سخر الكاتب
الإسرائيلي اليساري جدعون ليفي، من المقال الذي نشره يائير لبيد زعيم حزب "يش عاتيد" في
الغارديان البريطانية، واصفا إياه بأنه يثير السخرية.
وقال ليفي في مقالته لصحيفة "هآرتس" الأحد، إن مشكلة هذا "المقال الرخيص" الذي يصف إسرائيل بالضحية والفلسطينيين بالإرهاب، يمثل آراء معظم الإسرائيليين.
وأضاف أن المحللين يتنبأون بأن يئير لبيد سيكون مفاجأة هذه الانتخابات، والحصان الأسود، وأنه ستكون له مكانة في الحكومة القادمة، وزير إعلام.
ونوه إلى أنّ إسرائيل بحاجة إلى وزير إعلام وليس هناك من هو جدير بهذه الوزارة مثل لبيد. صحيح أن وزارة الإعلام تجارة عفنة وسخيفة، ولا يوجد لها مشترون، ولكن هذا ما يميز الإعلام، على حد وصفه.
وتابع بأن لبيد حاول يوم الخميس الماضي، بيع دعاية إسرائيلية رخيصة لقراء الـ"غارديان". وقد كانت هذه إهانة لعقولهم. وعلى النقيض من قراء وقارئات عموده الثابت في "يديعوت أحرونوت" في البلاد، فإنه من المشكوك فيه أن يقوم القراء الإنجليز بتعليق ورقة على باب الثلاجات في بيوتهم كتب عليها "لماذا يعدّ من الملح جدًا الدفاع عن الشعب
اليهودي".
واستدرك بالقول، إن لبيد يجيد اكتشاف نقطة الوسط الإسرائيلية، نفسية الأغلبية مغسولة الدماغ، من يطلق النار ويبكي على الضحية، من يحب نفسه إلى درجة الامتصاص ويتعاطف مع ذاته إلى درجة القرف، الضحية والجلاد، الخالي من أي مشاعر ندم وهو مقتنع بعدالته المطلقة، وفقا لـ"هآرتس".
وأشار إلى أنّ من لا يدرك أن للبيد ناخبين أيضا في غير حزبه، ومن لا يدرك سبب عدم وجود أمل في تغيير حقيقي داخل المجتمع الإسرائيلي، عليه أن يقرأ مقال لبيد.. فهو النسخة المعدلة من وثيقة الاستقلال الإسرائيلية، وقلة هم الإسرائيليون الذين سيعترضون على المقال، وقلة في العالم هم الذين سيأخذونه على محمل الجد.
وأضاف ليفي أن إسرائيل لبيد هي إسرائيل "بلعوني" وإسرائيل "شربوني وأطلقوا النار عليّ"، الحماقة الإسرائيلية في ذروتها، المحتل الذي لا يكتفي بعرض نفسه كضحية، ولكن باعتباره الضحية الوحيدة ولا أحد غيره. يصعب التصديق، ولكن هذا ما هو موجود. لبيد نشر مقاله كرد على عريضة الـ700 فنان بريطاني، الذين دعوا إلى مقاطعة إسرائيل. لبيد يسخر منهم ومن سذاجتهم، ما الذي يعلمونه وما الذي يفهمونه، ويعظهم عن الأخلاق.
وقال ليفي ساخرا من لبيد، إن روجر ووترس ليس أكثر من "مغفل للاستخدام"، مثله كذلك لوتش وريتشارد أشكروفت.. الانتهازي لبيد يعظ ووترز بالأخلاق، رجل الأخلاق والضمير، هل أدركتم ذلك؟ لبيد معتاد على الفنانين الإسرائيليين من الجنكي ومن قيساريا، من الإنستغرام والنمائم، ذوي القرون.
واستدرك ليفي بالقول ساخرا مرة أخرى، إن "قمة المقال تكمن في مشاعر الضحية: ما الذي يريده لبيد وسائر الإسرائيليين؟ ما الذي يريدونه، دعاة السلام ممن ليس لهم مثيل؟ القليل من الهدوء، القليل من الأمن؟ ولكنّ العرب السيئين لا يريدون... فقط ما يريده هو أن لا يقتلوني لأني يهودي، وأن اليهود في أوروبا يستطيعون المكوث بأمان خارج الكنس، أن يتسوقوا من البقالات الحلال وأن يشعر اليهود في إسرائيل بأمان من الصواريخ وقذائف المدفعية". وتنحدر الدمعات واحدة تلو الأخرى..
وتساءل "ألم يكتف من الفن الهابط، والكذب والموت؟". ها هنا المزيد: "دانيال ترجرمان ابن الرابعة الذي قتل من قذيفة أطلقت من غزة.. هذا الطفل الصغير كيف يكون محتلا كولونياليا؟"، كما كتب لبيد بتمسكن مميز لشخصيته.
ولكن "ماذا عن مئات الأطفال الذين قتلهم الجيش؟ هل هم كبار كفاية كي يكونوا مخربين وإرهابيين؟"، بحسب ليفي.
ويختم ليفي بالقول: "لم يسمع لبيد عن الحصار، لم يسمع عن اليأس، وعن جرائم الحرب وعن الاحتلال. فما الذي يعرفه عن الحياة في الضفة وعن الموت في غزة؟ يكفيه أن الفلسطينيين ولدوا كي يموتوا. مثله يعتقد معظم الإسرائيليين. ومثله يعتقد كامل معسكر اليسار– المركز".. فهم على شاكلة حزبه "يش عاتيد".