بعد تأجيلها عدة مرات لأسباب متعددة، جغرافية وسياسية وعسكرية، وبسبب الثلوج أحيانا أخرى، فقد بدأت وسائل الإعلام المقربة من
حزب الله اللبناني بالحديث مجددا عن معركة
القلمون.
ولم يكن التأجيل من طرف حزب الله فقط، بل إن النظام السوري قام هو بالتأجيل لإعطاء الأولوية للمعارك في حلب، ولعدم رغبته في فتح جبهة أخرى قد تكون مكلفة.
من جانبها، بدأت المعارضة السورية المعركة مبكرا بهجوم على جب اليابس وعرسال الورد وجرد فليطا، وسيطرت على إثرها على نقطتين استراتيجيتين.
وكعادته، فقد بدأ حزب الله بإطلاق وعود النصر في المعركة التي وصفها بـ"الحاسمة" قبل أن تبدأ، والتي قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله، إنها قد تجر دولا إقليمية إلى الحرب على الأرض السورية.
وفي عددها الصادر اليوم قالت الصحيفة، إنه مع انتصاف الربيع وذوبان ثلوج سلسلة الجبال الشرقية، فقد عاد الحزب للحديث عن معركته المرتقبة المؤجلة.
وعادت وسائل الإعلام المحسوبة على الحزب بالترويج للنصر القادم في القلمون، إثر خسارة النظام السوري للعديد من مواقعة في حلب وإدلب، وآخرها في جسر الشغور.
وأشارت إلى أن تحضيرات المعركة لا تخفى على أحد، مشيرة إلى كلمة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عن "مفاجآت الربيع".
ورجحت أن الحزب سيبدأ بالهجوم انطلاقا من الجرود المقابلة لبريتال ونحلة، بعد سيطرة النظام السوري - الذي يبحث عن انتصار يعيد له ماء الوجه - على التلال الغربية للزبداني، بهدف قطع الطريق بينها وبين جبال القلمون وإغلاق الممرات الجبلية باتجاه مضايا وسرغايا، لقطع طرق الإمداد عن المعارضة في القلمون.
أما الجيش اللبناني، فبدأ بالإعداد للآثار المترتبة على معركة الجرود، بهدف قطع الطريق على المسلحين فيها من الدخول نحو لبنان، حيث استحدث الجيش ثلاث نقاط جديدة، وعزز وجوده في نقاط كان موجودا فيها.