منظمة بريطانية تطالب الحوثيين بالانسحاب من صنعاء

استنكرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان الانتهاكات الجسيمة التي يمارسها الحوثيون منذ سيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء؛ مؤكدة أن الميليشيات المسلحة التابعة للجماعة قامت بقتل وجرح عدد من المواطنين كما جرى قصف بعض المقرات الحكومية والخاصة، وقامت هذه الميليشيات بنهب والسيطرة على مواقع حكومية عسكرية ومدنية ومؤسسات مدنية حقوقية وإعلامية وحزبية وجمعيات خيرية، وشمل الأمر نهب وتدمير  واحتلال أملاك خاصة تعود لمواطنين يمنيين وأجانب مقيمين في اليمن.
 
وأضافت المنظمة في بيان صادر عنها ، الخميس، أن الميليشيات المسلحة سيطرت ونهبت أكثر من 240 منزلا ومؤسسة حكومية ومدنية، وأكثر من 39 مسجدا تمت السيطرة عليها وفرضت فيه شعائر يقيمها أنصار الحوثي لا يتبعها مرتادو هذه المساجد ومن هذه المساجد  ذي النورين، الحمراء الزهراء، الأنصار، الخلفاء، عباد الرحمن، الحمزة، الإسلام، الجامع الكبير، مسجد السلام، الرحمة والفاروق.
وبحسب البيان فلم يقتصر الأمر على هذا الحد، بل إنّ المسلحين قاموا بنهب واحتلال أكثر من 85 منزلا  تعود لبرلمانيين، وأكادميين وإعلاميين ومواطنين عاديين ونشطاء منهم منزل الناشطة توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2011م، وما زلت عمليات تفتيش المنازل ونهبها  لفرقاء سياسيين وحزبيين ومواطنين عاديين مستمرة.
 
وأضافت المنظمة أنّه ومنذ اللحظة الأولى قام المسلحون بالسيطرة ونهب مؤسسات عسكرية وأمنية ومدنية حكومية بلغ عددها 28، حتى المستشفيات الحكومية والخاصة لم تسلم فقد تمت السيطرة على المشفى العسكري، مشفى الكويت الجامعي ،مشفى آزال ،مشفى الطفل ومشفى جامعة العلوم.

وأكد البيان أن الحوثيين "سيطروا على أكثر من 26 مقرا حزبيا و8 وسائل إعلامية حكومية وخاصة ونالت مؤسسات أهلية وخيرية ومنظمات مجتمع مدني ونوادي رياضية  نصيبها من التخريب والنهب مثل مؤسسة الفاروق الخيرية، شبكة نماء للمنظمات الأهلية، مؤسسة العمراني الخيرية، مؤسسة اليتيم الخيرية، مؤسسة البرهان التنموية، مؤسسة رعاية الصم والبكم، نادي الفتح الرياضي في حي شعلان ونادي اليرموك الرياضي في حي الروضة".
 
ونوه البيان إلى أن انتهاكات الحوثيين وصلت إلى "المؤسسات التعليمية سواء كانت خاصة أو حكومية"، وبحسب البيان فقد "استولى المسلحون على 13 مدرسة حكومية، 4 مدارس أهلية، 3 دور لتحفيظ القرآن الكريم، 6 جامعات خاصة وجامعتين حكوميتين، كما تعرضت مساكن الطلبة والأساتذة للاستيلاء والنهب مثل مسكن طالبات جامعة العلوم حي النهضة، مسكن السعيد الطلابي لأبناء الضالع في حي الأندلس، مسكنا طلاب وأساتذة جامعة الإيمان في حي الستين الشمالي ومسكن البادية في حي جولة مذبح.
 
وشددت المؤسسة العربية أن ما حدث في العاصمة اليمنية صنعاء يشير إلى احتكام  جهة معينة  للسلاح مغتنمة تحقيق انتصارات هنا وهناك مما أدى  إلى انهيار منظومة الحوار التي دامت عدة أشهر والتي دعت مخرجاته إلى نبذ العنف  واللجوء إلى الحوار كوسيلة وحيدة لحل كل الإشكالات التي تحيط بالعملية السياسية.
 
وأضافت إن الاحتكام للسلاح أدى إلى دخول اليمن في نفق مظلم فعلى الرغم من توقيع وثيقة السلم والشراكة تحت أزيز الرصاص إلا أن الحقائق على الأرض تشير أن الميليشيات المسلحة تشعر بنشوة النصر نتيجة سيطرتها على مفاصل الدولة ولا زالت عمليات السيطرة والنهب للمؤسسات الحكومية والمدنية والأملاك الخاصة مستمرة.
 
وخلص البيان إلى أن ما حدث من سيطرة عسكرية على العاصمة اليمنية صنعاء وعلى محافظات أخرى وكان نتيجتها الفوضى والنهب وقتل الأبرياء وتقويض دولة القانون في جوهره ردة على منجزات ثورة 11 فبراير2011 تستدعي توحد الشعب اليمني بكافة قواه السياسية والمدنية والعودة إلى طاولة الحوار.
وطالبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا الحكومة اليمنية ببسط سيطرتها على كافة أنحاء الدولة ووقف عمليات السلب والنهب وترويع الآمنين والعمل بشكل سريع على تعويض المتضررين وتقديم المساعدات الطارئة لهم.
 
كما دعت جماعة أنصار الله إلى الانسحاب من العاصمة صنعاء وكافة المحافظات التي سيطرت عليها وإنهاء كافة المظاهر المسلحة وإعادة الممتلكات المنهوبة لأصحابها.
 
وطالبت المنظمة الدول التي تتدخل بشكل سلبي في اليمن وتزيد من حدة الاستقطاب إلى وقف تدخلها فورا، ودعت أمين عام الأمم المتحدة السعي لدى مجلس الأمن لتشكيل لجنة تحقيق بما حدث من عمليات قتل ونهب وسيطرة على الممتلكات بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.