صحيفة مصرية تحرج السيسي.. وتسأله: نحاسبك إزاي؟

أحرجت صحيفة مصرية رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، حين كشفت أنه سرد إنجازاته خلال العام الأول من حكمه، اعتمادا على أرقام الربع الأول من العام المالي فقط، الذي شهد انخفاضا في عجز الموازنة، دون أن يتناول عجز الموازنة الإجمالي خلال العام كله.

وأبدت الصحيفة الداعمة للانقلاب اندهاشها من تصريحات السيسي، التي أعلن فيها استعداده للمحاسبة أمام المصريين، متسائلة: "سيادة الرئيس.. نحاسبك إزاي؟".

فقد أوردت صحيفة "المقال" -التي يرأس تحريرها الإعلامي المقرب من السيسي إبراهيم عيسى- هذا السؤال في مانشيت عددها الصادر الثلاثاء، قائلة: "إذا كان الرئيس وحكومته قد عددوا إنجازاتهم خلال العام الأول، فلماذا لم يخبرونا أيضا بإخفاقاتهم خلال العام ذاته؟".

وأضافت الصحيفة: "أعلن السيسي استعداده للمحاسبة من قبل المواطنين، ولكن ما هي آلية محاسبة المواطنين.. للرئيس أو الحكومة؟".

وتابعت: "إذا كان حق المواطن مثلا أن يعرف في مثل هذا التوقيت من كل عام بنود مشروع الموازنة العامة للدولة، فكيف تصرفت الحكومة في أموال الشعب خلال العام المالي المنتهي؟ وكيف ستتصرف خلال العام المالي الجديد؟".

وأشارت "المقال" إلى أن المتعارف عليه قبل "ثورة يناير" أن البرلمان يناقش الحكومة، ويفند بنود عجز الموازنة في شهري أيار/ مايو وحزيران/ يونيو من كل عام، وأن الدستور الحالي ألزم الحكومة في حال عدم وجود برلمان بعرض مشروع الموازنة العامة للدولة على الرئيس، قبل الموعد المحدد لمناقشته بثلاثة أشهر، أي منذ شهر آذار/ مارس الماضي.

وعلى الرغم من ذلك، فإنه لم يطلع السيسي نفسه على الموازنة العامة للدولة، وهو ما جعله يعتمد في تسجيل إنجازاته على الربع الأول من العام المالي فقط، الذي ذكر أن عجز الموازنة انخفض خلاله إلى 10.5% من الناتج المحلي، مقابل 12.8% في العام السابق.

وتابعت "المقال" تساؤلاتها: "لماذا لم يحاسب الرئيس حكومته عن تقاعسها عن تقديم الموازنة العامة للدولة لطرحها للحوار المجتمعي؟ ولماذا تعمد الحديث عن انخفاض عجز الموازنة خلال ثلاثة أشهر فقط، ولم يتحدث عن عجز الموازنة الإجمالي خلال عامه الأول؟".

وشددت الصحيفة على أهمية معرفة أولويات السيسي في عامه الثاني، وما إذا سيكون هناك برلمان جديد، وحكومة جديدة، متسائلة أيضا: "هل سيتوقف السيسي عن إصدار القوانين حتى يأتي البرلمان، ويناقش جدواها؟".