يواجه معظم اللاجئين الجدد في
السويد، من السوريين والفلسطينيين السوريين، مشكلات في إيجاد
السكن وطرق البحث عنه.
وتختلف الصعوبات تبعا للظروف الشخصية ومكان الإقامة. وما يزيد الأمر تعقيدا قرار الحكومة السويدية العام الفائت بعدم دخول المهاجرين في إطار ما يعرف بـ"خطة الترسيخ" أو تعلم اللغة ما لم يكن لهم عنوان محدد.
وهذا القرار دفع الكثيرين لاتخاذ خطوات غير نظامية، فمنهم من يقوم بدفع مبلغ مالي كبير من أجل الحصول على سكن، ولمدة إقامة تتراوح بين عام أو عامين، ومنهم من استأجر منزلا بغير عقد مسجل عند الدولة وبدون عقد إيجار، وهو ما يعرف "بالأسود"، لكن لا يتقاضى المهاجر في هذه الحالة مساعدة سكن من الحكومة.
وقال "هشام ايبو"، وهو سوري يقيم في مقاطعة اروبرو مع زوجته وطفليه في منزل "بالأسود"، في حديث خاص لـ"عربي21": "حصلت على الإقامة منذ ستة شهور، وإلى الآن لم أجد مسكنا، ولم تساعدني شركات السكن، فباتت هذه المشكلة هاجسا يعيق تفكيري، ولم أستطع عمل أي شيء ما لم أستقر في منزل يكون لي، حيث لا يخرجني صاحبه متى يشاء".
ومن ناحية أخرى، هناك من يجد سكنا بعد معاناة البحث، التي ربما تطول لسنة، ومن خلال العلاقات والمعارف، إلا أنه سرعان ما يتفاجأ المستأجر بعدم موافقة الشركة على ذلك، حيث روى "صبحي الإدلبي" لنا ما حصل معه بعدما حصل على عقد ثان من امرأة تعمل طبيبة، بعد انتقالها للعمل في ستكهولم.
يقول صبحي: "بعد مرور خمسة شهور على وجودي في البيت تلقيت إخطارا من الشركة بإخلاء البيت، وأن صاحبة البيت قد سلمت المنزل للشركة، وأنها حصلت على بيت آخر قرب عملها. فذهبت للسوسيال ولمكتب العمل المعنيين بالمهاجرين، لكني قوبلت بالرفض. وبعد عشرة أيام سأكون بلا منزل".
"سلام أبو داوود"، فلسطيني سوري يقيم في السويد مند أكثر من عام. هو كغيره ممن يعانون أزمة السكن بعدما وجد بيتا يحتوي على غرفة للنوم وغرفة للجلوس، لكن عائلته التي تتألف من سبعة أشخاص لا يمكنها البقاء في منزل صغير. فقد بينت ابنته سلام ما يجري مع أبيها من معاناة قائلة: "عمري عشرون عاما، وعندي أخت تكبرني بعامين، وفي البيت أخ في السابعة عشرة من عمره، فلا نستطيع التصرف براحتنا في البيت، حيث ننام جميعنا في غرفة الجلوس، ما عدا والدي في غرفة النوم".
ففي المدن الكبرى مثل ستكهولم ويوتوبوري ومالمو يعَدّ السكن فيها حلما أشبه بالمستحيل، حيث ينتظر الناس أدوارهم بعد التسجيل في شركات السكن قرابة عامين.
وغالبية شركات السكن تشترط على المستأجرين ضرورة أن يكون لديهم عمل ثابت يمنحهم دخلا شهريا كافيا لدفع الإيجار، والعمل للمهاجر الجديد أشبه بالمستحيل أيضا ما لم يتمكن من استخدام اللغة بشكل جيد. فشركات السكن تمنح الأولوية للأشخاص ذوي الدخل المرتفع وممن يملكون عقد عمل.
بدوره، قال المنسق العامل في المركز الوطني للمشردين في السويد ميشيل أنيفر، في تصريح لموقع "الكومبس"، إن "عدد الأشخاص من ذوي الدخل الضغيف والعاطلين عن العمل هم أكثر من يجد صعوبة في الحصول على سكن، حيث يلجأون إلى الاستئجار غير المباشر أو السكن مع أحد الأقارب".
ورغم وصول السوريين إلى بر الأمان "السويد"، إلا أن مشكلة السكن تبقى العامل الرئيسي والعائق الكبير أمام المهاجرين الجدد في بلد يعَدّ من أوائل البلدان في العالم استقبالا للمهاجرين.