قال الكاتب الإسرائيلي نير حسون، الثلاثاء، إن حبل نجاة
السياحة الإسرائيلية الذي سيخرجها من أزمتها هم الزوار العرب الذين يأتون إليها، خصوصا بعد دعوات رئيس السلطة
الفلسطينية محمود عباس، وفتاوى من بعض الشيوخ المسلمين، بحسب الكاتب.
وبدأ الكاتب مقاله في صحيفة
هآرتس الإسرائيلية بقوله إن السياحة في القدس القديمة هبطت بنحو 20 بالمئة عن العام الماضي، في مثل هذا الوقت من موسم عيد الفصح اليهودي والمسيحي، مشيرا إلى أن النجاة لسياحة القدس يأتي من الدول الإسلامية والعربية، بعد أن نشرت مجموعة مفتين في الخليج العربي فتاوى تسمح وتوصي بزيارة القدس، قائلا إنها "نشرت بالعبرية على صفحة 0202، لتنضم إلى نقاش سياسي وديني في العالم العربي منذ ثلاث سنوات"، مؤكدا على وجود معطيات تشير إلى زيادة كبيرة في أعداد الحجاج المسلمين القادمين إلى المدينة.
ونقل حسون قول رائد عطية، أحد أصحاب مكاتب السفر في بيت لحم المتخصصين بإحضار السياح المسلمين إلى البلاد، بأن "الناس يخافون، لكن الأعداد تزداد"، مشيرا إلى أن تغيير إسرائيل لأسلوبها سيحضر الملايين، دون فرق بينهم وبين حجاج أوروبا والولايات المتحدة.
وأشار المقال إلى أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة في عدد الزوار من الدول الإسلامية، بالرغم من انخفاض الزائرين إلى إسرائيل، إذ دخل إلى إسرائيل "26.7 ألف سائح من إندونيسيا، و23 ألف من تركيا، و17.7 ألف من الأردن، ونحو 9 آلاف من ماليزيا، ونحو 3300 من المغرب"، مشيرا إلى أن الأشهر الأولى هذا العام شهدت على الأقل "دخول 10 آلاف سائح مسلم إلى إسرائيل"
جدل سياسي
وأوضح الكاتب أن "الخطاب الفلسطيني والعربي حول هذا الموضوع بدأ في 2012، حين دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المسلمين للمجيء إلى القدس، إلى جانب مفتين آخرين يدعمون مقاربة عباس بأن النبي محمد - عليه السلام - جاء إلى المدينة في رحلة الإسراء والمعراج وهي ليست تحت الحكم الإسلامي".
وأشار الكاتب إلى معارضة
حماس بشدة زيارة القدس، وإلى جانبها "المفتي الأكبر في العالم الإسلامي يوسف القرضاوي"، لأن الزيارة تمت تحت رعاية الحكم الإسرائيلي، وتشكل اعترافا بها، بحسب المقال.
وأضاف حسون أن مجرد النقاش "خلق شرعية للمجيء إلى إسرائيل"، إذ إن أغلبية السياح المسلمين يأتون من دول غير عربية مثل تركيا والهند وإندونيسيا وماليزيا، ولكن هناك أيضا مجموعات من المغرب وتونس والأردن وزائرين من دول الخليج، بالإضافة لعدد من الدول الأوروبية، بحسب المقال.
"تل أبيب هي إسرائيل"
وأضاف أن الزيارة المتوسطة تستمر أربعة أيام، وتتضمن يوما كاملا للزيارة والصلاة في المسجد الأقصى والبلدة القديمة، زيارة بيت لحم والخليل وموقع النبي موسى، وأريحا، مشيرا إلى أن معظم الزوار يدخلون إلى إسرائيل عن طريق جسر الملك حسين، والأقلية تأتي عن طريق مطار بن غوريون، لأنهم "لا يريدون المجيء عن طريق تل أبيب لأنها إسرائيل، وعندها نشرح لهم أن كل المعابر تسيطر عليها إسرائيل"، بحسب عطيّة.
وأضاف عطية أن الفحص في جسر الملك حسين يمكن أن يستغرق بين 8 – 10 ساعات، الأمر الذي يثقل جدا على الزوار، معتبرا "هذا جزءا من السياسة، بصورة متعمدة يضعون العقبات أمامهم حتى لا يعودوا إلى هنا".
ونقل المقال عن مصدر ضليع بأن رقابة الحدود في إسرائيل تسمح للزوار الذين يصلون للزيارة على انفراد بالدخول بدون ختم جوازات سفرهم بالختم الإسرائيلي، لكي لا يتم الإثقال عليهم في المستقبل أثناء سفرهم إلى الدول العربية.
جزء من الانقسام
وتساءل الباحث في معهد القدس إسحق رايتر عن كون النقاش "جزءا من الانقسام بين
فتح وحماس"، موضحا أن "أبا مازن تبنى المقاربة القائلة بأنه يفضل أن يأتي أكبر عدد من المسلمين إلى القدس، لكي يروا وضع الفلسطينيين ويساعدوهم، وبالتحديد السلطة، بينما حماس التي لا تسيطر على القدس وليست لها مصلحة، تزعم أن مجرد الوصول إلى القدس يعطي الشرعية لإسرائيل.
وأضاف رايتر أن الوقائع على الأرض تقول إن "العديد يأتون للزيارة، إذ زارت مجموعتان من إندونيسيا في الفترة الماضية قبر داود"، معتبرا أن "هناك فضولا كبيرا، فعندما تكون الظروف السياسية هادئة أكثر سيكون لدينا سياحة إسلامية أكبر؛ لأن القدس والأقصى حظيا باهتمام أكثر. هذا يثير الفضول".