ملفات وتقارير

الأزمة بين المغرب ومصر تتصاعد .. و"الهاكرز" يتدخلون

المغرب غاضبة من تحركات مصرية غير معلنة - (أرشيفية)
اتخذت الأزمة بين مصر والمغرب منحى جديدا، حيث قام عدد من النشطاء المغاربة بنشر فيديوهات لصحفيين مصريين، أثناء لقائهم الأسبوع الماضي مع جبهة "البوليساريو"، وتحريضهم ضد الحكومة المغربية، كما قام قراصنة "إنترنت" مغاربة باختراق عدة مواقع إعلامية مصرية ردا على ما وصفوه بـ "إهانة إعلام مصر لملكهم وبلادهم، وتدخله في شؤونها الداخلية، فيما أعاد نشطاء تداول مقطع فيديو لأحد الضباط المصريين الذي يعمل تحت لواء قوات الأمم المتحدة، وهو يحرض جبهة "البوليساريو" ضد المغرب.

تهديد هاكرز مغاربة

فقد هدد اليوم قراصنة إنترنت مغاربة "هاكرز"، باختراق كل المواقع الإعلامية المصرية على الإنترنت، ردا على ما وصفوه بـ"إهانة إعلام مصر لملكهم وبلادهم، وتدخله في شؤونها الداخلية" بحسب قولهم، وتشتهر المغرب بوجود "هاكرز" مشهود لهم بالكفاءة على مستوى العالم، وسبق أن قاموا بعمليات قرصنة شهيرة، أبرزها اختراق مواقع عسكرية إسرائيلية إبان العدوان الإسرائيلي على غزة.

وعبر صفحتهم الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قال "هاكرز" مغاربة  أطلقوا على أنفسهم "قوات الردع المغربية" في تصريحات لهم: " صفحة موقع الوفد على الفيس بوك رجعونا إخوان ههههه، نحن لسنا إخوان، ولا ننتمي لأي حزب سياسي، أو جهة رسمية"، تعليقا على تصريحات "بوابة الوفد" عقب عملية اختراقها بأن من قام بها عناصر من جماعة الإخوان المسلمين، وأضافت الصفحة: "نحن شباب مغاربة همنا الوحيد الدفاع عن بلدنا بالوسائل المتاحة لنا، التي نعرفها وهي الدعس الذي يصل في بعض الأحيان إلى درجة الدعش، هدا كل ما في الأمر، إذا تطاولت على المغرب فانتظر مصيرك".

رسالة على "بوابة الوفد"

وجاء في نص رسالة نشرها "هاكرز" مغربي على موقع "بوابة الوفد" بعد اختراقه "تم اختراق موقعكم من طرف قوات الردع المغربية، والسبب بتر خريطة المملكة المغربية في جريدتكم في عدة مناسبات، إضافة إلى الحملة الرخيصة التي يشنها إعلام الانقلاب، على دولة من المفروض أن تكون شقيقة، الوفد الصحفي الذي نسق فيما بعد مع هيئات ومنظمات جزائرية معادية للملكة المغربية، السبب في هذا الهيجان غير المبرر ووجود حكومة إسلامية في المغرب، جاءت عن طريق الانتخابات الشرعية، الشعب أراد وله ما راد، نحن لسنا انقلابيين، الحكومة سوف تستمر لما تبقى من مدتها في الحكم، ولو أعيد انتخابها مرة ثانية فسوف تبقى في الحكم، هذه هي الديمقراطية يا معشر الانقلابيين''.

مقطع مسجل لصحفية

كما تداول النشطاء المغاربة مقطعا مسجلا -قالوا إنه مسرب- منسوب لإحدى الصحفيات المصريات، في لقاء لها مع جبهة البوليساريو، وهي تقول "هنبدأ بالناس هنصحيهم وهنوعيهم هنصحي الفكرة جواهم، إن العدو ليس فقط هو العدو الصهيوني، اللي إحنا بنحاربه، لكن في أرض أخرى تعاني من عدو تاني، له نفس لغتنا ونفس دينا وهذا أبشع من العدو الصهيوني، لابد أن نقف له بالمرصاد" في إشارة إلى صراع جبهة البوليساريو مع الحكومة المغربية، وأضافت " احنا لسنا جايين نمثل حكومات، الحكومات مع كامل احترامنا هي الخطوة التانية، احنا هنا  نبني قاعدة أساسية هي الاعتقاد العام سوف تقام هنا، رأيي إن الشعوب والأفراد هي القادرة على تحريك الحكومة"، وأردفت في نهاية حديثها المنشور "أتمنى أن آتي المرة القادمة من القاهرة رأسا على الجمهورية بدون أي تنظيم في الجزائر". 

ضابط مصري يحرض 

كما تداول رواد التواصل الاجتماعي فيديو يعود إلى مايو 2013 لأحد الضباط المصريين برتبة "رائد"، مع مجموعة من جبهة "البوليساريو"، وهو يحرضهم ضد المغرب -طبقا للنشطاء- مضيفين أن هذا من أهم أسباب تغير الخطاب المغربي تجاه السلطات المصرية الحالية، وفي الفيديو المتداول يقول الضابط المصري "بتاعتهم ولا هياخدها منهم .. لازم تستغل كل المميزات قبل العيوب مثل ما حصل عندنا في مصر .. إيه اللي هينفعك وإيه اللي هيضرك .. يعني لازم هذا الموقف يستغل كويس جدا .. الأرض  أرضكم، والأرض لا أحد ياخدها منكم .. وجاءت الفرصة إنك تقول هذا فاتضيع منك، المينورسو إذا لم يتم إنشاؤها في الصحراء الغربية معنى ذلك أنه لا يوجد حق للبوليساريو".

وكان وفد مصري قد زار خلال الأسبوع الماضي العاصمة الجزائرية لحضور مؤتمر دولي داعم لجبهة البوليساريو، وفي نوفمبر الماضي جدد محمد السادس رفضه القاطع لتوسيع نطاق مهمة بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية (مينورسو) المنتشرة منذ العام 1991 لمراقبة وقف إطلاق النار بين الرباط وجبهة البوليساريو، وقال "لا لأي محاولة لمراجعة مبادئ ومعايير التفاوض، ولأي محاولة لإعادة النظر في مهام المينورسو أو توسيعها، بما في ذلك مسألة مراقبة حقوق الإنسان".

البوليساريو سبب الأزمة

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية المغربية إن تنسيقا مصريا جزائريا لدعم جبهة البوليساريو، وهجوم الإعلام المصري المستمر على الرباط، هما سبب تغيير لهجة خطاب التلفزيون المغربي الرسمي تجاه النظام المصري الحالي، وأوضح المسؤول المغرب - طبقا لـ "الجزيرة نت"- أن الرباط غضبت من زيارة وفد مصري خلال الأسبوع الماضي للعاصمة الجزائرية لحضور مؤتمر دولي داعم لجبهة البوليساريو، ولم يستبعد الدبلوماسي المغربي أن يكون للتقارب المصري -الجزائري له علاقة بالأزمة الأخيرة، قائلا إن "هناك خصوما للبلدين يريدون لمصر أن تبقى معزولة، وبالنسبة للجزائر بالطبع هي تريد للمغرب أن تنعزل دبلوماسيا، وتوتر العلاقات المغربية المصرية قد يريحها حتى وإن لم تسع إليه".

تجاوز الحدود

وتابع المصدر ذاته قائلا "لا أستطيع أن أؤكد أو أنفي، إن كان للجزائر دخل في ذلك التوتر بين القاهرة والرباط، وهو الأمر الذي سيتضح مع الأيام... لكننا نعرف في الوقت ذاته أن هناك مساعيَ جزائرية لإقامة علاقة قوية مع مصر على حساب الرباط"، وأضاف أن سبب التغير الحاصل في موقف الإعلام العمومي المغربي "يرجع -أيضا- لهجوم الإعلام المصري المستمر تجاه الرباط الذي تجاوز الحدود"، وتطالب جبهة البوليساريو بانفصال الإقليم منذ استقلاله عن الاستعمار الإسباني عام 1975، بينما تتبنى الرباط منحه حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية، وتحول الصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو إلى نزاع مسلح حتى عام 1991، انتهى بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة، وتشرف الأمم المتحدة -بمشاركة جزائرية وموريتانية- على مفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو بحثا عن حل نهائي للنزاع بشأن إقليم الصحراء.

الإعلام الرسمي المغربي

وكان تطور مفاجئ قد حدث في الإعلام الرسمي المغربي حيث وصف رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي بـ"قائد الانقلاب"، في وقت أكد على شرعية الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي، وبثت القناة الأولى المغربية الرسمية تقريرا في نشرة مساء الخميس الماضي عن ما أسمتها "الآثار السياسية للانقلاب العسكري في مصر"، وقال مقدم النشرة: "عاشت مصر منذ الانقلاب العسكري الذي نفّذه المشير عبد الفتاح السيسي عام 2013 على وقع الفوضى والانفلات الأمني، حيث اعتمد هذا الانقلاب على عدد من القوى والمؤسسات لفرضه على أرض الواقع وتثبيت أركانه"، أما القناة الثانية فبثت تقريرًا عن الوضع الاقتصادي في مصر، بعد وصول "السيسي" إلى الحكم، مشيرة إلى أنه أصبح على رأس السلطة عبر انقلاب.