في مدينة مرسين التركية التي انتقل إليها مؤخرا، حكى عزام قصته لـ"عربي 21"، وروى ما تتعرض له المخيمات
اللبنانية في
عرسال لاختراقات من عملاء المؤسسات الأمنية التابعة للنظام السوري، وكيف ينتشر العديد من
الشبيحة في تلك المخيمات، ويقومون بإرسال المعلومات بشكل مستمر إلى فروع أمن النظام، بل ويطالبون بشكل علني بقصف مخيمات عرسال، بزعم أنها مأوى للإرهابيين.
نزح عزام من مدينة القصير في ريف حمص، كما نزح كل أهالي المدينة نتيجة القصف من قبل قوات النظام وحزب الله المتحالف معه، قبل أن يحكم سيطرته عليها، لتصبح معسكرا لقوات حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية.
نزح الشاب وعائلته إلى مخيمات عرسال، وبعد إقامته لشهور عديدة، لم يجد فيها سوى القلق والخوف، فقرر اللجوء إلى تركيا ليصل بعد معاناة طويلة.
يقول عزام لـ"عربي21": "مئات من الشبيحة والموالين للنظام السوري يعيشون في هذه المخيمات، حيث خرجوا من مدينة القصير مع بقية الأهالي، ومكثوا فترة في مناطق القلمون، ليتوجهوا بعدها إلى عرسال، هؤلاء يبثون جوا من الرعب في المخيمات، لا سيما أنهم يعلنون حبهم وولاءهم لنظام بشار الأسد ولا يخفونه، ولا يستطيع أحد أن يقوم بأي تصرف تجاههم".
ويضيف: "أمثلة كثيرة كنت أشاهدها في المخيمات فمثلاً "م.د.حمزة" شاب من مدينة القصير، وهو معروف بالنسبة لجميع الأهالي أنه كان مخبرا لفرع الأمن العسكري ومنذ ما قبل الثورة السورية، واستمر بمتابعة نشاطه الأمني خلال الثورة، كما أنه كان يمر من جميع حواجز النظام حتى في أصعب الظروف التي مرت بالمدينة، بل تعدى الأمر ذلك إلى أنه كان يتقاضى مبالغ مالية من معظم الأهالي المطلوبين للنظام من المدينة، مقابل أن يذهب إلى مناطق النظام للقيام ببعض المعاملات التي تتعلق بدوائر النظام والتي يحتاجها الأهالي، فهو من المرضيين عنهم من قبل النظام".
ويشرح عزام لـ"عربي21" كيف يتسبب حمزة بالكثير من المشاكل في المخيم، ويعمل دائما على إثارة الخلافات، ولا تكاد مشكلة تتعلق بالمواد الإغاثية وتوزيعها إلا يتبين أن وراءها "م.د.حمزة" في محاولات مستمرة منه لسرقة المواد الإغاثية وبيعها خارج المخيمات، كما يؤكد عزام أن العشرات من أمثال حمزة موجودون في مخيمات عرسال وينفذون مهامهم، سواء في نقل المعلومات أو إثارة الإشكالات والنزاعات بين الأهالي.
وفي حديث مع سليم، أحد المقاتلين في الجيش السوري الحر الذين نزحوا إلى مخيمات عرسال بعد سقوط القلمون في يد قوات حزب الله اللبناني، يحكي لـ"عربي21" عن حالات مشابهة.
ويقول سليم: "للنظام أذرع تمتد في مخيمات عرسال، كما أعتقد أنه له مثيلات لها في باقي المخيمات، سواء في الأردن أو تركيا، أو حتى في مخيمات النزوح في الداخل السوري". ويضيف: "بالنسبة لي، بصفتي أحد أهالي حمص، أعرف هنا من هم الشبيحة، ومن هم مؤيدو النظام، كما أنني أعرف الأشخاص الذين مِنَ الممكن أن يقوموا بإيصال المعلومات اللازمة لمخابرات النظام، لكنني لا أمتلك أدلة او تفاصيل".
ويوضح سليم أن "بعض المؤيدين الذين يقيمون هنا (عرسال)، يطالبون بأن يتم قصف مخيمات عرسال، ويروجون لفكرة أنها تحتوي العديد من المسلحين التابعين للجيش الحر أو جبهة النصرة.
ويؤكد سليم أنه على الرغم من أن المقاتلين في الفصائل المشار إليها "موجودون في المخيم، إلا أنهم ليسوا بمسلحين، كما أنهم لن يتمكنوا من إدخال السلاح إلى المخيمات فيما لو رغبوا، فالجيش اللبناني ينشر حواجزه بشكل يحيط بالمخيم ويحكم قبضته عليه، ومن المستحيل دخول أي سلاح للمخيم.
ويتساءل سليم: "هؤلاء الذين يطالبون بقصف المخيم ويعتبرون أن الأهالي النازحين هم أسباب ما حل بقراهم وبلداتهم، لماذا لا يذهبون للعيش في مناطق النظام إن كانوا يحبونه ويرون أنه الأفضل والمخلّص؟".