام السوري مدعوما بقوات حزب الله اللبناني، بدأ بحشد قواته في المناطق المتاخمة لـ"
مثلث الموت"، في ظل توقعات عن استعداد قوات النظام للبدء بعملية عسكرية جديدة جنوب البلاد، عقب حالة من الهدوء سادت في الآونة الأخيرة على جبهات تلك المنطقة.
من جهته، قال ماهر العلي، عضو المكتب الإعلامي للجيش الأول التابع لـ"الجبهة الجنوبية" في
درعا؛ إن النظام السوري بدأ منذ يومين بإرسال حشود عسكرية من قواته إلى أكثر من محور/ مستهدفة محيط نقطة التقاء المناطق الثلاث التي تشكل (مثلث الموت" (درعا،
القنيطرة، وريف دمشق الغربي)، مشيرا في حديث لـ"
عربي21"، إلى أن الحشود تتمركز بسوادها الأعظم بالقرب من منطقة دير العدس في ريف درعا الشمالي، كما وصلت حشود عسكرية جديدة إلى مقر اللواء 43 الواقع شرقي مدينة الصنمين، علما بأن اللواء 43 هو المسؤول الأول عن معارك منطقة زمرين في الريف الشمالي لدرعا.
وأكد العلي أن النظام وحزب الله اللبناني، ومجموعات من الحرس الثوري الإيراني، يستعدون ويتأهبون لمعركة ضخمة وضارية خلال الأيام القادمة في "مثلث الموت"، وخاصة في الريف الشمالي من محافظة درعا، موضحا أن هدف هذه المعارك الجديدة هو استعادة السيطرة على بلدات وقرى زمرين، وكفر ناسج، وعقربا في الريف الشمالي من المحافظة، كما تهدف هذه العملية أيضا، بحسب المصدر، إلى إحكام حصار بلدة كفر شمس التابعة لمدينة الصنمين.
وذكر عضو المكتب الإعلامي لـ"الجيش الأول"، أن الاستعدادات التي يتخذها النظام والحزب والإيرانيون، وضعت لها خطة لتقسيم المعركة إلى عدة مراحل، أولها السعي لاستعادة زمرين، وكفر ناسج، وعقربا، وأهم مراحلها هو تل الحارة، الذي يعد من أهم التلال عسكريا واستراتيجيا في محافظة درعا.
وعبر العلي عن اعتقاده بأن السيناريو المطروح ربما يبدأ من منطقة الجيدور المتاخمة لمحافظة القنيطرة.
وختم العلي بالقول: "على ما يبدو أن قيادات حزب الله وعناصره، دخلوا فوبيا طريق القدس الذي حدثهم عنها نصر الله مؤخرا، وأن استعداداتهم العسكرية الحالية، ستكون للبحث عن الطريق الذي أخبرهم به أمينهم العام للوصول للقدس، ولكنهم لن يجدوا لدينا سوى طريق الآخرة"، على حد قوله.
وكان الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، قد قال في كلمة له في "يوم القدس"، أن طريق القدس يمر في "القلمون، والزبداني، السويداء وحلب"، حسب قوله.
وفي السياق ذاته، قال المتحدث الإعلامي باسم شبكة "سوريا مباشر" في محافظة القنيطرة، عمر الجولاني، لـ"
عربي21"، إن تعزيزات قوات النظام السوي انطلقت من اللواء 121 جنوب البلاد، حيث ضمت التعزيزات عشرات السيارات ذات الدفع الرباعي المزودة بأسلحة ثقيلة، باتجاه "تل مرعي" المطل على قرية "الدناجي" الواقعة في الريف الشمالي من محافظة درعا.
وتلقت قوات النظام عددا من الآليات العسكرية الثقيلة والعناصر المدججين بالعتاد الميداني الكامل بهدف إرسالهم إلى منطقة "مثلث الموت" الواصلة ما بين المناطق التي تشكل المثلث "درعا، القنيطرة، وريف دمشق الغربي".
وأضاف الجولاني: "النظام السوري ومليشيا حزب الله اللبناني، سيسعون لمعركة إعلامية جديدة، تكون من شأنها رفع أسهمهم لدى الطيف الموالي لهم، وخاصة عقب الانتكاسات الكبيرة التي لحقت بهم في معركة الزبداني بريف دمشق، ومقتل العشرات من الحزب على أيدي المعارضة السورية هناك".
وتابع ساخرا: "هذه الحشود ربما ستكون بهدف التنقيب بحثا عن طريق جديد يوصل أتباع نصر الله للقدس، التي زعم الأخير أنها تمر أروقتها ما بين المحافظات السورية المناوئة لحكم آل الأسد".