للشهر الثاني على التوالي يواصل اللاجئون الفلسطينيون في
لبنان، ومن نزح إليهم من فلسطينيي
سوريا، اعتصاماتهم ووقفاتهم الاجتجاجية ضد إجراءات تقليص المساعدات التي أعلنتها وكالة غوث وتشغيل
اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مؤخرا.
وشهد يوم الاثنين عدة فعاليات للاجئين في مختلف المناطق اللبنانية ومخيمات اللاجئين، بدعوة من اللجان الشعبية واللجان الأهلية ولجان نازحي فلسطينيي سوريا، بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني.
وكانت الوكالة الدولية قد أصدرت مؤخرا سلسلة قرارات بشأن اللاجئين الفلسطينيين، من بينها قرارات بوقف بدل الإيواء للاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا إلى لبنان، وتقليص الخدمات التعليمية وزيادة عدد الطلاب في الغرف الصفية، إضافة إلى اتهامات بالتباطؤ بإعادة إعمار مخيم نهر البارد، شمال لبنان، ووقف المساعدات للاجئين في المخيم.
وتبرر الأونروا قراراتها بشح التمويل الذي تعاني منه مؤسساتها، حيث تدعو الدول المانحة إلى الإلتزام بتعهداتها بدعم مشاريعها التي تغطي وجود اللاجئين في الداخل ودول الشتات.
تلويح بخطوات جديدة
وفي بيروت احتشد المئات من اللاجئين من فلسطيني لبنان وفلسطينيي سوريا أمام المقر الرئيسي للوكالة، بمشاركة ممثلين عن الفصائل والقوى الفلسطينية في لبنان، حيث ردد اللاجئون هتافات ترفض إجراءات الوكالة وتطالبها بالعودة عنها.
وألقى عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، علي فيصل، كلمة بالنيابة عن فصائل منظمة التحرير، قال فيها إن "الاعتصام اليوم أمام المقر الرئيسي للأونروا لكي نوجه رسالة واضحة بأن من يحاول إغراقنا في جوعنا وتجهيلنا وإفقارنا؛ سوف نغرقه في طوفان من تحرك اللاجئين إلى أن يتراجع".
وأضاف فيصل: "لسنا مضطرين لنبيع الأعضاء البشرية لأطفالنا أو نبيع منازلنا من أجل تحسين مستوى حياتنا أو لتوفير العلاج"، محذرا من أن تحركات اللاجئين في لبنان واللاجئين القادمين من سوريا؛ لن تتوقف إلا عندما تتراجع الأونروا عن قراراتها". وقل إن "اللاجئين يمتلكون القدرة على فرض التراجع على قيادة الأونروا" حسب تعبيره.
وطالب فيصل الأونروا بتوفير الموازنة الثابتة للاجئين وبأن "لا تبقى الوكالة تعتمد على منح من الدول، وأن ترشد هذه الموازنة بالتركيز على قطاعات التعليم والطبابة، وبإيقاف الهدر والفساد الذي ينخر مؤسسات الأونروا"، على حد وصفه.
تصعيد نحو الحدود
بدوره، لوح ممثل حركة حماس في لبنان، علي بركة، بمواصلة
الاحتجاجات. وقال: "إننا سنصعد من خطواتنا لتصل إلى الحدود"، في إشارة إلى الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
ولفت بركة خلال الاعتصام إلى أن "الشعب الفلسطيني في لبنان سيصعد من خطواته من خلال مسيرات جماعية تنطلق إلى الحدود الفلسطينية، لأن الرد على هذه القرارت يكون من خلال تمسكنا بحق العودة وبوكالة الأونروا".
واعتبر أن الاعتصامات التي نفذت في بيروت وعدد من المخيمات الفلسطينية في لبنان "هي رسالة للأونروا والدول المانحة من أجل العودة عن قراراتها المتعلقة بتخفيض المساعدات للاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا".
وقال إن الأونروا "مسؤولة عن تقديم العون والإغاثة للاجئين الفلسطينيين، وإن أي تراجع سيكون مرفوضا"، معتبرا أن "القضية ليست قضية إنسانية فقط، بل هي قضية سياسية بامتياز".
فعاليات مستمرة
وكانت مخيمات ومناطق أخرى في لبنان شهدت وقفات واعتصامات مماثلة لما حدث في بيروت، حيث اعتصم عشرات اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا أمام مكاتب الأونروا في منطقة تعلبايا بالبقاع، احتجاجا على قرارها بتقليص المساعدات.
وفي مخيم البرج الشمالي، جنوب لبنان، نفذ اللاجئون اعتصاما حاشدا أمام مقر الأونروا، رافعين لافتات تدعو الوكالة إلى التراجع عن قرارها، مؤكدين أن قرار تخفيض المساعدات يعود لأسباب سياسية.
وفي مخيم عين الحلوة في صيدا، جنوب لبنان، اعتصم المئات من أبناء المخيم واللاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا إلى لبنان أمام مكتب الأونروا، مطالبين الوكالة بالتراجع عن قراراتها بتقليص خدماتها الشهرية لبدل الإيواء للعائلات المهجرة، كما دعا المعتصمون الوكالة إلى الالتزام بمهامها وعدم المماطلة، وطالبو الدول المانحة بتقديم الدعم المادي والوفاء بتعهداتها.