سياسة عربية

الجزائر طرف إقليمي ضمن محور مناهض لخيارات القاهرة

وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة (يسار) ونظيره الفرنسي لوران فابيوس - الوكالة الجزائرية
تضاعف الجزائر من وتيرة تحركاتها الدبلوماسية، بهدف إبعاد تهمة" النشاز" التي وصمت بها، بعد تحفظها على الانخراط في القوة العسكرية العربية المشتركة، ورفضها المشاركة بالضربات الجوية ضد الحوثيين باليمن.

وتسعى الجزائر لإقناع المجموعة الإقليمية والدولية، بأن الحوار والتفاوض السياسي، من شأنه إنهاء حدة الأزمات التي تعيشها عديد الدول العربية، وعلى رأسها ليبيا.

وتحتضن الجزائر، الإثنين الجولة الثانية من الحوار بين الفرقاء الليبيين، من أجل التوصل إلى توافق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية، تحسبا لوضع دستور للبلاد.

وقال المحلل السياسي الجزائري، رشيد تلمساني في تصريح لصحيفة "عربي21"، الإثنين، "إن للجزائر خبرة على الصعيد النظري، في تسوية النزاعات كما أن لها أوراق يمكن أن تلعبها مع أطراف أخرى على غرار الجامعة العربية".

وردا عن سؤال حول "عجز محتمل" لتكيف الجزائر مع المتغيرات الدولية، قال تلمساني، إنه على المسؤولين الجزائريين أن يعترفوا أن الظروف تغيرت، وأن الدور المحوري الذي كانت تلعبه الجزائر خلال سبعينيات القرن الماضي، صار اليوم صعبا".

 وتمثل الجزائر طرف إقليمي بمحور مناهض لدعوات التدخل العسكري بليبيا الذي تحاول القاهرة فرضه. وتباعدت مواقف الطرفين بشكل لافت منذ إنعقاد قمة جامعة الدول العربية يوم 26 آذار/ مارس الماضي.

 وقال مسؤول بوزارة الشؤون الخارجية بالجزائر، في تصريح لـ"عربي21"، "هناك فتور في العلاقات الجزائرية المصرية رغم التقارب الشكلي الذي ظهر بعد جهود بذلتها الجزائر من أجل عودة القاهرة إلى مقعدها بالإتحاد الإفريقي".

وقالت صحيفة "الشروق المصرية"، السبت إن "هناك جهود وساطة يقوم بها سياسيون ورجال أعمال مصريون لإذابة الجليد بين الجزائر والقاهرة".

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زار الجزائر في حزيران/ يونيو، العام الماضي، وسط دعوات جزائرية منددة بالزيارة بسبب ما سمي لدى المعارضة الجزائرية بـ" ممثل النظام الانقلابي".

وزار وزير الخارجية الجزائري، الثلاثاء التاسع من نيسان/ أبريل الجاري، باريس، وذهب إلى واشنطن يوما بعد ذلك للترويج للمواقف الجزائرية الداعية إلى حل النزاعات عن طريق الحوار، وزكت باريس الموقف الجزائري وكذلك واشنطن على أمل أن يجد الفرقاء الليبيون، تسوية سياسية للأزمة.

وفي رده على سؤال صحيفة "عربي21"، حول  معارضة الجزائر القوة العربية المشتركة، قال إبراهيم بولحية، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة الجزائري، إن بلاده لا تشعر بالإحراج جراء مواقفها. هي لا تريد تصدير قواتها للخارج، كما إنها لا تتلقى إملاءات بخصوص مواقفها من أي جهة كانت".

وأضاف بولحية "مواقفنا تتخذ طبقا لقناعات شعبنا، وعلى هذا الأساس، كان موقفنا من تشكيل القوة العربية المشتركة صريحا بعيدا عن المجاملات، وكان رافضا لأي تدخل عسكري في اليمن وقلنا لهم إننا لن نشارك في أي قوة لضرب أي دولة أخرى، ونصحناهم بضرورة الحوار وجمع شمل اليمنيين ومرافقتهم لتجاوز محنتهم من خلال الجلوس حول طاولة الحوار".