سياسة عربية

إعلاميو السيسي يسخرون من انقطاع الكهرباء عن برامجهم

مبنى مدينة الانتاج الإعلامي في القاهرة - أرشيفية
واصل التيار الكهربائي انقطاعه لليوم الثالث على التوالي عن برامج عدد من الإعلاميين المعروفين بأنهم الأذرع الإعلامية للرئيس المصري بعد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، بعد أن استهدفت تفجيرات مجهولة مساء الاثنين الماضي خط أبراج كهرباء مدينة الإنتاج الإعلامي، ما تسبب في انقطاع الكهرباء عن قنوات فضائية، تتضمن قنوات تبث برامجهم.
 
وأثار استمرار انقطاع الكهرباء سخرية هؤلاء الإعلاميين، وانتقاداتهم اللاذعة لأجهزة الدولة، وفي مقدمتها وزارتا الكهرباء، والداخلية، وطالب بعضهم بإقالة رئيس الوزراء إبراهيم محلب. "عربي21"، تتابع هنا نماذج من ردود فعل أولئك الإعلاميين على ما جرى.
 
موسى: مكملين.. ونقوم ندور على شمعة
 
وكان جاذبا للانتباه، انقطاع الكهرباء للمرة الثانية خلال أقل من نصف ساعة عن برنامج "على مسؤوليتي"، الذي يقدمه الإعلامي أحمد موسى، على فضائية "صدى البلد".
 
وعلق موسى على ذلك قائلا: "أتحدث إليكم من وسط الظلام الدامس على الهواء مباشرة.. الكهرباء انقطعت مرتين، وأنا هاشتغل حتى في الظلام.. مكملين.. وهنشتغل"!
 
وحاول موسى إضاءة الأستوديو بأضواء هاتفه المحمول (الموبايل) في محاولة يائسة ليرى المشاهدون وجهه.
 
وعندما استمر انقطاع الكهرباء قال: "نقوم ندور على شمعة بقى.. هو فيه إيه بالضبط".
 
وفي برنامجه زعم موسى أنه تلقى رسائل من المشاهدين يطالبونه فيها بالذهاب لمنزله، والاحتماء فيه، خشية عليه من أي محاولة إرهابية قد تصاحب انقطاع التيار الكهربي عن مدينة الإنتاج الإعلامي، واستهدافها، مثلما قال.
 
وعلق بالقول إنه جندي مقاتل في ساحة حرب. وأضاف: "نحن في حرب، وأنا مقاتل، ولا يوجد مقاتل يترك موقعه"!
 
عيسى: الإعلام مستهدف منذ غزوات الرسول
 
من جهته، علق الإعلامي إبراهيم عيسى، على انقطاع التيار -خلال برنامجه "25-30"، على قناة "أون تي في"- بتأكيد أن الإعلام مستهدف منذ غزوات الرسول عليه الصلاة والسلام (!)، وأن الإرهابي يثق ويعرف تماما مدى أهمية الإعلام.
 
الحسيني: على الإرهابيين مراعاة فروق التوقيت
 
من جانبه، قال يوسف الحسيني - خلال تقديم برنامجه "السادة المحترمون" على فضائية "أون تي في"-: كان يجب على وزارة الكهرباء أن تكتب على البرج: "يوجد هنا منشأة حيوية"!
 
وأضاف ساخرا: "لازم كمان يضعوا لافتة يكتبوا عليها: "هنا خط الكهرباء اللي يغذي ماسبيرو، وعلى السادة الإرهابيين مراعاة فروق التوقيت"!
 
واتهم الحسيني رئيس الوزراء إبراهيم محلب بالتقصير، وطالب السيسي بإقالته.
 
وقال: "حان الوقت لتوجيه الشكر إلى المهندس محلب، وإجراء تغيير حكومي غير محدود".
 
أديب: اللي حصل دا انقلاب
 
الإعلامي عمرو أديب كان أكثر انفعالا من زميليه، كما لاحظت "عربي21"، حيث واجه المتحدث باسم وزارة الداخلية، بعد تأكيده -خلال مداخلة هاتفية مع برنامج"القاهرة اليوم" على فضائية "أوربت"- أن العمليات الإرهابية تراجعت، بالتساؤل عن سبب تكرار الهجوم على قسم ثالث العريش ثلاث مرات متتالية في أقل من يومين.
 
وقال أديب: "أنا عايز أعرف دلوقتي: العربية وصلت لقسم العريش إزاي؟ وعدت الحاجز الأمني إزاي؟ هو مش الحاجز ده أسمنتي؟.. طيب عدت منه إزاي".
 
وأضاف: "هل القسم كان فيه كاميرات؟"
 
فرد المتحدث باسم الداخلية بالنفي، قائلا: "لا.. القسم مافيهوش كاميرات".
 
فرد أديب: "طب ليه مافيهوش كاميرات.. ده بيتعرض للضرب يوم آه، ويوم لأ؟!
 
وتابع: "مع احترامي يا سيادة اللواء.. هذا اختراق أمني.. المفروض العربية دي ما تعديش.. لأن لو حضرتك قلت لي إنها اقتحمت يبقى كل يوم عربية هاتقتحم.. وإحنا تم قتل ولادنا بأسهل، وأغبى طريقة ممكنة للإرهاب".
 
ووجه حديثه للمتحدث باسم الداخلية بقوله: "الناس بدأت تكره التصريحات دي خصوصا في الأحداث، وبطلت تصدقها كمان.. يا ريت تغيروا الكلام اللي بيتقال في الإعلام علشان بقي ممل، أو ما تصرحوش".
 
وتابع: "النور ممكن يقطع في أي لحظة علينا في مدينة الإنتاج الإعلامي.. بس إن الإرسال ينقطع عن التليفزيون المصري.. ده يبقى انقلاب"!
 
ثم وجه حديثه للسيسي قائلا: "اللي حصل دا انقلاب يا ريس.. عبد الناصر، كان عامل زمان إذاعة اسمها أم كلثوم بتبث من البحر علشان كان فاهم، وأنت لازم ماتنامش وتسأل الجهات السيادية: فين احتياطي القنوات المصرية؟ أهم حاجة تليفزيون بلدي".
 
يُذكر أن الظلام الدامس يضرب مدينة الإنتاج الإعلامي مساء كل يوم، منذ تفجير برجي الكهرباء مساء الأحد.
 
الحديدي: ماحصلش في عهد الإخوان
 
وظهرت الإعلامية لميس الحديدي عبر برنامجها "هنا العاصمة" على فضائية "CBC" قائلة: إن مصر تعيش حالة من التخريب، والفشل.. حيث عاشت مدينة الإنتاج الإعلامي حالة من الفشل الأمني، والتقني"، على حد قولها.
 
وأضافت: "وزارة الكهرباء فشلت في التعامل مع الأزمة، فما بين التخريب والفشل وقعت المدينة بين المطرقة والسندان".
 
وتابعت: "ما حدث يُعد فشلا لمؤسسات الدولة، وبرغم الجهد الكبير الذي بذلته وزارة الكهرباء من أجل احتواء الأزمة، فإن استمرارها يؤكد فشل أكبر منظومة حكومية".
 
وتساءلت: "أين خطوط الكهرباء الاحتياطية.. الفشل هو الخطر الأكبر.. إن لم تنتفض المؤسسات لمواجهة هذه المعركة سيلاحق الفشل الدولة، وليس الإخوان".
 
واختتمت الحديدي هجومها على وزير الكهرباء، عقب انقطاع الكهرباء عن مدينة الإنتاج الإعلامي للمرة الثالثة، قائلة: "فين التأمين والتجهيزات الخاصة بالطوارئ يا معالي الوزير، إحنا أول مرة يقطع علينا النور في مدينة الإنتاج.. دا ماحصلش في عهد الإخوان".
 
شردي وصلاح: عدنا إليكم.. غرقنا في شبر ماء
 
وفضل الإعلامي مصطفى شردي أن يشن هجوما شديدا على وزارة الكهرباء، قائلا -عبر برنامجه "90 دقيقة" على فضائية "المحور"- :"عدنا إليكم بعد فاصل طويل بعد ما الكهرباء قطعت عن المدينة، دي غلطة وزارة الكهرباء، ومينفعش ده يحصل، ولازم الوزارة تكون قد المسؤولية".
 
ونشبت مشادة كلامية على الهواء بين الإعلامي خالد صلاح، وأسامة هيكل رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، خلال برنامج "آخر النهار" عبر فضائية "النهار"، بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة الإنتاج الإعلامي للمرة الثالثة.
 
وقال صلاح موجها حديثه لهيكل: "إحنا قعدنا 35 دقيقة، حتى عاد التيار، وبالأمس استمر الانقطاع لفترة تتجاوز الأربع ساعات.. يبقى فين التجهيزات، والمولدات.. مدينة الإنتاج الإعلامية غرقت في شبر ماء".
 
من جانبه، قال هيكل إن المدينة تعمل حاليا على وصلة جانبية لتغذيتها بالكهرباء بعد تفجير أبراج الكهرباء التي كانت تغذي الخط الرئيسي والاحتياطي للمدينة.
 
تكرار الانقطاع وارد والسبب: مخابرات تركيا وإيران والإخوان!
 
وصرح رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء أحمد حنفي بأنه من المحتمل أن تتكرر حوادث انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر لحين إصلاح البرجين مرة أخرى، مشيرا إلى أن أعمال إصلاحهما قد تستغرق أسبوعا على الأقل.
 
وكانت جريدة "الدستور" الصادرة الخميس نقلت عن "مصادر رفيعة المستوى" قولها إن المخابرات التركية والإيرانية بالتنسيق مع جماعة الإخوان تقف وراء حادثة مدينة الإنتاج الإعلامي!